تعتبر القدرة على التفكير من أهم السمات التي تميز الإنسان عن باقي الخلائق.. وبقدراته على التفكير استطاع أن يدخل عالم المعرفة وأن يكتشف أسرار الكون ومكنونه، ويتبرمج ذلك كله في القدرة اللغوية التي تجعله يفكر في الماضي والمستقبل والحاضر، ويظهر ذلك عند طريقة النطق والتعبير كما قال تعالى: {أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ}(8-9)سورة البلد. فالإنسان أعظم ما خلق الله، خلقه سبحانه سيدا وخليفة في الأرض.. حمّله الأمانة وتبعات المنهج الإلهي وهداه السبيل (القرآن والسنة ومعرفة الله سبحانه)، وجعل في نفسه هداها وألهمها فجورها وتقواها.. فبقدر ما يعرف الإنسان نفسه يعرف ربه، وصدقت الحكمة التي تقول (من عرف نفسه عرف ربه)، لأنه يرى دليل إعجاز العقل، الأعضاء، والأجهزة الكاملة في الإنسان.. صوره في أجمل وأحسن تقويم قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}(4)سورة التين، فهو مخلوق ضعيف تغلبه شهواته أحيانا ويحكمه هواه تارة أخرى ويلازمه جهله بنفسه.. ومن تدبر القرآن الكريم يجد التكريم والتشريف الذي أعطاه إياه، ويدرك مكانته.. ولكن البعض يمرّ بلحظات الغفلة، فما من شيء يحدث في الكون إلا بعلم منه سبحانه، والفتن المتلاطمة وتسلط الأعداء بقدره لما حدث من المسلم من مخالفة المنهج الإلهي.. فلننظر فيما حولنا ماذا هناك من المجاهرة بالمعاصي ومخالفات لا تليق بالانسان الذي كرمه الله؛ لذلك كان الغضب والعقاب ليعود الناس إلى رشدهم ومعرفة ربهم واتباع المنهج الإلهي.. إلا أن ما يحزن النفس هو أن من غلب عليه جهله ومغالطة نفسه ينادي بإشاعة الفاحشة والمجاهرة بالمعاصي!!. يتبع فرضيات الأعداء ويعاند رب الأرض والسماء!!.