اشتعل السباق لتمثيل آسيا في بطولة العالم للأندية في ديسمبر المقبل مع بداية مباريات ربع النهائي لدوري أبطال آسيا عبر القارة الصفراء، حيث بدأت سبعة أندية بالإضافة الى حامل اللقب نادي الاتحاد المنافسة على اللقب القاري بعد ثلاثة أشهر ونصف من التوقف المؤقت مع نهاية مرحلة المجموعات، فقد استهل حامل اللقب وممثل الكرة السعودية الاولى في البطولة فريق الاتحاد حملة الدفاع عن لقبه بالتعادل الإيجابي الثمين (1-1) خارج ملعبه مع شاندونغ لونينغ الصيني في مباراة الذهاب وأمام الجماهير الصينية التي زحفت لمؤازرة فريقها، تقدم الاتحاد المدافع عن اللقب الذي خاض أول لقاء في البطولة هذا الموسم بعد تأهله بشكل مباشر إلى دور الثمانية بهدف أحرزه الكابتن المتألق محمد نور برأسية استخدم فيها مهارته ورشاقته، وكل ما أوتي من خبرة حيث غمز الكرة التي وصلته عكسية بالمقاس من قدم زميله عدنان فلاتة، وأسكنها الشباك في الدقيقة 48 على يسار الحارس الصيني لكن لي شياوبينج تعادل لأصحاب الأرض بعد ست دقائق من ضربة حرة مباشرة نفذها بإتقان مستغلا سوء ترتيب حائط الصد البشري الاتحادي لتسكن كرته الشباك الاتحادية على يمين الحارس المجتهد مبروك زايد الذي غاب عن نهائي البطولة العام الماضي بسبب الإصابة، ولعل الاتحاد كرر في جينان سيناريو الموسم الماضي بتعادله مع شاندونغ لونينغ في زيارته الثانية الى الصين بعد أن كان قد تعادل بنفس النتيجة أمام داليان شايد في طريقه للقب العام الماضي. ومع غياب مهاجم شاندونغ المؤثر لي جينيو بعد إصابته في إصبع قدمه في مباراة داليان وإصابة بديله لو زهينغ فإن مهمة تسجيل الاهداف وقعت على عاتق زهينغ زهي الذي استعاد لياقته بعد غيابه لشهرين عن الملاعب بسبب الإصابة في كاحله وعلى المهاجم الروماني ايونيل يوردانيسكو وهان بينغ. إلا أن الثلاثي فشل في التعاون بفضل التماسك والتنظيم الدفاعي الجيد للفريق الاتحاد في الشوط الأول الذي شهد القليل من الفرص والعديد من البطاقات التي أشهرها الحكم الياباني يويتشي نيشيمورا، وبدأ التوتر بعد مرور خمس دقائق فقط بعد تدافع من اللاعبين الصينيين مع سعود كريري المتحفز، ولكن الأمور هدأت مع إشهار البطاقة الصفراء الأولى في اللقاء التي تلقاها الأخير، وانضم إلى كريري بعد مرور عشرين دقيقة قائد الفريق محمد نور بعد خطأ على زهينغ زهي الذي سجل خمسة أهداف في مرحلة المجموعات قبل أن يكمل نيشيمورا ثلاثيته الصفراء للاتحاد بإنذاره للاعب البرازيلي تشيكو لاعتراضه المبالغ فيه على قراره. بعد ذلك سجل نيشيمورا اسم رابع لاعب من الاتحاد عندما تلقى عدنان فلاتة الانذار الرابع في الدقيقة 35 على الرغم من أن المدافع ذا الحادية والعشرين من العمر ينبغي أن يلوم نفسه لتصرفه المتسرع عندما ركل الكرة بعيداً بعد حصول شاندونغ على رمية تماس. وبدا أن حديث مدرب الاتحاد الجنرال الروماني انجل يوردانيسكو بين الشوطين قد حفز لاعبيه، فبعد مرور ثلاث دقائق فقط على بداية الشوط الثاني سجل محمد نور هدف التقدم برأسية متقنة ليعطي فريقه التقدم بعد شوط أول كانت فيه الأفضلية للفريق الصيني. ولكن فرحة كابتن الاتحاد وزملائه لم تدم طويلا حيث سجل لي جياويينغ هدف التعادل بعدما نفذ اللاعب ذو الثلاثين عاما ركلة حرة في الدقيقة 58 مرت من خلال حائط الصد الاتحادي الدفاعي، وأخذت طريقها نحو الزاوية السفلى لمرمى مبروك زايد، وبدا أن كلا الفريقين لم يكن مقتنعا بالتعادل، وحصل الاتحاد على فرصة ذهبية لمضاعفة النتيجة في الدقيقة 72 عندما مرر نور أحد سبعة لاعبين في التشكيلة الأساسية من الذين فازوا على سيونغنام في نهائي العام الماضي، كرة رائعة في طريق جوزيف جوب، ولكن حارس المرمى حرم الاتحاد من تسجيل هدف الفوز. كان متوقعا أن يستعين المدرب الروماني يوردانيسكو بخدمات مرزوق العتيبي أو حمزة إدريس أو محمد أمين في وقت مبكر لإنقاذ فريقه من حالة عدم الانسجام التي كان عليها السيراليوني محمد كالون المهاجم السابق لموناكو وانتر ميلان لكن شيئا من ذلك التوقع لم يحدث بل وتأخر الجنرال في الاستعانة بخدمات أمين، وإن كانت مشاركة خميس العويران جاءت في التوقيت المناسب. ولعل خبرة الدولي السابق أحمد الدوخي قد أفادت فريقه الجديد، وكان قوة إضافية وتعزيزا لدفاعاته في ظل الأخطاء البدائية التي ارتكبها المدافع الدولي رضا تكر، وداوم على تغطيتها المدافع الحماسي أسامة المولد في حين أن تحركات نور كالعادة كانت مؤثرة وفي الموعد تماما، وسجل المدافع فلاتة حضورا لافتا في التغطية الدفاعية رغم أن خبرته لم تتواز مع أهمية وحجم المباراة الكبيرة، ووقف زايد كالأسد في عرينه، وأنقذ هدفا صينيا محققا في الوقت القاتل كاد العميد أن يدفع ثمنه غاليا، إلا أن التوتر العصبي لدى لاعبي الاتحاد لم يكن له ما يبرره، الأكيد أن التعادل الاتحادي كان نتيجة مفيدة وإيجابية رغم أن حظوظ الفريقين ما زالت متساوية. المنقذ عبدالغني في جدة تقدم النادي الأهلي ممثل الكرة السعودية الثاني في البطولة بنتيجة (2-1) على شينزهين جيانليباو قبل مباراة الإياب بفضل هدف كابتن الفريق الصيني يانغ تشين بالخطأ في مرماه قبل ثلاث دقائق فقط من نهاية المباراة، وكان هدف يانغ الذي جاء بعد لمسة لتسديدة حسين عبدالغني من ركلة حرة، هو الهدف الثاني بالخطأ في المباراة بعد خطأ مماثل قبل 11 دقيقة عندما سجل المدافع الأهلاوي نايف القاضي برأسه في مرماه، وقبل ذلك الوقت كان الاهلي متقدما بنتيجة 1-0 بهدف روجيريو في الدقيقة 63 الذي بدا أنه وضع فريقه على طريق الفوز باللقاء. وفي حال فشل فريق المدرب إيليا لوكيتش في التأهل فإن لاعبي الأهلي يجب أن يلوموا أنفسهم بعد فشلهم في ترجمة الفرص العديدة التي سنحت لهم منذ بداية المباراة حيث سيطر الفريق على المباراة منذ صافرة البداية، ولم تسنح سوى فرصتين للفريق الصيني الضيف، ولكن لاعبي الأهلي، ومعهم جماهيرهم التي ساندتهم بحرارة اضطروا للانتظار إلى الدقيقة 18 بعد الاستراحة ليسجلوا هدف التقدم، حيث سجل المهاجم البرازيلي روجيريو هدفه الخامس في دوري أبطال آسيا 2005، واستحق متصدر المجموعة الرابعة هذا الهدف إلا أن الفرحة لم تدم طويلا حيث أرسل يوان لي على الجهة اليسرى كرة عرضية خطرة داخل منطقة الجزاء حولها المدافع فوزي الشهري نحو زميله نايف القاضي الذي وضع الكرة برأسه في مرمى حارس الأهلي منصور النجعي. وجاء الهدف بالحظ، ولم يكن مستحقا بما أن الفريق الضيف جاء إلى جدة ليعرقل أصحاب الأرض، وليعود إلى موطنه بنتيجة جيدة، وقد حقق رجال المدرب غو رويلونغ مبتغاهم رغم النقص العددي بعد طرد زميلهم زهو تينج وفاقوا التوقعات بتسجيلهم لهدف خارج ملعبهم قد يكون مهما عندما يلتقي الفريقان مجددا في شينزهين الأربعاء المقبل. لاشك أن الأهلي الذي سيغادر اليوم السبت إلى الصين سيواجه خصما عنيداً لا يبدو أنه يستسلم بسهولة، وستبقى المهمة صعبة. انهيار السد حقق بوسان الكوري الجنوبي فوزاً صريحاً على السد القطري (3-0) في بوسان في رحلة الذهاب، وسجل البرازيلي دا سيلفا في الدقيقتين 20 و88 وييون هي جون في الدقيقة 90 الأهداف الثلاثة. كانت الأمور تسير نحو فوز صعب لبوسان بهدف وحيد لكن السد انهار في الدقائق الأخيرة التي لعب فيها ناقصا لطرد لاعبه علي ناصر، فأضاف الكوريون هدفين آخرين قد يلعبان دوراً حاسماً في تأهله إلى نصف النهائي. كان الفريق الأفضل انتشارا، والأكثر سعيا إلى الهجوم خصوصا عبر الأطراف وحصل لاعبوه على عدد من الفرص، وكان بإمكانه تسجيل أكثر من هدف لولا براعة الحارس القطري باسل سميح في حين ظهر السد مدافعاً في معظم الفترات، ولم تكن له محاولات هجومية تذكر على مرمى الحارس الكوري كيم يونغ. وأكمل السد الدقائق العشر الأخيرة بعشرة لاعبين بعد طرد علي ناصر لأنه (دعس) على ظهر البرازيلي بوبو الذي كان سقط أرضا وسيغيب بالتالي عن مباراة الإياب بالدوحة، السد لعب جيدا في الشوط الأول وانهار في الشوط الثاني ليخسر بثلاثية بيضاء. تفريط العين فرط نادي العين زعيم الكرة الإماراتية بفوز كان في متناوله على أرضه، وبين جماهيره أمام ضيفه فريق باس الإيراني ليخرج متعادلا (1-1) بعد هدية الدولي الإيراني محمد نصراتي الذي سجل بالخطأ في مرماه قبل ثلاث دقائق من نهاية الشوط الأول. تقدم باس الذي تأهل من المجموعة الأولى عن طريق آراش برهاني اللاعب الدولي الإيراني بعد مرور 24 دقيقة، وكان الطرف الأفضل حتى الدقيقة العاشرة من الشوط الثاني عندما طرد الحارس حسن رودبريان لصده الكرة التي أخطأ في لعبها من خارج منطقة الجزاء، وقد بدأ الفريق الضيف بطريقة أفضل حيث كانت المساحات مشرعة أمام المهاجم المالي عيسى تراوري. وبدأ مدرب العين ميلان ماتشالا غاضبا لما اعتبره خطأ تحكيميا حرم فريقه من الفوز علي باس، وأن الحكم الاوزبكي رفشان ايرماتوف قد أوقف اللعب ليعطي العين ركلة حرة بعد أن أمسك حارس مرمى باس حسن رودبريان عمدا بالكرة خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 60، وبعد هذا الخطأ حصل الحارس الإيراني على بطاقة حمراء مباشرة، ولكن قبل إعادة اللعب وجدت الكرة طريقها إلى الشباك قبل أن يمنح ايرماتوف أصحاب الأرض ركلة حرة، وهو القرار الذي حير المدرب المخضرم، وقال المدرب السابق للكويت والسعودية وعمان في اللحظة الحرجة لم أعلم ماذا كان الحكم يفعل، كان يجب أن يمنح أفضلية للعب، اعتقدت أن الكرة هدف. التحكيم الآسيوي حفلت مباراتا الاتحاد وشاندونغ الصيني ثم العين وباس الإيراني بالعديد من الأخطاء التحكيمية التي ثار حولها الكثير من الجدل، فالحكم الياباني مال إلى احتساب أخطاء مؤثرة على الفريق الاتحادي بالقرب من منطقة الجزاء في غالبها كانت أقرب لتنافس المشروع على الكرة بين اللاعبين مثل هذه الأخطاء استفزت لاعبي الاتحاد خلال سير المباراة. بينما الحكم الأوزبكي لم يتريث في الكرة التي سجل منها العين هدفا لم يحتسبه في الشوط الثاني نتيجة التصدي العمد باليد للكرة من حارس المرمى الإيراني خارج منطقة الجزاء ليوقف اللعب ويطرد الحارس مباشرة، في الوقت الذي قال فيه الحكم الإماراتي الشهير علي بوجسيم إنه كان من المفترض على الحكم التريث أو الانتظار، ومنح أفضلية مواصلة اللعب لمعرفة سير واتجاه الكرة واحتساب الهدف كي لا يستفيد المخطئ من خطئه. الملاحظ أن الحكم الياباني لم يزد عمره عن 33 عاما، بينما الحكم الاوزبكي لم يتجاوز عمره 28 عاما، ووضح بجلاء أنه يفتقر للخبرة المطلوبة في مثل هذه المباريات من الأدوار الحاسمة، وليس ببعيد الخطأ الفادح والنادر الذي ارتكبه الدولي الياباني يوشيدا في مباراة الملحق الآسيوي بين أوزبكستان والبحرين في طشقند، وتسبب في إعادة المباراة ليتراكم الجدل حول مستوى التحكيم في القارة الصفراء الذي فيما يبدو أنه يسير نحو مزيد من الانحدار حتى في صفوف صفوته ونخبته من الحكام.