سعت السلطات الجزائرية لتهدئة مخاوف المواطنين بشأن صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد أسبوع من جراحة أجريت له لعلاج قرحة في المعدة وذكرت أنه في حالة طيبة لكنها لم تحدد موعداً لعودته إلى البلاد. وأصدر الممثل الشخصي لبوتفليقة بياناً يوم الاثنين عن صحة الرئيس البالغ من العمر 68 عاماً بعد أن نشرت صحيفة الوطن التي تتمتع بثقل كبير مقالاً في صفحتها الأولى ذكرت فيه أن الجزائريين يريدون معرفة الموعد الذي سيعود فيه الرئيس إليهم. وقال عبد العزيز بلخادم ممثِّل الرئيس الجزائري لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية (يتمتع بصحة جيدة وسيعود إلى أرض الوطن لمزاولة مهامه بعد انتهاء فترة النقاهة). وذكرت الوكالة أن بلخادم نفى كل (الشائعات المغرضة) عن صحة بوتفليقة الذي نقل جواً إلى فرنسا في 26 نوفمبر - تشرين الثاني الماضي ودخل مستشفى فال دو جراس العسكري في باريس لإجراء فحوص طبية. ومنذ صدور بيان عن الجراحة التي أجريت للرئيس قبل أسبوع سرت شائعات في الجزائر وبدأ الجزائريون يتساءلون إن كانت حالة بوتفليقة الصحية أخطر مما أعلن. وقالت صحيفة الوطن الجزائرية يوم الاثنين إن المخاوف تزداد بعد 17 يوماً من نقل بوتفليقة إلى المستشفى. وأضافت أن البيانات الرسمية تقول إن عودة الرئيس إلى البلاد مسألة وقت لكن لم تصدر سوى نشرة طبية واحدة قبل أسبوع. كما أشارت الصحيفة إلى أن السلطات الفرنسية والمستشفى لا يقدِّمان أي معلومات. وبثت وكالة الأنباء الجزائرية يوم الاثنين الماضي النشرة الطبية التي جاء فيها أن بوتفليقة أجريت له جراحة ناجحة لعلاج قرحة في المعدة. لكنها لم تذكر الموعد الذي أجريت فيه الجراحة. وكان بوتفليقة الذي أعيد انتخابه العام الماضي لفترة رئاسة ثانية مدتها خمس سنوات نقل إلى مستشفى في العاصمة الجزائرية بعد إصابته بنزيف في المعدة قبل نقله جواً إلى فرنسا. وانتقدت صحيفة الوطن السلطات في الأيام التالية لدخول بوتفليقة المستشفى واتهمتها بأنها تلزم الصمت. وقبل إعلان النشرة الطبية الأسبوع الماضي ذكر رئيس الوزراء أحمد أويحيى للإذاعة الرسمية أن بوتفليقة يقضي بضعة أيام في نقاهة عادية. وبعد ذيوع نبأ مرض بوتفليقة اتضح لأول مرة أن وزير الداخلية نور الدين زرهوني الذي اختفى عن الأنظار قبل شهرين أجريت له جراحة في الكلى. وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية في وقت سابق من الشهر الحالي أن زرهوني غادر المستشفى قبل عدة أسابيع وأنه يجري اطلاعه بشكل منتظم على شؤون الوزارة. واضطلع زرهوني بدور محوري في محاربة الجماعات المسلحة في الجزائر. وخاضت الجزائر على مدى أكثر من عشر سنوات حرباً دموية مع الجماعات المسلحة راح ضحيتها نحو 150 ألف قتيل.