استكمالاً لما نشرناه يوم أمس من جلسات ندوة (الإعلام والحوار الوطني.. العلاقة بين المضمون والوسيلة) التي عقدت مؤخراً في الرياض وقد تخللها العديد من أوراق العمل المهمة وتناولت العديد من القضايا المهمة وكيفية تفعيل مركز الحوار الوطني في مناقشة هذه القضايا.. نواصل اليوم نشر عدد من الأوراق على أن نستكمل بقية الأوراق في اليومين القادمين. **** بعض الفروق بين الحوار عبر الإنترنت والوسائل الإعلامية التقليدية: وسائل الاتصال التقليدية: (الصحافة، الإذاعة التلفزيون، الندوات). الإنترنت: (منتديات وبرامج الحوار - المواقع - البريد الإلكتروني - مجموعات الاهتمام). يلتزم الحوار فيها بالخط الرسمي (الرقابة). الحوار يحدد موضوعه ووقته أطراف الاتصال (حرية). يلتزم بالحوار فيها بالخط الرسمي (الرقابة). يحتاج إلى ترتيبات مسبقة (بدرجات متفاوتة). عفوي تلقائي عادة يختص الحوار بالنخب الرموز المجتمعية. خطاب جماهيري (شعبوي). خطاب الوسائل رصين ومتحفظ في لغته ومضمونه. متحرر في لغته ومضامينه. تخضع هذه الوسائل للسياسات الإعلامية إلى حد ما. لا يخضع لنظام أو قانون (نظام أخلاقي ذاتي. تتهم بإصدار خطاب فكري فوقي معقد (رموز). شعبي بسيط (ساذج). هذه الوسائل محاسبة ومسئولة. تصعب المحاسبة وتتبع المسئول. هذه الوسائل تراقب الإنترنت ويستمد منها. تراقب الوسائل وتنتقدها. التركيز على الشؤون العامة وبدرجة أقل الشؤون الخاصة تتساوى الفرص بحسب إقبال الناس مع زيادة مساحة الهم الخاص. الوسائل التقليدية يكون القائم بالاتصال فيها معروفاً. غالباً القائم بالاتصال هو من يختار إعلان ذاته من عدمه. عادة ما تكون استجابتها للأحداث بطيئة (نسبياً). استجابة فورية غير مرشدة في بعض الأحيان. تعطي مساحة وزمناً محدوداً بالنسبة للفرد من الجمهور. لا حدود للزمن والمساحة المعطاة للمستخدم. هنا حرية الاختيار بالنسبة للجمهور محدودة (التنوع). حرية الاختيار أحد أسس بناء الإنترنت (ملايين المواقع). هناك قضايا لكل وسيلة لا يمكن الحوار حولها. لا توجد قضية -إلى حد ما- محجوبة عن الحوار. تعزز ثقافة المجتمع المستهدف (الدين -العادات). المستخدم هو من يحدد السياق الثقافي المناسب له. تعتمد بشكل مباشر على إمكانات الوسيلة في الوصول. إمكانات (مهارات) المستخدم العامل الأهم في طريقة استهلاك الوسيلة. انتفاء العامل الشخصي في توجيه الوسيلة (الجمهور). وضوح وقوة العامل الشخصي (المواقع الحوارية في غالبها شخصية. التحكم في يد القائم بالاتصال وتقل خيارات الجمهور. المستخدم يتحكم إلى حد كبير في خياراته. توصيات عامة: انطلاقاً من الأهداف المكتوبة (لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني) يمكن في هذا السياق طرح بعض التوصيات المتعلقة بتوظيف شبكة الإنترنت في مجال دعم ثقافة الحوار الوطني التي بالطبع ستحتاج إلى آليات مرنة للتنفيذ ومن هذه التوصيات ما يمكن تفعيله في المجالات التالية: أولا: - تكريس الوحدة الوطنية وصياغة الخطاب الإسلامي الوسطي. - تبني مواقع فكرية تعيد تصحيح بعض المفاهيم الاجتماعية حول مفهوم الوطن والمواطن وفق رؤية شرعية واعية. - تشجيع المؤسسات الدينية لتطوير وتحديث مواقع تهتم بالخطاب الإسلامي المبني على الوسطية. - دعم المواقع ذات التوجهات الوطنية وتشجيعها على تنظيم ملفات حوارية بين شرائح المجتمع. - بناء مفاهيم التقارب بين المذاهب الإسلامية عن طريق مشاريع إلكترونية مشتركة بين رموز الطوائف الإسلامية. - توظيف شبكة الإنترنت للتواصل مع الشرائح البعيدة عن الفعاليات الحوارية المؤسسية (النساء والشباب). ثانياً: معالجة القضايا الوطنية من خلال قنوات الحوار الفكري وآلياته: - إنشاء منتديات حوارية إلكترونية عامة ووضع القضايا للنقاش العام بشكل شفاف وموضوعي. - إنشاء مشروع باسم (اعرف وطنك) للتنويه بالمواقع الوطنية ووضع شعار إلكتروني ينتظمها ويروجها. - تفعيل خدمة الاستفتاءات الإلكترونية حيال بعض القضايا وإشراك شرائح المجتمع في رسم السياسات العامة. ثالثاً: - ترسيخ مفهوم الحوار وتوسيع مشاركة أفراد المجتمع وفئاته. - التنسيق مع إدارات التعليم في المناطق وعمل مسابقات بين الطلاب في مجال الحوار عبر الإنترنت. - وضع جائزة سنوية لأفضل قضية حوار طرحت وأفضل منتدى وأفضل المحاورين ترعاها مؤسسات مستقلة. - تضمين الكتب المدرسية بعض العناوين لمواقع الإنترنت ذات العمق الفكري مما له صلة بالمناهج. - طبع كتيبات عن آداب الحوار عبر الإنترنت وتعظيم مسؤولية الكلمة وأمانة النصيحة رابعاً: - تعزيز قنوات الاتصال والحوار مع المؤسسات والأفراد في الخارج. - إدراك حقيقة أن الحرية ليست خياراً لنا فقط عند إنشاء مواقع تربوية وثقافية لتعزيز الحوار على شبكة الإنترنت. - تشجيع مبادرات الاعتراف بالآخر ومحاورته وفق مفهوم تعزيز القيم الإنسانية المشتركة مع الشعوب والحضارات. - دعم مشاريع مؤسسات المجتمع المدني في مجال إنشاء مواقع للحوار عبر الإنترنت وتعزيز مفاهيمه. خامساً: بلورة رؤى إستراتيجية للحوار وضمان تفعيل مخرجاته ويمكن إتمام ذلك بإدراك أن الإنترنت لا تخلق صورة من فراغ مما يستلزم وضع إستراتيجية لتعميم ثقافة مجتمعية تؤدي إلى: - تفهم الشباب لظروف وحدود للخلافات الفكرية بين تيارات وأطياف المجتمع. - توسيع دائرة الحق في المشاركة الاجتماعية في قضايا الشأن العام. - إشاعة ثقافة الحوار في المجتمع بكل فئاته وشرائحه. - إدراك شرعية التسامح مع المخالف وفضيلة الحوار بالحسنى. - المساهمة في ترقية لغة وأسلوب الخطاب المجتمعي. الإنترنت وتعزيز ثقافة الحوار كما قدمت هداية بنت درويش سلمان رئيس مجلس إدارة وتحرير (هداية نت) ورقتها التي عنونتها ب(الإنترنت وتعزيز ثقافة الحوار) قالت فيها: منذ أكثر من عقدين من الزمن، يشهد العالم ثورة جديدة قد تفوق في أهميتها وتأثيرها ونتائجها الثورة الصناعية التي بدأت في القرن الثامن عشر في إنجلترا، هذه الثورة الجديدة هي ثورة تكنولوجيا المعلومات، وقد كان الإعلام الإلكتروني والاتصال والمعلوماتية أحد أهم معالم هذه الثورة الجديدة، ويعد الإنترنت المثال الأكثر وضوحاً للمشاريع المعلوماتية التي تزداد انتشاراً في مختلف بلدان العالم، حيث تمكن خلال عقد ونصف من الزمن أن يحقق من الانتشار والتأثير ما لم تستطع أن تقوم به أية وسيلة من وسائل الإعلام الأخرى على مدى عقود، ولقد أثبتت العديد من الدراسات ضرورة التعويل على الصحافة الإلكترونية انطلاقاً من كونها أهم وأعظم ما أفرزته الثورة التقنية المعلوماتية في هذا العصر لدورها الفاعل والمؤثر في إحداث التطور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي المنشود، مؤكدة على الدور المحوري للإنترنت في هذا الصدد ودوره في تشكيل الرأي العام وتوجهات المجتمع المدني، وبناء جسور من الحوار والارتقاء به، وتحقيق قدر عالٍ من والتواصل بين مختلف الثقافات على مساحة الكرة الأرضية. ورغم إيجابيات الإنترنت كأحد أهم وأخطر الوسائل الإعلامية في هذا العصر إلا أن البعض للأسف يتجاهل عن عمد أهمية هذه التقنية في تطور كافة مناحي حياة البشرية، مستغلاً بعض السلبيات التي تصاحب أي تطور علمي أو تكنولوجي متناسياً أن النتائج الإيجابية التي ترتبت على انتشار هذه التقنية قد أدت إلى انتشار كثير من المفاهيم والأفكار، كما ساهمت في توسيع دائرة المعارف والعلوم والعلاقات الإنسانية عبر القارات مما أسهم في تعزيز ثقافة الحوار والارتقاء بمستوياته، وتنوع مساراته. الإنترنت ثقافة الحوار كان من الصعب على الشعوب الحصول على أساليب تمكنهم من التواصل والحوار وتبادل الخبرات فيما بينهم بشكل سهل وغير مكلف، خاصة تلك الفئات التي تملك لغة للتفاهم والحوار قبل انتشار الإنترنت كوسيط أو وسيلة إعلامية حققت تلك الأمنية التي كانت قبل سنوات قليلة حلماً يصعب الوصول إليه، وذلك عبر منابر للرأي، وغرف للمناقشة، ومساحات للتعليق على الأحداث المحلية، والعربية، والدولية، دون أن تقف أمامهم حواجز المكان أو الزمان عقبة تحقيق هذا التواصل مع الآخر شخصاً كان أو جماعة أو مؤسسات. ولقد ظهر تأثير هذا التطور التكنولوجي بشكل سريع على صعيد الخطاب الإنساني على مساحة الكرة الأرضية فعزز ثقافة الحوار وأكّد على حتمية قبول الرأي والرأي الآخر، ونبذ الفكر الأحادي، ومحاربة فكر الإقصاء للآخر مهما كانت انتماءاته وجنسيته ومكانه على مساحة الكرة الأرضية. قد يعلق البعض على أني أبالغ في إيجابيات الانترنت، خصوصاً أن هناك عدداً من السلبيات طرأت على عدد من شرائح المجتمع نتيجة لدخول هذه التقنية وسهولة استخدامها ودخولها معظم البيوت وتأثيرها على عقول أبناء هذا الجيل، وهنا أقول مؤيدة، ومؤكدة على تلك الآراء، فقد شهدنا كماً من التجاوزات الفكرية (بعضها أخذ شكل التطرف الديني، بينما تبنى جانب آخر فكر الانحلال والتحلل من الفكر دينياً كان أو خلقياً)، وقد تابعنا الحدة والتشنج التي كانت تسود لغة الحوار، والرفض الشديد للآخر في محاولة لإقصائه أي آخر سواء كان عربياً أو غربياً إذا كان معارضاً لفكرهم أو رافضاً لثقافتهم. هم فئة كانت ترى أن أي مراجعة للتاريخ بروح الانتقاد تعتبر مساساً بالعقيدة، تابعنا نهج جماعات كانت تتبنى ثقافة تصدير عيوب المواجهة بدلاً من التحلي بثقافة مواجهة العيوب... تلك الفترة التي يمكننا تسميتها مجازاً، أنها حالة من (الكركبة الفكرية) مارس فيها مجموعة من مستخدمي الإنترنت حالة من (الإفراغ الوجداني)، مستخدمين لغة الهجوم لغرض الهجوم... والصدام من أجل الصدام... والوجود لمجرد الوجود على صفحات وسيلة إعلامية لا تخضع لمقص الرقيب... ولا تتطلب من أي منهم الإعلان عن اسمه... أو هويته... هو فضاء حر.. أحدث لدى الكثيرين صدمة فكرية... اعتقد أننا قاربنا على تجاوزها. لكن بعد فترة من دخول الانترنت، هدأ فوران اللغة، وخف عنفوان التعصب للرأي، وأصبحنا نرى لغة هي أقرب إلى الهدوء والعقلانية والرغبة في الحوار ومعرفة ماذا يريد الآخر..؟. بل من هو هذا الآخر؟.. في محاولة للتعرف على فكره... وثقافته ومعتقداته وتوجهاته. ومن هنا علينا أن ندرك أهمية هذا الوسيط الإعلامي الذي فرض وجوده بقوة على الساحة، واستطاع عبر شاشته الصغيرة أن يجعلنا على تواصل مع شعوب لم تكن تعلم بوجودنا، وإن علمت للأسف كانت تلتقط كل ما هو سلبي يصل إليها عن عمد، والغرض بات معروفاً للجميع وهو تشويه صورتنا والقضاء على هويتنا وقيمنا ومعتقداتنا وإشاعة أننا أمة لا تقبل الحوار ولا تفهم إلا لغة العنف والتدمير. (هداية نت) تجربة حية على شبكة الإنترنت منذ بدء انطلاقتنا على الفضاء الإلكتروني استطاعت (هداية نت) أن تتمكن من إيجاد مكان ومكانة في ميدان الصحافة الإلكترونية، ونجحنا في الوصول إلى خطاب إعلامي ينجذب نحوه الكثير من أبناء الوطن في الداخل ثم أبناء الوطن العربي في المنطقة العربية ثم العرب المغتربون أو المهاجرون الذين يجدون في جريدتنا الإلكترونية منبراً حراً يطرحون فيه آراءهم في الكثير من قضايا الأمة. أجبنا على تساؤلاتهم حول مجتمعنا والتي أخذت في البداية شكلاً استفزازياً تمكنا بتوفيق من الله ثم بإيماننا بأن علينا واجباً وطنياً... ومهنياً يتطلب منا أن نتقبل الرأي الآخر قبلنا انتقاداتهم واعترفنا بأخطائنا... بينا لهم عبر الحوار تلو الحوار أننا لسنا مجتمعاً من الملائكة، بل نحن كغيرنا من المجتمعات يصيبه من فيروسات الفكر والجسد ما يصيب غيره من المجتمعات، فاقتربوا منّا إلى أن تمكنا من تجاوز حواجز الجغرافيا. اكتسبنا بذلك ثقتهم وصححنا مفاهيمهم ونظرتهم تجاه مجتمع كانوا يرون فيه منطقة شائكة، أو حقل ألغام يمنع الاقتراب منه. هي خطوات لم أتمكن من تحقيقها ولا الوصول إليها ولا التخاطب من خلالها مع الآخر على مدى 21 عاماً على الصحافة الورقية حيث لم أتمكن من تجاوز حدود مجتمعي، ولكني عبر الإنترنت تجاوزت تلك المرحلة في زمن قياسي، لم يتجاوز الشهور السبع من انطلاقتنا الأولى على الشبكة، والآن وبعد أن اقتربنا من دخول عامنا الثالث، أصبحت أصداء حضورنا موجودة على صحف غربية، وكالات أنباء، مواقع إلكترونية، صحف عربية وخليجية، مما يعكس أهمية الإنترنت في تعزيز ثقافة الحوار، وتصحيح صورتنا لدى الآخر عربياً كان أم أجنبياً، كما ساعد بشكل ملموس على تهيئة شرائح كثير من المجتمع لتقبل التغيير والتعامل مع العالم الخارجي على أننا جزء منه ولسنا عبئاً عليه. وفي الختام، إن كانت الصحافة في مفهومها العام صورة، أو انعكاس للمجتمع، أصبح اليوم بإمكاننا التأكيد على أن دور الصحافة الإلكترونية هو خلق مجتمع جديد، وتصحيح مفاهيم خاطئة ترسخت في أذهان شعوب من العالم عنّا كأمة مسلمة، خصوصاً أن الصحافة الإلكترونية استطاعت أن تجذب الكثير من الشباب وهم الشريحة الأهم في منظومة أي أمة من الأمم، هذا مع التأكيد على أن تنمية أو خلق ثقافة الحوار... وترشيد التعامل مع الإنترنت يجب أن تبدأ من الطفولة ولا سيما أن الإنترنت رغم انتشاره الواسع إلا أنه وبالرغم من ذلك فإن نسبة الذين يستخدمون الإنترنت في العالم العربي في العام الأول من القرن الحادي والعشرين حوالي (1.6%) من سكان الوطن العربي أو ما يعادل حوالي خمسة ملايين مستخدم من 300 مليون نسمة حسب أحد تقارير التنمية العربية إذن فالفرصة ما زالت قائمة لإحداث هذا الوعي عند الأجيال القادمة. وتشير الدراسات التي نشرت عن الإنترنت بعد حرب احتلال العراق عن رصد ظاهرة إعلامية مثيرة ونمط مهم من أنماط الإنترنت إلا وهو المواقع الشخصية أو ما سمي بمواقع (البلوجرز: Blogers) ويقصد بها مواقع الأفراد الذين تأثروا بقضية الحرب فصمموا مواقع خاصة بهم وسجلوا أو تبادلوا مع الآخرين انطباعاتهم عن الحرب ومآسيها ويومياتها، وتطوراتها السياسية، والعسكرية فكانت هذه المواقع التي انتشرت داخل وخارج العراق ظاهرة إعلامية جديدة ومادة خصبة للدراسات الإعلامية، والسياسية، والإنسانية، لأنها وثقت الخلفية الإنسانية والشعبية لحدث مهم كما كانت مصدراً للأخبار والمعلومات على غير المتوقع. (رسالة دكتوراه -عرض د.فرح الشناوي - مجلة دراسات إعلامية -العدد 111أبريل 2003م -ص 139) الإعلام والحوار: الخروج من النمطية واللا تأثير استثمار وسائل إعلام جديدة والمساهمة في الوصفة العلاجية بعدها قدم فالح بن عبد العزيز الصغير رئيس تحرير صحيفة الحوار ورقة بعنوان (الإعلام والحوار: الخروج من النمطية واللا تأثير قال فيها: قضية مهمة تلك هي: ما تأثير الحوار في حياتنا اليومية وسلوكياتنا؟ السؤال الكبير: أين التأثير.. دور الإعلام في ذلك؟ منذ زمن بدأ الحوار يدخل في وسائلنا الإعلامية، لكنه للأسف دور وقتي ينتهي بنهاية الحدث، يصحبه زخم من المديح والتصفيق دون تقييم فعلي مؤثر، قد يؤدي إلى نتائج سلبية على المتلقي، لأنه يفتقد إلى العوامل والأساليب المؤثرة مثله مثل المناسبات التي تختفي ولا تأثير لها. دور الإعلام مهم، إذا خرج من التقليدية التي يمارسها.. الصحافة على سبيل المثال ترافق أيام الحوار بمواد معلبة، كأنه مفروض عليها ذلك التعليب. يمكن لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني أن يقوم باستطلاع رأي لمعرفة تأثير الإعلام في الطالب والطالبة والعمل والشارع وغيرها من الفعاليات بجزئية الحوار.. بمعنى: ما مدى دور الإعلام في ترسيخ أهمية الحوار؟ أعتقد أنه سيكتشف نقاطاً متعددة ومهمة، منها: الدور السلبي للإعلام، وكصحفي اعترف بذلك، ونتحمل كإعلاميين جزءاً كبيراً من المسؤولية، لكن هناك من الصحفيين من يرى غياب المعلومة المؤثرة من الجهات ذات العلاقة. وسائل الإعلام الأخرى هناك وسائل إعلام مختلفة، منها: الإنترنت الذي دخل كل بيت، لكنه مغيب حتى إن المركز يفتقد إلى موقع قوي وفاعل للإنترنت، لأنه يفتقد التحديث المتواصل، ويحتوي على صور ومواد مكررة.. المرحلة تتطلب تحريكاً للموقع والاستفادة من المواقع المنتشرة، والدخول في حوارات عبر الإنترنت عن الحوار بكل مكوناته، كما أن للتلفاز والإذاعة الدور الكبير إذا تمت توظيف برامج مفيدة. دور المدرسة والجامعة أرى أن للمدرسة والجامعة دوراً حيوياً في غرس مفاهيم الحوار من خلال فعاليات لها تأثيرها بأسلوب تعليمي يبتعد عن التقليدية، وحبذا لو يدرس كمادة دراسية. الحوار وصفة علاجية سألت عدداً من الفئات العمرية عن الحوار اكتشفت أن الكثير لا يعرف عنه شيئاً، بل إن البعض رأى أن الحوار احتفالية تقام بين وقت وآخر، هنا لا بد من دور جماعي لتحريك الوضع وابتعاد الصحافة والإعلام عن النمطية، وأن نؤثر في الناس لتكريس الحوار.. المسؤولية مشتركة.. لعل مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني يساهم فيها. من المهم مباركة خطوة إنشاء المركز. الوصول إلى الهدف يتطلب خطوات، كما قيل بأن الحوار وصفة علاجية لأنه يقلل المشاكل بين الآباء والأبناء، ويقرب وجهات النظر ويساعد الأبناء على التصدي لما يعترضهم من مشكلات خاصة في مرحلة المراهقة، لما يعترضها من هرمونات نفسية وجسمية، فهم في أمس الحاجة إلى الحوار الواضح والصريح. إذن لنساهم بأسلوب إعلامي يتناسب ومتطلبات الزمن، وتقنياته المتسارعة بالتطور كدواء وعلاج لمشاكل المجتمع، وتقريب وجهات النظر بحوار واضح شفاف.