* مع مرور الأيام والوقت اختلفت الأوضاع داخل المنزل العربي بشكل عام، والسعودي بشكل خاص، فقد اختفى دور الرجل الذي هو رمز القوة والقيادة والقوامة.. ليظهر بدلاً منه الرجل الطيب أو العكس الذي يتنازل بكل طيبة خاطر عن مكانه داخل البيت لتشاركه فيه المرأة (إن لم يكن الدور كله). وشكاوى المرأة كثيرة لا عد لها ولا حصر، ولكننا نتفق على جزئية مهمة من الجانب الاجتماعي الأسري في حياتنا، وهو دور الأب الذي بدأ يتضاءل ويتقلص تجاه الأولاد وتنازله عن المسؤوليات كافة لتحملها المرأة. تُرى ما السبب وراء ذلك؟ هل اختلفت الحياة العامة وبالتالي الخاصة عن الماضي وتعددت الأدوار والمسؤوليات التي يقوم بها الرجل والمرأة التي بالتالي جعلته يقسم شخصيته وقوته مناصفة بينه وبين زوجته. * ما هو يا تُرى أثر هذا التنازل على الأولاد وعلى شخصيتهم؟ وهل هذا التنازل سيؤدي بالتالي إلى تنازل الأولاد عن دورهم الحقيقي في الأسرة والمجتمع؟ أسئلة كثيرة ونتائج مختلفة تنتج عن هذه التنازلات! * عند الإجابة عن هذه الأسئلة نقول: إن هناك عوامل عديدة أدت إلى ذلك.. - أولاً: خوض المرأة ميدان العمل وأخذها دوراً مقارباً لدور الرجل أو الزوج ومساهمتها الإيجابية والفعالة داخل المنزل سواء كان ذلك تربية الأولاد أو الحصول على مصدر الرزق.. هذا الوضع جعل دور الزوج يتقلص تدريجياً وتؤثر على طبيعته روحه، فأصبح لا شعورياً يسمح لزوجته بأن تلعب نفس أدواره. - ثانياً: إحساس الرجل بأن الحياة أصبحت مشاركة والأدوار متساوية وأن مسؤوليات الحياة فوق طاقته، هذا كله جعله يتنازل تدريجياً، وهذا التنازل جعل الزوجة تأخذ دورها وجزءاً من دوره. * طالما أن هذا الجو الجديد ليس له تأثير ضار على الأولاد ما دام هناك تصالح وتفاهم بين الزوجين، ولكن الخوف كل الخوف إذا كان هناك اختلاف وانشقاق بين الاثنين وعدم وجود تفاهم واتفاق على دور كل منهما. طبعاً كل ما يهم الأولاد هو وجود كلمة سواء تجمع بين الأبوين وسياسة موجودة وثابتة تجعل الحب والتفاهم جواً يسود البيئة مع تعديل الأدوار، لكن المشكلة تظهر عندما يوجد اختلاف في تعديل الأدوار على الرغم من وجود اتفاق بين الاثنين على أن تقوم المرأة بدور الرجل. إن المبالغة في تقليص دور الرجل داخل المنزل قد يجعل الأبناء يقصرون عن القيام بدورهم الطبيعي تجاه الأسرة والمجتمع، ويؤثر أيضاً على سلوكياتهم وعلى تنمية الوعي التربوي الذي يجب أن ينبثق من الأب باعتباره قائداً اجتماعياً في وسط المجتمع الصغير الذي تعيش فيه الأسرة. إن تقلص دور الرجل الجزئي أو الكلي داخل المنزل وكبر حجم دور المرأة داخل المنزل برضا الرجل، فإن هذا شيء والاحترام شيء آخر، ولذلك يجب أن يسود الاحترام العلاقة بين الاثنين، وبالتالي هذا السلوك سيمتد إلى الأبناء والاحترام مفروض على الجميع حتى لا تتأثر شخصية الرجل ودوره أمام أولاده. إن الاحترام المتبادل هو أسلوب ديمقراطي صحي حتى ولو قلنا إن الرجل تنازل عن جميع أدواره ومسؤولياته للمرأة، ومن ثم نقسم بقية المسؤوليات على الأولاد. إن صاحب العمل عندما يوزع المسؤولية على العاملين لديه، فإن العمل يسير وفق برنامج مدروس وخطة منظمة ويسود الاحترام والتقدير مناخ العمل بشكل عام. إن الأعباء الكثيرة لا يحملها شخص واحد بمفرده بل توزع على جميع الأفراد وبالتالي سنجد الأولاد يقومون بأدوار لم تعهد لهم في السابق ولكنها أدوار فرضتها طبيعة الحياة العصرية والأدوار موزعة على الجميع، ولكن على كل فرد أن يحترم ذلك حتى تسير الحياة في هدوء وأمان. [email protected]