يبدو أن النساء في رفحاء يعرفن أسرار المكسرات وفوائدها الطبية أكثر من الرجال، وهذا ما يفسر إقبالهن المتزايد على شراء المكسرات وتزيين مجالسهن بها. في هذا التحقيق لا نريد أن نجعل فوائد المكسرات سراً تحتفظ به النساء دون الرجال، وليس ذلك من باب الدعاية بالطبع!!.. فإلى البداية: عادل عز الدين (سوداني) بائع في محل مكسرات في رفحاء أكد أن المحل يشهد إقبالاً مع قدوم عيد الفطر المبارك، وبالطبع أكثر زبائنه من النساء أو من الرجال الذين تم إرسالهم من قبل النساء (يضحك)!!. وعن بضاعته أضاف: نحن نبيع المكسرات بأنواعها والحلويات أيضاً والتسالي بأنواعها والحبوب والهيل والقهوة، أما أكثر المكسرات طلباً فهي المكسرات الصينية، تليها الحبوب مثل الحب الشمسي، والشمام، والقرع، واللب المصري وله ثلاثة أنواع، والحب الخشن، والفستق، وعين الجمل، والكاجو... وغيرها. (قلنا له مداعبين: وش خليت؟). مسعود أحمد (بائع هندي) أكد أن الأسعار ليست مرتفعة في رفحاء حيث يبلغ سعر الكيلو الواحد للفستق 36 ريالاً والكاجو 80 ريالاً والحب 20 ريالاً والمكسرات الصينية كلها الكيلو الواحد 20 ريالاً. أحد الزبائن (عبدالله الشمري) قال: نحن بالطبع نشتري المكسرات دائماً ولكن في الأعياد وفي المناسبات النسائية يكثر الطلب. وعن الأنواع التي يفضلها أضاف: نشتري عادة (مشكل مكسرات) إضافة الى الحلويات للأطفال والتسالي والشبس بأنواعه المختلفة. أما أم سمير (زبونة دائمة للمكسرات) فتفضل الفستق الحلبي الذي تخلطه مع أصناف معينة من الحلويات الباردة والساخنة وكذلك الكاجو لأكله مع الشاي المحلى. ممدوح عبدالفتاح (بائع مكسرات مصري) يقول: نحن نقرأ عن فوائد المكسرات ولدينا معلومات لنقنع الزبون بالشراء، فمثلاً الفستق يعتبر من الثمار التي تعطي كمية كبيرة من السعرات الحرارية مثلها مثل أي نوع من المكسرات حيث يعطي 100جرام منها سعرات حرارية ما بين 520 و630 سعراً حرارياً، والسبب في ذلك راجع إلى ارتفاع نسبة الدهون فيها. الفستق يعطي تقريباً 580 سعراً حرارياً لكل 100جرام فستق مقشر. ولكن يميز ثمرة الفستق أنها تحتوي على نسبة عالية من الأحماض الدهنية، وهي بهذه الصفة تتفوق على بقية المكسرات الأخرى. وبمعنى آخر، فإن قيمتها الصحية عالية، حيث يعمل هذا النوع من الأحماض في الحد من ارتفاع الكولسترول بل يؤدي إلى خفض الكولسترول المرتفع خصوصاً الكولسترول السييء وهو الذي يكون له دور في عملية تصلب الشرايين، كما أن لهذا النوع من الدهون ارتباطاً بخفض الدهون الضارة في الدم الذي بدوره سوف يؤدي إلى رفع الناحية الصحية للشخص. كما أن الفستق يتفق ويتساوى في نسبة العديد من العناصر المعدنية مع المكسرات الأخرى إلاّ أنه يمتاز بارتفاع نسبة الحديد فيه وكذلك الكالسيوم مقارنة بالمكسرات الأخرى. وتعتبر المكسرات من المصادر الجيدة لأحد الأحماض الدهنية الأساسية في جسم الإنسان وهو حمض (اللينوليك اسيد) وهو حمض يحتاجه الجسم ولكنه لا يصنعه أي بمعنى آخر لا بد ان يحصل عليه الجسم من الخارج (الطعام)؛ لذلك يعتبر أساسياً ومهماً وحساساً. ولقد أثبتت الدراسات الكلية احتواء الفستق على نسبة عالية من هذا الحمض مقارنة بالمكسرات الأخرى. مما سبق يتضح تفوق الفستق ببعض العناصر المهمة لجسم الإنسان، الا أنه يجب البدء باستهلاك وتناول كميات مناسبة من الفستق ومن المكسرات عموماً لارتباطها برفع الصحة إلا أن الاعتدال مهم جداً في ذلك لأن وكما ذكرت في البداية المكسرات تحتوي على نسبة عالية من الدهون أي بمعنى آخر أنها تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بزيادة الوزن؛ لذلك فإن استهلاك ما يقارب من 50 - 60جراماً من المكسرات يومياً من الأمور المطلوبة وألا يكون استهلاك المكسرات لمجرد قطع الوقت أو التسلية؛ لأن مراقبة الغذاء أمر مهم لصحتك، فالاعتدال أمر مطلوب. أما السوداني عادل عز الدين فيبدو أنه متعصب لكل ما هو سوداني حيث اختار الفول السوداني وقال عن فوائده: يخفض نسبة الكولسترول في الدم حيث أثبتت الأبحاث أن الفول السوداني مفيد للقلب, الأمر الذي يناقض المفاهيم المعروفة عن هذا النوع من المكسرات الغنية بالدهون التي كان يعتقد أنها تمثل خطرا على صحة جهاز القلب الوعائي لأنها تزيد خطر البدانة وترفع مستوى الكولسترول في الدم. والفول السوداني يقلل مستويات الكولسترول الكلي في الدم نظرا لاحتوائه على مادة (ريزفيراترول) التي أثبتت فعاليتها في المحافظة على سلامة القلب من الأمراض, ما يجعله أحد أنواع الأطعمة المفيدة التي تسهم في خفض معدلات الإصابة بالأمراض القلبية. ومع ذلك يرى خبراء التغذية أن انخفاض معدلات أمراض القلب في الأشخاص الذين يتناولون الفول السوداني يرجع بصورة رئيسية إلى فيتامين(E) المتوافر فيه وليس إلى مادة (ريزفيراترول), وذلك بسبب صعوبة الكشف عن هذه المادة في دم هؤلاء الأشخاص. وعموماً فإن للمكسرات العديد من الفوائد حيث انها من الأغذية التي تحتوي على نسبة جيدة من الألياف الغذائية قد تصل الى اكثر من 3% كما في الكاجو والبندق، ولذلك فإن لها تأثيرا جيدا على الصحة لأن الألياف الغذائية ترتبط بالحد من العديد من المشاكل مثل علاج القولون وخفض الكولسترول والدهون الثلاثية. كما ان الألياف تحتوي على العديد من مضادات الأكسدة والفيتامينات مثل فيتامين ه ولذلك فإنها تلعب دوراً اساسياً في الحد من أمراض تصلب الشرايين وامراض القلب. الجوز عند العرب لقد عرف العرب الجوز منذ القدم، فيعرف في مصر ب (الشويكي وعين الجمل)، وفي ليبيا يطلقون عليه (لوز خزانين) وفي المغرب (جرجع) وفي تونس (زوز) ويعرف قشر سيقان الجوز في مصر بسواك المغاربة وفي السعودية بالديرم أو الديرمة أو الديرمان، ويستعمل الديرم في السعودية كأحد المواد التجميلية حيث يستعمل لصبغ الشفاه بلون أحمر بنفسجي جميل. وسوف نتحدث عن الديرم بعد معرفة الاستعمالات الطبية لثمار وأوراق الجوز. البندق شجرة جميلة المنظر تستعمل ثمارها لاستخراج زيت يستعمل في المراهم وأدوية الجلد، وينفع في تقوية الشعر ويمنع سقوطه ويحتوي على الفوسفور والكالسيوم وفيتامين ب ومقدار من النحاس والحديد وكذلك بروتين؛ ولذلك فهو يزيد الوزن. للنساء فقط !! أظهر بحث أمريكي جديد أن الوجبات الغذائية الغنية بالمكسرات تقلل خطر إصابة النساء بالنوع الثاني من مرض السكري. واكتشف باحثون في بوسطن بعد متابعة أكثر من 83800 امرأة تراوحت أعمارهن بين 34 و59 عاما لمدة 16 سنة وتحليل استبياناتهن الغذائية عن الأطعمة التي تناولوها ومنها المكسرات, وجود علاقة عكسية بين استهلاك المكسرات والإصابة بسكري النوع الثاني. واستمرت هذه العلاقة ثابتة حتى بعد ضبط عوامل السن وعامل الجسم الكتلي والتدخين والنشاط البدني والتاريخ العائلي للإصابة وشرب الكحول والاستهلاك الكلي للطاقة. ووجد العلماء أن الخطر النسبي للسيدات اللاتي لم يستهلكن المكسرات كان 0.93% في حين قل إلى 0.84% عند من استهلكنها مرة إلى أربع مرات أسبوعيا, وانخفض إلى 0.72% بين اللاتي تناولنها لأكثر من خمس مرات كل أسبوع, مشيرين إلى أن النتائج بقيت كما هي حتى بعد الأخذ في الاعتبار كميات الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة المستهلكة. وأوضح خبراء التغذية أن المكسرات تحتوي على عناصر مغذية ومفيدة, مثل الأحماض الدهنية غير المشبعة من نوع أوميغا -3 الضرورية لعمل الدماغ, والمغنيسيوم والألياف الغذائية. وأكد الخبراء في الاجتماع السنوي لجمعية السكري الأمريكية أن الاستهلاك المتكرر من المكسرات بأنواعها المختلفة يترافق مع انخفاض خطر إصابة السيدات بسكري النوع الثاني. كما تشير الأبحاث الى ان للمكسرات - عموماً - فائدة في الحد من الشعور بالجوع، وكما هو معروف فان الاطباء ينصحون بعدم ترك المعدة فارغة بشكل مستمر لأن ذلك سوف يؤثر على سلامتها من القرحة وثأثير العصارة المعدية عليها؛ لذلك فإنهم ينصحون بتناول كمية مناسبة من المكسرات بحدود قبضة اليد (مقدار 50 جراما) يومياً، فإن له تأثيرا جيدا على الصحة، وهذه الكمية من المكسرات سوف يكون لها تأثير على الحد من الجوع. وهذا التأثير المباشر للمكسرات على الحد من الجوع قد يكون احد الأسباب المؤثرة في انقاض الوزن، ولكن يجب ان تكون المكسرات بكميات مناسبة دون اسراف؛ لأن الاسراف قد يؤدي الى زيادة السعرات الحرارية. خاتمة المحرر: وبعد أن عرفنا فائدة المكسرات الصحية التي أخفتها عنا معاشر النساء سنين طويلة، يجب ألا نبالغ في تناول المكسرات؛ فمن يدري لعل هذه المعلومات مؤامرة نسائية للقضاء على الرجل، حتى يخلو الجو للنساء لالتهام ما بقي من مكسرات في العالم؟!!!.