لعل اليوم الوطني فرصة لعموم الشعب السعودي لاستذكار ماضيه المجيد الذي حققه الآباء والأجداد منذ عشرات السنين, ولعل فيه وقفة مع النفس مع أولئك الذين ضحوا بأنفسهم وأموالهم في سبيل توحيد هذه البلاد تحت شعار التوحيد الخالد الذي رفعه مؤسس هذه الدولة السنية الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه ورفع قدره في العليين - حتى أصبحت المملكة العربية السعودية مضرب المثل في تطبيق الشريعة الإسلامية الغراء في هذا العالم. إن من ثمار هذا التوحيد وتطبيق الشرع المطهر أن الله منّ على هذه البلاد بالأمن والأمان ورزقها من الثمرات والخيرات من جميع القارات ونصرها على أعدائها على مرّ الأيام والسنوات وأخرج خزائن أرضها حتى عمّ الرخاء والنماء عموم البلاد والعباد. كما أن من ثمار هذا التوحيد أيضاً اجتماع الكلمة ووحدة الصف ولمّ الشمل بعد أن كان الناس في هذه البلاد متفرقين ومتنافرين ومتحاربين. يأتي هذا اليوم في وقت نحن في حاجة إلى الوقوف صفاً واحداً ضد الجميع المتربصين بأمن هذا البلد واستقراره، سواء في الداخل أو في الخارج؛ لأن المصلحة واحدة والمسؤولية مشتركة؛ حيث خرجت علينا فئة قليلة من أبناء هذا الوطن عن الطريق الصحيح وانتهجت فكراً لا يقره العقل والدين وارتكبت من الجرائم والمعاصي ما يندى له الجبين؛ لذا حري بهذه الفئة التي ضلت الطريق أن ترجع إلى رشدها وتسجيب إلى دعوات ولاة الأمر؛ حيث جدّد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - الدعوة لهذه الفئة الضالة أن تستغل مناسبة اليوم الوطني وتتوب وتستسلم إلى الجهات المختصة حيث يحسب لها هذا من الناحية الأمنية والقضائية. إن هذه الدعوة تنطلق من موقف القوة وليس من موقف الضعف، بل إنها تنطلق من الموقف الأبويّ الحنون الذي يريد بأبنائه الخير والسلام ويبعدهم عن طريق الشر والضلال. كما تنطلق من العقل والحكمة حيث إنها الخيار الأمثل لهذه الفئة في الدنيا والآخرة بعد أن عرفت مصير من سبقها من هذه الفئة واستمر في غيه ومكابرته. إن هذه الدعوة الكريمة هي بمثابة الفرصة الأخيرة والنادرة لمن يحسن استغلالها والتي يمكن أن ينقذ بها ما يمكن إنقاذه. إن منهج الفئة الضالة هو منهج منحرف عن جادة الصواب؛ لذا فهو مشروع لا يمكن أن يكتب له النجاح، بل هو مشروع مات قبل أن يولد، بل أجزم بأنه مشروع يموت صاحبه بالصاعقة أو بالقارعة أو بالضربة القاضية أو بها جميعاً قبل أن يحقق أهدافه. إن هذا المشروع لن يجد له صدى في روابي نجد ولن يجد له مأوى في جبال السراة ولن يجد له ملاذاً في الحجاز ولن يجد له مجيباً في الأحساء ولن يجد له من يلتفت إليه في ربوع الشمال.