تعقيبا على ما نشر في الجزيرة من مواضيع حول الحملات التي قامت بها الجهات الأمنية في العديد من المناطق أقول نسمع ونقرأ ونشاهد بين الوقت والآخر أخبارا ومشاهد بطولتها عمالة عمت وطغت واتخذت من أرضنا مرتعا وتسويقا لأعمالها الدنيئة؟ هذه العمالة قد جاءت من أرجاء المعمورة إلى هذا البلد الكريم بحثا وطمعا عن الرزق والكسب الحلال وقد لاقت ترحيبا من لدن المملكة وشعبها واحتضنتهم على تربتها فأخذوا ينهلون منها عملا ورزقا طيبا مباركا بل وكرمتهم وحفظت لهم حقوقهم المعيشية والعملية، فمنهم من كون صداقات وعلاقات مع أبناء هذا البلد وأصبحوا بنعمة الله إخوانا. ولكن الضيف لم يحسن ولم يشكر المضيف على كرم الضيافة، عندها لم يقدروا هذه النعمة ولم يحافظوا عليها واتخذوا منها بوابة وجسرا للعبور إلى أعمالهم الدنيئة التي سولت لهم أنفسهم الإقدام على ارتكابها واتخذوا من هذه الأرض المباركة مرتعا وتسويقا لأعمالهم وجرائمهم الفاسدة. إن مثل هؤلاء العابثين الذين يسعون في الأرض فسادا لا يجب السكوت عليهم بل يجب أن يحاسبوا حسابا عسيرا ويلاقوا جزاء رادعا وينفوا من هذه الأرض المباركة ليكونوا عبرة لمن لم يعتبر ولكل من تسول له نفسه أو حتى تراوده أن يقدم على مثل تلك الأعمال. فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان..!! ولنقف ضد مثل هذه الأعمال ومرتكبيها، ويتطلب ذلك منا جميعا الوقوف صفا واحداً ويداً واحدة، فالمواطن بانتمائه وحبه وغيرته على أرض بلده له دور، والمقيم الشريف وحرصه على البلد الذي أكرمه أن يرد ولو شيئا بسيطا من المعروف له بالتعاون على درء عبث هؤلاء هو أيضا له دور، ناهيك عن الجهات الحكومية والخاصة التي لا تألو جهدا وعطاء لدحر إفساد هؤلاء، وكذلك الجهات الإعلامية بشتى أقسامها لها دور كبير، غير ذلك من الجهات الأمنية التي تبذل الغالي والرخيص من أجل أمن وأمان هذا البلد المبارك الذي له أدوار كثيرة ولكن نريد التفعيل والمزيد وبمعاونة ومساندة من الجميع لدحر ودرء كل من تسول له نفسه الإقدام على الإفساد في الأرض وذلك من أجل أمن وأمان وطمأنينة هذا البلد.