لاشك أن القدرات والإمكانات البشرية تتفاوت من مدرسة إلى أخرى، وذلك يرتبط بعوامل عديدة كموقع المدرسة ونوع البيئة المحيطة بها من الناحية الاقتصادية ومستوى التعليم وطبيعة المبنى المدرسي من حيث الحداثة والقدم وكونه حكومياً أو مستأجراً. فكل هذه العوامل تؤثر في طبيعة العمل المدرسي والإنجازات التي تحققها المدرسة. وطبيعة العلاقة بين المدرسة وأولياء الأمور والمستوى التحصيلي للطلاب، وطبيعة علاقتهم بالمعلمين وإدارة المدرسة. والقائد التربوي المتميز هو الذي يسعى بشكلٍ دؤوب إلى الاستفادة من العوامل السابقة في إنجاز بيئة تربوية جاذبة يسعى من خلالها للارتقاء بمستوى مدرسته إلى مراتب المدارس المتميزة. وللوصول إلى نتائج طيبة وإنجازات مثمرة أوصيك أخي التربوي بالآتي:- 1- قوِِِِ ّعلاقاتك مع الجميع واجعلها طيبة سواء على مستوى العلاقات داخل المجتمع المدرسي أو على مستوى العلاقات مع أولياء الأمور أو مؤسسات المجتمع المحلي، لأن المدرسة جزء لا يتجزأ من المجتمع تتكامل معه في الارتقاء بالمستوى العلمي والانتماء الوطني. 2- ابتعد دائماً عن اتخاذ قرارات مصيرية أثناء الانفعال، حيث قد يترتب على ذلك قرارات خاطئة، وإجراءات تستهلك الجهد والوقت دون عائد تربوي واضح. 3- تدرب بشكلٍ مستمر، فالقيادي المتميز هو الذي يحرص على تنمية تقنية ذاتياً، وذلك من خلال الاطلاع على كل ما هو جديد في ميدان عمله وميدان عمل العاملين معه في المدرسة، وذلك من خلال ورش العمل المتخصصة وحضور اللقاءات التربوية والدورات التدريبية وما ينشر في مجالات التربية والتعليم. 4- شارك العاملين معك في قيادة المدرسة, وامنحهم الفرص للتعبير عن آرائهم بكل حرية، حوّل المدرسة إلى خلية نحل من خلال فرق العمل المدرسية بحيث يشارك الجميع للارتقاء بالمستوى العام للمدرسة في جميع نواحيه, وثق تماماً بأن تلك المشاركة الإيجابية سيكون لها مردود متميز في جميع الجوانب المختلفة. واجعل شعارك العمل بروح الفريق الواحد. 5- اوصيك بالتحفيز الفوري لما له من نتائج طيبة، ولعل أهمية التحفيز تعود لشعور العامل بالتقدير مما يولد لديه مزيداً من الدافعية نحو العمل والتميز في العطاء والبذل، فلا ينبغي أن يستوي الجميع في التقدير بل يراعى المجد بالتحفيز ويشجع الآخرون بالمتابعة والتوجيه. 6- حاول أن تساهم في حل المشكلات المجتمعية التي قد تلم بأحد العاملين معك خارج نطاق المدرسة, حسب قدراتك ومهاراتك، وشاركهم في الأفراح والأحزان، فإن ذلك يجعلك في منزلة عالية ومحترمة، إذ يعتبر ذلك تقديراً وتضحيةً وبذلاً وعطاءً في كل الأوقات. 7- نوع البيئة المدرسية واسع جاهد لجعلها بيئة جاذبة، من خلال تنويع الوسائل التعليمية وتزيين جدران المبنى المدرسي بالرسومات والعبارات الجميلة والهادفة، وحاول توفير القاعات العلمية والتربوية المتخصصة حسب ظروف مدرستك. 8- خطط بصفة منتظمة، واعمل من خلال خطط تتميز بالمرونة والواقعية والطموح، مراعياً فيها ظروف مدرستك البشرية والمادية وطبيعة البيئة المحيطة. واطلع على الخطط الأخرى في المدارس المتميزة سواءً أكانت حكومية أو أهلية، وشارك في الدورات التي تصقل فيها قدراتك في مجال الخطط المدرسية بأنواعها المختلفة، واحرص على التخطيط الإستراتيجي. 9- احرص دائماً على رفع المستوى المهني للعاملين في مدرستك وحفزهم لذلك من خلال الدورات التدريبية المتخصصة وورش العمل والزيارات المتبادلة والقراءات الموجهة... إلخ. 10- شارك في جميع المجالات التي تدعو للتنافس سواء على مستوى المركز أو المنطقة التعليمية، واحرص على مشاركة جميع الفئات المدرسية معلمين وطلاباً فإن هذه المشاركات تعطي مجالاً للتنمية المهنية، ومجالات للتعارف والتواصل مع الآخرين، ومعرفة مجالات التميز في المدارس الأخرى. 11- نفذ نشاطات اجتماعية خارجية وتشمل الرحلات الجماعية بصحبة جميع العاملين بالمدرسة، ويستحسن مشاركة أولياء الأمور بتلك النشاطات، لأنها تعطي مجالاً للتواصل وتقوية أواصر المحبة والألفة. وختاماً أسأل الله العلي القدير أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما جهلنا، ويعيننا على تقديم كل جديد ومفيد في الميدان التربوي لخدمة أبنائنا وفلذات أكبادنا الطلاب، أمل الأمة وبناة المستقبل المشرق بمشيئة الله. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. [email protected]