هل تغير النقود العلاقات بين البشر؟ وهل تقف مسؤولية الرجل عند حدود عدم الصرف على المرأة عندما تعمل وعليها أن تكتفي بما تحصل عليه من عملها ؟ الأسبوع الماضي تحدثت عن أهمية المسؤولية المشتركة بين الزوجين ولم يُستكمل المقال لظروف فنية ولم أكمل التغيرات التي بدأت المرأة تعيشها وتتعايش معها . فمنذ فترة قرأت خبراً طريفاً عن امرأة في الطائف هي معلمة مكافحة قادرة على الصمود عاقبها زوجها بعدم ايصالها إلى المدرسة أو إعادتها رغم انها تبعد 3 كيلو مترات عن منزلها إذا لم تسلمه راتبها شهرياً , لكنها رفضت وفضلت المشي واعتبرته رياضة بدنية , اضافة إلى بقاء راتبها بحوزتها , وعدم رضوخها لمطالبه . استسهال حصول الزوج على مال دون تعب , أو بالإكراه , أو التهديد أو الوعيد , خلق مشاكل داخل الأسر، وأفرز حالات طلاق بسبب راتب الموظفة التي بدلاً من أن تساهم المشاركة بين الزوج والزوجة بالتعاون المادي لتهيئة حياة مستقرة وممتعة مع الاطفال اصبح الراتب طريقاً إلى الطلاق والمشاكل يتقاسمها معاً الطرفان المرأة بسلبيتها أحياناً من خلال التنازل المفرط , أو بتزمتها , وعدم رغبتها في المشاركة رغم حاجة الأسرة لذلك وترك كل شيء على الزوج وهو ما يساهم في إضفاء المشاكل , والزوج بجبروته احياناً وتسلطه وسلبه للراتب كاملاً, وعدم التعامل مع الأمر على أنه لا يتم إلا بالتفاهم بين الاثنين وأن ما ستعطيه المرأة لابد أن يكون برغبتها ورضاها , وأن الاستيلاء على كل شيء منها ومطالبتها بأن تعمل ليتسلم هو قد يهدم المنزل. ويبقى هناك سؤال مهم هو (إنفاق المرأة هل يُقلل من حق الرجل في القوامة ؟ خاصة أن المرأة ليست مطالبة شرعاً بالإنفاق على البيت، وان فعلت ذلك يكون تطوعاً)؟ علماء المسلمين يرون أن القوامة مسؤولية مقابل تحمل أعباء يقوم بها الرجل وقوامة الرجل على المرأة هي واقع مقرر وقائم ومسلَّم به في المجتمعات الاسلامية , والأصل فيها للرجل فقد منحه الله تعالى إياها بأمرين الأول (بما فضل الله بعضهم على بعض) والمقصود بالأفضلية هي أفضلية قيادة الأسرة ورعايتها والحرص على البيت وتحمل الأذى في مواجهة التحديات التي تواجه الأسرة وأفرادها , الأمر الثاني (بما أنفقوا من أموالهم) فالرجال هم المكلفون شرعاً بالإنفاق عل الأسرة , وعلى خلاف الأصل ان تنفق المرأة . واقع الحياة والأسرة العربية يعكسان أن المرأة لا تتنازل عن قوامة الرجل حتى وإن تحملت الأعباء المادية مشاركة , لكن بعض الرجال يتنازلون عن حقهم في القوامة طواعية أو لضعف في الشخصية وهروب من المسؤولية , رغم أن المال لا يشكل البناء الإنساني للأسرة والتربية الحقيقية للأبناء , والقوامة يقررها الزوج عندما يتخلى عن مسؤولياته , ولا تأتي بالقوة المفرطة رغم عدم الوفاء بما هو عليه وتظل المشاركة بين الزوجين العاطفية والمادية والإنسانية هي الحجر الأساس للأسرة مع القبول والرضا بين الطرفين..