يطل على أمتنا الإسلامية في كل عام شهر كريم من خيرة الشهور، شهر الصيام والقيام، الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنَّة والرحمة، وتُضاعف فيه الحسنات. شهر تُغلق فيه أبواب النار، وتُصفَّد فيه مردة الجن والشياطين، شهر الخيرات والبركات، شهر التسامح والمودَّة والرحمة، شهر الانتصارات، شهر القرآن الكريم الذي أُنزل فيه على خير الأنام محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم- شهر رمضان شهر يجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، كما أن المؤمن يجتمع له في هذا الشهر الكريم أفضال منها: الصيام والقيام والصدقة وطيب الكلام فالإنسان المسلم الصائم في هذا الشهر يُنهى عن اللغو والرفث. والصيام والصلاة والصدقة صلات إلى الله سبحانه وتعالى توصل صاحبها إلى الله عز وجل ومن أجلِّ النعم والفضائل على العبد أن أدرك صيام رمضان وبلغه فهذه نعمة عظيمة، فكم نفس حرمت من صيام هذا الشهر حال بينها وبين ما تشتهي هازم اللذات، فهو فرصة ويا لها من فرصة عظيمة من أجل المسابقة إلى فعل الخيرات وكسب الحسنات ومضاعفتها والعفو عن الخطايا والذنوب؛ فالإقبال على الله سبحانه وتعالى بقلب صادق ونيَّة صادقة وعين دامعة هي من صفات الصائم الذي يرجو ثواب الله ويخاف أليم عقابه.. وتكفير الصيام للذنوب مشروط بالتحفظ مما ينبغي التحفظ منه فرمضان مزرعة للعبادة وتطهير لهم من أدران المعاصي والآثام والذنوب أتى رمضان مزرعة العباد لتطهير القلوب من الفساد. اللهم اعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا وجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات من النار، اللهم تقبَّل منا صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا واجعل صيامنا حجة لنا لا حجة علينا إنك جواد كريم.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
