حينما نتحدث عن الرواد في العمل الخيري في هذه المملكة المباركة فإن الحديث سيطول لاسيما إذا كان الكلام عن النماذج المشرقة ولكن في هذا المقال المختصر سنتحدث عن نموذج مشرق مَنّ الله عليه بسعة فضله فكان من الشاكرين المنفقين رجاء ثواب الله ومغفرته. وأنا في حديثي هذا أعلم علماً يقينياً أن الشيخ محمد بن عبدالله الفطيماني يكره الحديث عنه، ولكن كانت هذه الكتابة من أجل إبراز القدوات فحق على الكُتّاب والمثقفين تقديم مثل هذه القدرات الكريمة، لنتخذها قدوة يوم أن كثرت القدوات واختلطت السيئة بالحسنة منها. وفي مقالي هذا المقتضب أحاول بقدر الاستطاعة بيان قدوة من القدوات التي تشرف الوطن والمسلمين أجمع، حيث انه وفّقه الله مثالاً أعلى في جميع سجاياه السامية، وبقدر ما هو سخي منفق في أوجه الخير فإنه لا يعرف كلمة لا إذا كانت من أجل الصدقة قل عطاؤه أو أكثر. لقد جمع الشيخ المحسن محمد الفطيماني تلك الأرواح المشرّدة المسلمة التي كانت تستقر فيها شتى العلل المميتة والتي كانت تقشعر الأبدان من رؤيتها، هذا طفل يتيم الأبوين مشرّد تجد الشيخ محمد قد سبق أقرانه من المحسنين في كفالته والقيام بشأنه فهو بحق من كبار كفلاء الأيتام، وهذه أيضاً طفلة تعيش مع أمها الارملة العاجزة عن حصول لقمة العيش، وهذا رجل ضرير عاجز طاعن في السن شاحب اللون هزيل الجسم يقضي حياته مع الموت عند كل نبضة عِرق من أنفاسه، هؤلاء جميعاً الذين كانوا يؤلفون وحدة بشرية متفككة الأوصال، امتدت اليهم يد الشيخ محمد الفطيماني وسعت في إنقاذهم بفضل من الله وكرم، وهو حفظه الله يفعل المعروف والإحسان والخير من اجل انه معروف لا يريد من ورائه جزاء ولا شكوراً إلا من رب الأرباب ومجري السحاب راجياً رحمته وعفوه. مثل هذه النماذج هي التي يجب أن يُعتنى بها ونقوم على إظهارها، لتأتي الأجيال القادمة على رصيد كبير من القدوات تتخذه وتسير على منهاجه. أسال الله عز وجل بمَنّه وإحسانه وإكرامه أن يجزي الشيخ محمد الفطيماني خير الجزاء على ما يقوم به ويجعل ذلك في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون، وأن يخلف عليه خيراً في الدنيا والآخرة، ويمده بالصحة والعافية، إنه ولي ذلك والقادر عليه.