في ذكرى يوم التوحيد .. توحيد هذا الكيان الكبير على يد المغفور له - بإذن الله تعالى - الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - تتراءى أمام أعيننا صورة ذلك الرّكب المبارك الميمون نحو الرياض، أولئك الرجال الذين حملوا أرواحهم على راحاتهم مصممين على الفتح والتوحيد وإعادة ملك الآباء والأجداد .. ونشر الأمن والأمان بين أرجاء هذا الوطن الغالي العزيز بعد أن تشتتت بلدانه إلى كيانات صغيرة وانتشرت في أرجائه عصابات النهب والسلب والقتل، وأصبح الإنسان لا يدري متى موعده مع قطّاع الطرق وغارات الموت والمفسدين في الأرض .. لقد وفّق الله الملك الصادق مع الله ودلّه على الخير وأجرى على يديه الفتح العظيم لعاصمة الوطن الكبير، فسار نحو البلدان المتبقية من ملك الآباء والأجداد يفتحها الواحدة تلو الأخرى يعاضده إخوانه وأبناؤه الميامين وأبناء شعبه الأبرار، معاهدين الله على النصر وإحقاق الحق ونشر تعاليم الإسلام لإشاعة السلام بين أبنائه وبإقامة حدود الله ومؤسسات الدولة الحديثة والأخذ بأساليب التقدم والرقي والتطوُّر مع المحافظة على المبادئ والقيم الإسلامية الراسخة دون غلو أو تطرُّف. وعندما نتذكّر ذلك اليوم المجيد لا نملك إلاّ أن نسأل الله الرحمة لوالد الجميع الملك عبد العزيز - رحمه الله رحمة واسعة - ولإخوانه وأبنائه ورجاله ممّن اختارهم الله إلى جواره. ونسأل الله التوفيق والسداد لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ليكمل مسيرة البناء والتطوُّر والتقدم، كما نسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم نعمة الأمن والأمان على بلادنا الغالية وأن يرزقنا شكرها .. إنّه سميع مجيب.