من المسببات الرئيسية لإصابة الإنسان بالأمراض هو تعرضه للانفعالات العاطفية مثل: الغضب، العُجب، الكراهية، الخوف، الحسد، حب النفس والطمع الذي يؤدي إلى حدوث الانفعالات العاطفية السلبية التي يمكن وصفها بأنها شعور يسبب للإنسان التعاسة والحزن فهي تجعله يكره نفسه ويكره الآخرين وتفقده الثقة بالنفس، وبناءً على ذلك فإن العلاج يكون معتمداً إلى حد كبير على الانفعالات المزاجية والعاطفية ومستمداً من التوافق الداخلي والاتزان والانسجام. الانفعالات العاطفية عادة لها نتائج سلبية مثل الكراهية والغضب والاستياء والحزن، كما أن الانفعالات العاطفية السلبية يمكن أن تسلبنا الحماس للحياة ويعتمد هذا على المدى الذي نتأثر فيه بذلك وعلى كيفية التعبير عن هذه الانفعالات الضارة التي تجعلنا نتوقف عن التفكير والتصرف بعقلانية، ولا نضع الأشياء في موضعها الصحيح. إننا تحت تأثير الانفعالات العاطفية السلبية نرى فقط ما نحب أن نراه ونتذكر ما نحب أن نتذكره وهذا يؤدي إلى زيادة في حدة الغضب أوالحزن ويمنعنا من التمتع الكامل بالحياة وكلما استسلمنا لهذا الواقع فإن هذا يؤدي إلى زيادة في تعقيد المشكلة. ومن جهة أخرى فإن التعامل مع هذه المشكلة بطريقة خاطئة يمكن أن يؤدي إلى ضرر أكبر مثل التعبير عن الغضب باللجوء للعنف لأن الانفعالات السلبية لها جانب نفسي (سيكولوجي) ولها جانب حيوي (بيولوجي). والجانب النفسي هو ما نفكر به والجانب الحيوي هو ما نشعر به. ويستجيب عقل الإنسان للأفكار بإطلاق هرمونات ومواد كيميائية تجعلنا في حالة استجابة يقظة وتحدث الانفعالات الإيجابية والسلبية وحيث إن هذه عملية معقدة وليس لدينا المهارات الكافية للتعامل مع المشاعر السلبية لأنه ليس من السهل علينا التعامل معها عند مواجهتها وقد بينت عدة دراسات أن الانفعالات العاطفية والضغوط النفسية يمكن أن تؤثر بصورة سلبية على جهاز المناعة كما تلعب هذه الانفعالات دوراً مهماً في تنظيم أجهزة الجسم البشري وهذا بدوره يؤثر على صحة الإنسان العامة. يشتمل عالم العلاج الطبيعي على نوع من العلاج يسمى العلاج بالأزهار يفيد في توازن الانفعالات العاطفية وهو نظام علاجي قد تم تطويره على يد العالم (إدوارد باش) (1897 - 1936م). الذي كان يعتقد أن المشكلات الصحية ما هي إلا مشكلات ثانوية ناتجة عن اللاضطرابات الانفعالية وعدم وجود توازن انفعالي. وكان يعتقد أن هذه المشكلات الصحية يمكن أن تعالج بتغيير أودرء الانفعالات السلبية المدمرة حيث تنتقل الحالة النفسية للكائن إلى أجزاء الجسم المختلفة وتسبب خللاً في توازنه وخللاً في أدائه لوظائفه. ويتسبب هذا الخلل النفسي المستمر في حدوث آثار عميقة داخل جسم هذا الإنسان. وقد تطور علم النفس المتخصص بدراسة الربط بين علل الأبدان والحالة النفسية للإنسان تطوراً كبيراً عندما اتجه إلى الفحص الدقيق عن العلاقة بين الحالة العقلية والانفعالية وتأثير ذلك على جسم الكائن الحي. وهذه التأثيرات أصبحت واضحة وأمكن إثباتها وتقسيمها إلى مجموعات من الأمراض، وأطلق عليها تسميات تبعاً للأعراض التي تسببها. وفي نفس الوقت وتمشياً مع هذه المجهودات فإن الدكتور إدوارد باش أدرك أن الحالة العقلية والانفعالية مسؤولتان عن ظهور الأمراض المستعصية بصفة عامة وطبقاً لنظريته واستنتاجه، فإن هذا يحدث نتيجة الحوادث أوكبر السن أوانحلال في أنسجة الكائن الحي. كان هدف الدكتور إدوارد باش هو التعرف على الحالات العقلية الانفعالية التي تعتري الإنسان حتى يتمكن من إيجاد المعالجة المناسبة لرفع الكفاءة العقلية الانفعالية التي بدورها تؤدي إلى منع ظهور الأعراض الجانبية وتدفع العلاج إلى الأمام وهذا بالطبع لا يحدث إلا في حالة ظهور أعراض مرضية عيانية وكان هذا أسلوباً حديثاً في عالم الطب حيث قاد الدكتور إدوارد باش إلى اكتشافات مثيرة حول العلاقة الوطيدة بين الروح والثروة الدوائية ومخزون الطبيعة. وقد تمكن الدكتور إدوار باش من اكتشاف العلاقة بين المشاعر الإنسانية والأمراض التي تصيب الجسم البشري وطور فرعاً متخصصاً منبثقاً من طب الأعشاب الذي يستخدم الأزهار العالية الفعالية الحاملة للبذور والعديمة السمية وقد استخدم الدكتور باش علاجه بالأزهار لكي يداوي العلل العقلية مثل القلق وفقد الثقة بالنفس حيث يلعب العلاج بالأزهار دوراً كبيراً في علاج الأمراض النفسية الجسدية (النفس جسدية) وفي الحالات الشديدة فإن أنواعاً أخرى من العلاج قد تكون مساعده لهذا النوع من العلاج أومعاونة له. تكمن فلسفة العلاج بالأزهار التي ابتكرها الدكتور إدوارد باش في أن الأمراض ما هي إلا رسالة من الجسم تنذرنا بأننا نفعل شيئاً ضد أرواحنا وشخصياتنا. يقول الدكتور باش إن المرض يظهر عندما يتصرف بطريقة ضد الطريقة التي تسير عليها أرواحنا أومخالف للطريق الذي خطته أرواحنا لنا. ويكون هذا الانحراف إما تبعاً لرغباتنا أوتبعاً لتأثرنا بالآخرين وهذا التضاد بين طلب الروح ورغبات الجسد (الأهواء) يمثل جذور الأمراض وعدم الحصول على السعادة ولسوء الحظ فإنه تحدث أشياء في حياتنا يمكن أن تقودنا بعيداً عن الطريق القويم ومثال على ذلك نجد أن بعض الوالدين يرغمون أولادهم على اختيار مهن معاكسة لرغبات أولادهم وهم يزعمون أنها أفضل وذلك قد يكون بدافع أنانيتهم وهناك أسباب أخرى تقف حائلاً دون اختيار الناس للطريق الذي يناسبهم وهذه الأسباب هي: الخوف واليأس والتردد والوحدة. اكتشف الدكتور باش إلى أي مدى يختلف تفاعل الناس مع المرض الواحد فيمكن أن نجد إنساناً فرحاً بشوشاً قادراً على إخفاء مشاعر القلق داخله بينما تجد الآخر تبدو عليه ملامح الإحباط وانعدام الأمل المشرق في الغد وقد اكتشف الدكتور باش هذا العلاج باستخدام ثمانية وثلاثين نوعاً من الزهور وكان ذلك في عام 1928 وقد استخدم هذه الزهور لعلاج مرضاه وأعطى العلاج نتائج باهرة وسريعة وقد اعترف المرضى الذين غمرتهم السعادة بعد الشفاء بأنهم كانوا يعانون من القلق والإحباط. وقد سمحت أساسيات هذا العلاج بأن يستعيد الجسم توازنه ويقوم بمعالجة نفسه بنفسه. عندما يقوم الدكتور باش بعلاج أحد المرضى فإنه ينظر إلى الحالة الانفعالية للمريض أكثر من نظرته للمرض ذاته وذلك لاعتقاده أن الأمراض تحدث نتيجة اختلال في التوازن الانفعالي للشخص. وهو أيضاً ينظر إلى كيفية رؤية المريض للحياة وهل المريض يعاني من ضعف الاحترام بالنسبة له؟ وهل المريض أوالمريضة تكثر من انتقاد الآخرين؟ وهل المريض أوالمريضة ذات شخصية متمردة أومتسلطة؟ وهل يشعران بالخوف وهكذا تستمر الأسئلة. فربما يقول المريض أنا أشعر بالوحدة، على أن أرضى بهذا النوع من الحياة وأشعر بأنني سوف أنفجر ويتم اختيار علاج الدكتور باش لكي يتطابق مع نظرة المريض للحياة ولكي يسمح ذلك بإيجاد توافق بين الروح وبين انفعالات الشخص ثم يستعيد صحته. تعالج زهرة (لارش) ضعف تقدير الإنسان لنفسه. كما أن زهرة (ميمولوس) تعالج شعور الإنسان بالخوف. وزهرة الصنوبر تساعد على علاج الشخص الذي لديه شعور بأنه مذنب. والعلاجات التي يبلغ عددها ثمانية وثلاثين دواء تساعد على إيجاد توازن بعض الانفعالات وبالجمع بين أكثر من علاج يمكن معالجة حالات كثيرة وإعادتها للتوازن ونظراً لأن مرحلة الطفولة هي مرحلة مبكرة جداً في حياة الشخص فإنها مؤثرة جداً على بقية حياته وهذه المرحلة تتغير تغيراً سريعاً فيزيائياً وعقلياً لذلك يستطيع العلاج بالأزهار أن يساعد الشاب أن يمر بهذا المرحلة المليئة بالمتغيرات بدون معاناة شديدة وبدون شعور بالدونية أوالضغوط العصبية فخلال مرحلة البلوغ يمر الشاب والشابة بمرحلة مليئة بالاهتزازات التي قد تصيب الكثير من الشباب والشابات في مرحلة المراهقة بالإحباط الشديد وكذلك عائلاتهم وفي نفس الوقت يريد هذا الشباب المراهق الانفكاك من مراقبة والديه له وخلال هذه المرحلة يمر الشباب بتغيرات فيزيائية وعقلية أساسية والعلاج بالأزهار يساعد هؤلاء الشباب على تخطي هذه المرحلة بثقة وسلوك الطريق الذي تمليه عليهم أرواحهم وهكذا ينمو الشباب في جو من التوافق مع نفسه. وهكذا نجد أن العلاج بالأزهار يعود بالشباب إلى مرحلة الثبات وأيضاً الشخص الكبير في السن الذي يعاني من حياة قاسية مليئة بالمشاكل مع انعدام السعادة سوف يشعر بتحسن كبير من استعماله لهذا النوع من العلاج ويجد متنفساً سريعاً مما يعاني منه ولكن هذا يتطلب وقتاً أكبر والأشخاص الأصحاء الذين يعيشون في توافق مع أنفسهم ربما يحتاجون إلى العلاج بالأزهار كعلاج لفترة قصيرة. هناك أوقات تمر بالشخص ظروف مزعجة وعندما يستقبل الإنسان أخباراً سيئةً أوتحدث له حادثة أويستيقظ من نومه وهو ليس في حالته العادية عندها فإن استعمال العلاج بالأزهار كعلاج سيفيده ويعيد توافقه مع نفسه؛ والعلاج بالأزهار ليس كالعلاج بالمهدئات التي تعالج الأعراض بدون التطرق إلى الاختلالات الفكرية أوالعقلية كما هو الحال في الأدوية التقليدية الكيميائية وعلى العكس من ذلك فإن العلاج بالأزهار يضرب المشاكل في جذورها وذلك لأن أجسامنا لديها القدرة على العلاج الذاتي بغض النظر عن نوعية المرض ولأن عقولنا وأرواحنا لها القدرة على العلاج الذاتي أيضاً ويؤدي هذا النوع من العلاج إلى تنبيه هذه القدرات الذاتية وإيجاد علاج حقيقي خالٍ من الأعراض الجانبية وقد وجد أن الأفكار السلبية والاعتقادات والانفعالات التي ليس لها داعٍ تمتص جزءاً كبيراً من طاقة الإنسان وتقلل من مناعته وهذا يتسبب في حدوث المرض كما يسبب التأخر في العلاج وقد وجد أيضاً أن الحالة العقلية والمزاجية لهؤلاء الأشخاص تعوق الشفاء وتؤخر النقاهة وعندما يتم عودة الاتحاد بين العقل والجسم، فإن هذا يؤدي إلى عودة قوة الحياة أوقوة الحيوية للسريان في جسم الإنسان وهكذا يتم تزويد الجسم بقوة العلاج الذاتي وقد وجد دكتور باش أن ثمانية وثلاثين نوعاً من العلاج بالأزهار تغطي كل الأنواع المعروفة من الحالات السلبية للعقل التي يعاني منها الإنسان وقد صنف الدكتور باش هذا النوع من العلاج إلى سبعة أقسام كل قسم يعالج مجموعة من الاختلالات أوعدم التوازن وهذه الأقسام السبعة هي: 1- الخوف. 2- عدم الثقة. 3- عدم قبول الواقع. 4- الوحدة. 5- فرط الحساسية للمؤشرات والأفكار. 6- اليأس. 7- شدة الاهتمام أوفرط الاهتمام براحة الآخرين. وهكذا يمكن اعتبار العلاج بالأزهار يداً مساعدةً ومكملةً للطب الحديث في مساعدة الناس الذين يعانون من الانفعالات السلبية أو أي داء قريب من هذا.