بعد أنْ اكتملت وتحققت مسيرة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية بإنشاء الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان وهيئة حقوق الإنسان فإن لكل مواطن سعودي الحق في أن يفخر بهذا التطور الحضاري الذي تحقق. وبالتأكيد ستعمل هاتان الجهتان على الحفاظ على حقوق الإنسان ورد الحق لاصحابه ورفع الظلم عن صاحبه، وستعملان على تنمية ثقافة حقوق الإنسان بين المواطنين حيث إن قضية التثقيف بحقوق الإنسان تكاد تكون هي القضية الأبرز لدى الكثير من المجتمعات. ومهما يكون الجهد الذي ستقوم به هاتان الجهتان فنحن لا ننتظر ولن ننتظر أن يتحقق تطبيق حقوق الإنسان بالكامل بين جميع المواطنين، فإن الله خلق البشر بنفس أمّارة بالسوء وزرع نوازع الخير والشر في نفس الإنسان، كما أن حفظ الحقوق حتى في أرقى دول العالم في مجال حقوق الإنسان لم يتحقق بصفة الكمال، لكن ما ننتظره هو حشد الطاقات وبذل الجهود في سبيل رد الحقوق لأكبر قدر ممكن، فكلما كانت النيات خالصة والإيمان بالقضية موجودا وكان هناك تضحية بالوقت والمال تحققت الأعمال بصورة أسرع وبجودة أعلى. وبالنسبة للأطفال وحقوقهم ففي أغلب الجمعيات والهيئات والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان تجد أنهم يأخذون الاهتمام الأكبر من نشاطاتها لأهمية هذه المرحلة ولكون الأطفال دائماً ما يكونون ضحية لأكثر المشاكل التي تقع في المجتمع، فقلما تجد قضية الا وتجد الأطفال ضحية وتهضم حقوقهم سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. فهل سيجد الطفل السعودي مثل هذا الاهتمام؟ وهل سيكون له جزء أكبر من أعمال تلك الجهتين؟ التفاؤل يحدوني أن القائمين على هاتين الجهتين يدركون أهمية حفظ حقوق الطفل السعودي ويعملون على اعطائه النصيب الأكبر من الاهتمام والرعاية وأن تكون لقضية حقوقه الأولوية في أعمالها. لقد تحقق لكثير من الأطفال في المملكة العربية السعودية سبل الرعاية والتوجيه والاحترام وحفظ الحقوق، لكن تبقى فئة وان كانت بسيطة ما تزال في حاجة إلى مزيد من الاهتمام. فالأطفال ذوو الظروف الخاصة ما زالوا مهمشين ومسلوبي الحقوق حيث لا يجدون الرعاية والاهتمام الا من قبل المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام وهي المؤسسة المعنية بذوي الظروف الخاصة. إنَّ الرسالة التي نود إيصالها للمسؤولين عن تلك الجهتين هي أنه دون إعطاء أهمية أكثر للأطفال فإن جهودهم ستبقى ناقصة لا تصب في المصلحة العامة وهي خدمة الوطن والمواطن. إننا أمام قضية مهمة، هي قضية العصر، ألا وهي حقوق الطفل، فإن انشغلنا بقضايا الآخرين دون الأطفال فسيأتي اليوم الذي يكبر فيه هؤلاء الأطفال ويصبحون رجال ونساء المجتمع ولكن بقلوب يملؤها بغضهم للآخرين لتفريطهم في حفظ حقوقهم في الصغر. ولعلي في الختام اقترح شعاراً لهاتين الجهتين ستكون ثماره خيرا وأمانا للمجتمع.. فليكن شعارنا (حفظ حقوق الأطفال أولاً). وبالله التوفيق. * خبير طفولة - اللجنة الوطنية للطفولة