بينما كنّا ضمن حجاج الحرس الوطني في مخيمات منى، أيام التشريق، مجموعة من الطلاب والأصدقاء حديثي التخرج عام 1402ه من مختلف القطاعات، الحرس، الداخلية، الحج والأوقاف آنذاك، والإعلام.. شاركنا في برامج إذاعة الحرس الوطني، في منى، ما بين مقدم لبرامج دينية وتوعوية للحجاج وبرامج ثقافية إسلامية، وبرامج إعلامية مختلفة، مضافاً إلى ذلك أمسيات أدبية وندوات كانت العلاقات العامة بالحرس الوطني تقوم بها.. بينما نحن كذلك إذ قيل لنا إن الأمير عبد الله رئيس الحرس الوطني خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، سوف يأتي لزيارة الحرس الوطني بمنى، ويطلع على النشاطات والتجهيزات والخدمات لضيوفه.. وكان اللقاء ولأول مرة أصافح فيها سمو الأمير آنذاك، فماذا كان شعوري؟! كان لقاءً مع رجل مهيب فارع الطول واسع العينين، ذي نظرات رقيقة مع شباب في العشرينات من أعمارهم، وعيناه كانت تشجعهم على العطاء وإثبات الذات والوجود، وكان يرمق بعينين فاحصتين تجمعان بين فروسية الرجل الشجاع، ولين القلب الحاكم ورقة الأب.. ودار سموه - آنذاك - في المخيم واطمأن على حسن مقام الضيوف، ثم غادر. ومنذ بدء توليه الحكم - حفظه الله - ومحبة الناس تزداد متجهة إليه، وإعجابهم بشجاعته وفروسيته في مواجهة الخصوم، والمتغطرسين والمستهترين، ملك أعطى كل ذي حق حقه.. للرجل وللمرأة، للفقراء والأغنياء، للطلاب، وللموظفين،ولطالبي العمل، وللمرضى، وجميع طبقات المجتمع.. من مستحقين ومساحين، وعلماء وأئمة.. وقبل ذلك مع المواطنين الذين نراه منذ سنين وهو يستمع إليهم ويتفهم مشاكلهم. رأينا زعيماً مع القادة، على اختلاف مواقعهم السياسية والدينية، المسلمين وغير المسلمين.. ولما يمض على توليه الحكم وقتاً طويلاً.. كانت المرأة تحلم أن تشارك شقيقها الرجل في مجلس ولي الأمر، وعلى رؤوس الأشهاد، سواء أكانت معلمة، إعلامية أو من أي موقع كانت طالما أنها تقدم لمجتمعها دوراً كبيراً. إن لقاء سموه مع الصحافية الأمريكية الأخير، كان مثالاً للشموخ والالتحام مع القاعدة الشعبية في المملكة وذلك من خلال إشارة خادم الحرمين الشريفين إلى أنه يمثل (ويفعل ما يرغبه الشعب) إن هذه المنهجية (هي الديمقراطية) الحقة حيث لا ديكتاتورية، ولا انقياد لفئة من المحكومين دون غيرهم.. وكانت إجاباته - حفظه الله - مثالاً للتلقائية، والبساطة الناجمة عن الصدق الواضح في قسمات وتعابير وجههه حفظه الله، ويكاد يكون الأمر شبه متفق عليه (إن الملك عبد الله وبملء الفم (المليان) محبوب الجماهير السعودية، والشعب السعودي بكل أطيافه وألوانه وطبقاته وتنوعه الجغرافي والاقتصادي فمن الطبيب إلى رجل الأعمال، الطلاب المواطنين، الفقراء والمسؤولين، إنه الصدق والنقاء والالتحام مع هموم الآخرين. ولربما يكون - بإذن الله - عهده عهد خير وطفرة اقتصادية أخرى ولكن مدروسة تنهض بهموم شبابنا وشاباتنا، وبالعمالة، وتنظيم صفوف الإنتاج الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، وتوسعة دائرة العلاج في المراكز الجديدة المزمع إنشاؤها في المملكة خلال السنوات الخمس القادمة، والنهوض المتوازن بالتنمية في جميع مناطق المملكة والخروج بقنوات استثمارية للمواطن يستطيع من خلالها رفع دخله الشهري ليحقق مستوى طيباً من الرفاه..! إن قرارات خادم الحرمين الشريفين في إعادة صياغة الأمن الوطني عبر مجلس الأمن القومي.. ذلك النظام الذي صدر منذ التسعينيات الهجرية ولم يفعّل إلا الآن.. إن قرار خادم الحرمين الشريفين بتشكيل هذا المجلس والموافقة على نظامه، وتعيين سمو الأمير بندر بن سلطان أمينا عاماً له.. مؤشر على اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالأمن الوطني سواء من الناحية الأمنية، والسياسية, والاقتصادية والاجتماعية وغيرها. وتصريح سمو وزير الداخلية بدراسة زيادة مناطق المملكة وذلك بعد الاجتماع الثاني عشر الذي تم في جدة أوائل هذا الشهر ودعم أمراء المناطق بالصلاحيات لإدارة شؤون مناطقهم. وبداية الإدارة المحلية بشكلها الحضاري وزيادة عدد المناطق بما يتلاءم مع عدد سكان كل منطقة ومساحتها الجغرافية وتكوينها الاقتصادي والحضاري. جميع تلكم الإرهاصات التنموية والشفافية في إعلامنا ومؤسساتنا الحوارية، والإعلامية نتاج مكاشفة واضحة ومصارحة في عالم يحتاج إلى الكثير من تبادل وجهات النظر بكل موضوعية.