في القاهرة هناك جمعية مكونة منذ عشر سنوات، اسم هذه الجمعية (جمعية الحمير)!! لا تندهش، نعم (جمعية الحمير)..! من أعضاء هذه الجمعية المسرحي الكبير زكي طليمات مؤلف ومخرج (موال من مصر) الذي عرض منذ أشهر.. بالإضافة إلى الرسام رشدي اسكندر، والرسام: سيف وانلي، وزعيم هذه الجمعية هو شكري راغب. هذه الجمعية تعتبر الحمار: رجلاً عاملاً دؤوباً يشتغل بذمة وأمانة, ونحن - الكلام لطليمات متحدثاً بلسان الحمير - نعطي كثيراً، ونأخذ قليلا..! وفي هذا نمتاز عن الادميين، فالآدميون عندهم أنانية، يعطون قليلا، ويريدون أن يأخذوا أكثر، بينما نحن نعطي الكثير ولا نأخذ إلا القليل.. وهنا نحن نسمو على الآدميين!. ورسائل هذه الجمعية يتبادلونها بالرسوم، وإذا سألت رسوم من..؟! أقولك رسوم الحمير.. من ذكر واناث وجحيشات..! وهم يستخدمون في هذه الجمعية الرتب، فليس كل أعضائها على مستوى واحد ورتبة واحدة. فالرتبة الأولى هي: الحمار، ويتفرع منه بعد ذلك حامل البردعة.. وأبو حوافر.. والجحش وحامل الأجراس.. وصاحب اللجام.. ولكن ما هو هدف هذه الجمعية وما هي مشروعاتها..؟! مشروعاتنا وهدفنا، يقول زكي طليمات خدمة بني الإنسان..! فنحن نخدم الإنسان حباً في الخدمة.. وليس في الثواب، وأنا أدعو - الكلام لزكي - الذين لم يقتنعوا بكلامنا أن يزوروا شكري راغب في منزله.. أو أن يأتوني في مكتبي حتى نشرح لهم ما هو مبدأ الحمير.. وما هي أعمال الحمار.. وما هي أعباء وأهداف جمعيتنا التي أرجو لها أن تسمن وأن تتضخم وأن تعلو أذنيها. وهذه الجمعية ليست بحاجة إلى جمعية الرفق بالحيوان، ويقول أحد أعضائها بأن جمعية الرفق بالحيوان لكل الحيوانات ما عدا الحمير.. فهذه الجمعية لديها القدرة في الدفاع عن نفسها.. الذين سمعوا المقابلة التي أجريت مع أعضاء هذه الجمعية منذ أيام، شعروا بالألم والخجل يعصر قلوبهم تصور أن تسمع المخرج المعروف زكي طليمات وهو ينهق بأعلى صوته في الراديو.. مقلداً الحمار..! أريد أن أسأل زكي طليمات وسيف وانلي وزملاءهما من أعضاء الجمعية، هل لم يبق علينا سوى أن نكون جمعيات للحمير.. هل انتفت كل مشاكلنا ومآسينا في وطننا العربي.. حتى لم يبق علينا إلا أن ننهق في ميكرفون الإذاعة.. متقيئين السخف والبذاءة على مسامع الإنسان العربي..؟!