أحمد العبودي يطلبك الحل.. كلمات تلقيتها صباح (الاثنين) وللحظات لم أستوعب الخبر.. تعوذت من الشيطان واسترجعت.. فهذا الموت طريق سيسلكه الجميع {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوت} ويقول الشاعر: لو كانت الدنيا تدوم لأهلها لكان رسول الله حيّا مخلدا. أفقت من الصدمة، واسترجعت شريط الذكريات مع (أبي فهد).. تذكرت أبا فهد الإنسان: كان رجلاً يحبه الجميع ويحبهم لم يخطئ ولم يُغضب أحداً.. متواضعاً.. دمث الأخلاق.. الابتسامة لا تفارق محياه.. تذكرت أبا فهد الأب: كانت علاقته مع أبنائه علاقة الأخ بأخيه والصديق بصديقه.. كان يمازحهم ويأخذ بآرائهم.. كان دائماً يردد - رحمه الله - (إذا كبر ابنك خاويه).. هذه القاعدة لم تقلل بل زادت الاحترام من الأبناء والعطف من الأب - رحمه الله -. تذكرت أبا فهد الرياضي.. رغم عمله بالمجال الرياضي ورغم أن الرياضة مجال خصب للخلافات والاختلافات إلاّ أنه - رحمه الله - لم يدخل حرباً كلامية أو يسيء للآخرين.. كان يهتم بالرائد دون أن يضر بالآخرين - رحمه الله -.. تذكرت أبا فهد.. رجل الخير.. رجل بذل حسبما أعرف الكثير، لكنه بالتأكيد ما لا أعرف أكثر.. تذكرت أبا فهد العديل.. أبو فهد هو (عديلي) ومن هنا فكنّا كثيراً ما نجتمع في مناسبات عائلية وكان بيته واستراحته هما في الغالب الملتقى، وكان خالي - رحمه الله - دائماً ما يسأل.. (وين أبو فهد)؟.. أبو فهد هو سراجنا.. وكان - رحمه الله - يسبقنا إلى القيام بأي واجب أو مناسبة عائلية تذكرت أبا فهد.. الموظف: كان - رحمه الله - قبل تقاعده يعمل بالاتصالات السعودية، وقد عُرف عنه مساعدة الجميع والتّفاني والإخلاص في عمله حتى عرض عليه كثير من الشركات العمل معها، لكنه رفض وبقي في العمل الحكومي حتى تقاعده - رحمه الله -. تذكرت أبا فهد.. رجل الأعمال.. كان - رحمه الله - ينطلق من الحديث الشريف (رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع سمحاً إذا اشترى).. وكانت أعماله تسير بالبركة ويقول: (اللي يضيع هنا نلقاه قدام) - رحمه الله -.. أخيراً.. رحمك الله يا أبا فهد، ورزقَ أم فهد الصبر والسلوان، وأنزل الصبر على أبنائك وإخوانك ومحبيك.. إنه سميع مجيب.