طالبات كلية الاقتصاد المنزلي.. التابعة لكليات البنات.. يشتكين من تأخر صرف مكافأتهن.. كما ينقلن حاجتهن المستمرة إلى الصرف على وسائل واحتياجات المتطلبات العملية للدراسة. ** وتقول طالبات الكلية.. إنه منذ التحاقنا بهذه الكلية ونحن في أشد المعاناة.. حيث إن الدراسة تقوم على الجانب العملي.. وتركِّز عليه أكثر.. وهذا شيء طيِّب ومطلوب.. بأن تخرِّج كلياتنا أناساً عمليين بدلاً من أن تخرِّج أناساً يحفظون.. ولكن لا علاقة لهم بالتطبيق العملي. ** أعود وأقول.. لكن هذا الشيء العملي المستديم.. كلَّف جيوب الفتيات وأرهق ميزانياتهن.. وأرهق أهاليهن من ورائهن.. بل قال بعض الفتيات.. إنني كوّنت وأثَّثت وجهَّزت شقة بأكملها داخل الكلية حتى أتمكن من اجتياز الامتحان.. ونحن أيضاً.. لا نحتج على هذه الدروس العملية النافعة ولكن الفلوس.. من يدفع الفاتورة؟! ** الطالبة ووالدها ووالدتها مشحونون نفسياً معها.. يركضون هنا وهناك.. ويسعون في كل اتجاه ويساعدونها ويشاطرونها هذا الهم المستديم حتى لو أنك امتحنت الوالد أو الوالدة لنجحا في الامتحان.. ذلك أن كلاً منهما كان قريباً من الدرس العملي ويتابعه لحظة بلحظة.. فهما في عمل متواصل .. وحضور دائم ومتابعة (إجبارية) لا تنقطع حتى تنجح البنت.. فمتطلبات هذه الكلية.. ليست سهلة واحتياجاتها العملية من المواد الخام ومن الإنجازات ومن اللوازم الأخرى لا تتوقف.. والوالد والوالدة.. يصرفان في كل اتجاه.. والكلية لا تصرف المكافأة للطالبة وخصوصاً متى عرفنا أن أكثر الأسر من محدودي الدخل.. وإمكاناتهم المادية لا تسمح لهم بمثل هذه المصاريف المستمرة.. ولا بتأمين هذه المتطلبات. ** هذه الكلية تعتمد وتقوم على الدروس العملية.. والطالبة تأتي كل يوم وشنطة سيارتها مليئة بالطلبات والاحتياجات واللوازم. ** تذهب إلى السوق وتحضر (قدوراً وصحوناً وأخشاباً وزخارف وزينات وطبخات).. والوالد المسكين قد لا يكفيه مجرد شراء هذه اللوازم.. بل ربما عاد إلى المنزل وهو يحمل خشباً أو كراتين من أجل ابنته الطالبة في كلية الاقتصاد المنزلي. ** وهناك من تحضر أبواباً وشبابيك ولوازم منزلية مشابهة.. وكل شيء جاهز.. وكل شيء من جيب الأب.. ومن لا يعجبه.. فعليه ألا يدخل ابنته في قسم الاقتصاد المنزلي. ** ومع ذلك نحن نقول.. هذه أمور أكاديمية ومتطلبات دراسة.. والقسم يحتاج إلى هذه الأشياء والطالبة تتخرَّج من هذا القسم وقد تسلَّحت بالعلم والمعرفة والتطبيق العملي ولكن.. لا تنسوا أن أكثر الآباء من فئة محدودي الدخل. ** هناك من يستلف أو يستدين لتسديد احتياجات ابنته وتلبية طلبات الكلية.. فليت الكلية على الأقل تتكرَّم بصرف مكافآت الطالبات في موعدها لرد السلف وتمكين الطالبة من توفير بعض احتياجاتها دون إحراج الأب. ** هل تصدقون أن العام الجامعي الماضي 1425ه لم يصرف من مكافآت المسكينات سوى ثلاثة أشهر فقط لا غير.. وهكذا العام الجديد 1426ه لم يصرف أي شيء؟! ** أيها المسئولون في الكليات.. تصوّروا وضع الطالبات ووضع أهاليهن وارحموهم واصرفوا هذه المكافأة التي يُقال إنها ألف ريال. ** تُرى .. هل نسمع جواباً شافياً من الكليات حول هذا الشأن؟ ** وإلى متى والكليات (تعلعل) بهؤلاء المسكينات؟