ينتصب شامخاً وسط مدينة بريدة.. يطل بهامته البيضاء على كل تفاصيل المدينة.. تشرق الشمس فتكتسي الهامة حلة ذهبية.. ثم تغرب وتترك هذا الرمز قمراً يطل على كل الدنيا.. على كل القلوب..!!.. هو قامة.. ومعلم.. ورمز.. هكذا يقول عنه أهالي بريدة الذين جاوروه.. فأحبوه.. لكن لماذا هو مجني عليه..؟ ألم تفرش له المدينة قلبها.. وتفتح له البيوت ابوابها.. بلى ولكن..!!؟ انهم يغتالون رمزهم بسياج من شجر (البرسوبس) الذي احاط به من كل جهة وبارتفاع عال وباسلوب عشوائي كما هي شجرة البرسوبس دائماً.. ظل كالغريق يطل برأسه تارة ويختفي تارة أخرى.. هل يرى هذا المعلم النور يفرش ساحاته حللاً خضراء مرئية تتخلها احواض الزهور.. حتى الاسوار خفّفوها وليكن امامه ساحات خضراء تعطي هذا المعلم مزيداً من البريق وتؤكد رقي ذوقنا وتقديرنا للمعالم الحضارية التي تواكب نهضة الوطن الغالي.. صدقوني انني اتألم كلما رأيت هذا البرج تغتاله هذه الاشجار رغم الجهود التي أعرفها عن قرب تقدم من فرع وزارة المياه ويشرف عليها وعليه شاب يحمل من الذوق مالو نثرناه على ارضية البرج لكفى..!! هذا المعلم يحظى باهتمام شخصي من مهندس الابداع في ربوع المنطقة (فيصل بن بندر).. هذا الأمير الذي لا تفوته تفاصيل الجمال.. ومواطن الذوق.. بل هي عشقه.. اننا نتطلع الى تحرك سريع لمعالجة الخلل وابراز برج مدينة بريدة للمشاهد وفق رؤية هندسية وذوقية.. وحضارية.. تختفي معه كل قامات الاشجار المحدبة وتبقى هامة هذا المعلم تحفها الخضرة والماء والنبت الحسن.. قد يكون هناك لمسات جمالية داخل ساحات البرج ولكنها مقتولة بسبب تكوين المنطقة المحيطة بالبرج (ساحاته) التي تميل الى الانخفاض عن مستوى الشارع.. مع وجود مرتفع على شكل جبلي اعاق تنظيم الموقع العام.. المهم ان نميط اللثام عن هذا المعلم ونبرزه بالشكل الذي يعكس قيمته.. اما جانب الاستفادة منه فلاشك انه ملتقى كبار ضيوف المنطقة وهو مجهز بأحدث التجهيزات والتأثيث وقد خطا فرع وزارة المياه خطوة رائدة بتوجيه من سمو أمير المنطقة عندما فتح (المطل) للجمهور طوال فترة مهرجان بريدة في سنواته الثلاث.. ونتطلع ان يكون تشغيله بصفة دائمة ووفق آليات محددة قد تكون اجازة الاسبوع (ليلتين) جيدة كبداية بشرط ان يكون التشغيل والتنظيم بمستوى يحفظ للمكان قيمته. هذا عن البرج الاسير.. الذي ينتظر فك اسره وهناك معالم اخرى تعاني نفس المشكلة كالمركز الحضاري وبلدية بريدة التي بدأت بوادر تنظيم المساحات المحيطة بها وتحسينها تأخذ حيز الاهتمام والعمل الجدّي كما نرى على الواقع وترون.. دمت لنا وطناً غالياً نكحّل عينيه كل صباح ونطبع على جبينه قبلة الوفاء.