في مثل هذا اليوم من عام 1970 وصلت أول طائرة من طراز الكونكورد إلى مطار هيثرو ببريطانيا قادمة من تولوز الفرنسية حيث كان يجري تجميعها في أول رحلة لهذه الطائرة التي تحولت إلى نموذج أسطوري في صناعة الطيران العالمية. وقد مرت مسيرة اختراع هذه الطائرة بمراحل والتي كانت مشروعا فرنسيا بريطانيا يهدف إلى إنتاج طائرة تتجاوز سرعتها سرعة الصوت وتستطيع عبور المحيط الأطلنطي دون توقف. حيث تم تدشين النموذج الأول للطائرة الكونكورد مدينة تولوز الفرنسية عام 1967 وفي الثاني من مارس عام 1969 ظل النموذج الأول من الطائرة الكونكورد الأسرع من الصوت محلقاً في سماء تولوز الفرنسية لمدة 42 دقيقة. وفي - 9 إبريل عام 1969طارت الطائرة كونكورد 200 كم مدينة بريستول بإنجلترا إلى مركز للاختبار في فيرفورد. طول الطائرة الكونكورد 204 أقدام، قابلة للتمدد من 6 إلى 10 بوصات أثناء الطيران بسبب الحرارة الشديدة لهيكل الطائرة من جراء سرعتها الرهيبة. وتبدو الطائرة في السماء داخل ردائها الأبيض المصنوع من طلاء خاص تم تطويره كي يتواءم مع تلك التغيرات، إضافة إلى قدرته على تشتيت الحرارة الناشئة عن الطيران بسرعة تفوق ضعفي سرعة الصوت. وتعد هذه الطائرة طائرة الأرقام القياسية حيث ويبلغ طول الجناح 83 قدما و8 بوصات وهو ما يقل كثيراً عن الطائرات التقليدية التي تسير بسرعة أقل من سرعة الصوت، حيث تسير الطائرة الكونكورد بطريقة مختلفة كلية مستخدمة أسلوب (الدوامة التصاعدية) لإنجاز مهمتها الاستثنائية. وأهم ما يميز هذا النسر الطائر هو ذلك الأنف المتدلي من المقدمة، ولعل ذلك ما يتيح أفضل رؤية ممكنة للطيارين عند الإقلاع والهبوط. ويمتاز هذا الأنف المتدلي بأنه ناعم وحاد أشبه بالإبرة، وعلى قدر من الطول، بما يضمن أقصى اختراق ممكن للهواء، حيث ينساب الهواء على جانبي الطائرة محدثاً أقل احتكاك ممكن. وتعد هذه المحركات النفّاثة للطائرة الكونكورد هي الأقوى بالنسبة لمجال الطيران التجاري. وتستطيع قطع المسافة من فرنسا إلى الولاياتالمتحدة في أربع ساعات تقريبا في حين أن أي طائرة تقليدية تحتاج إلى ما لا يقل عن ثماني ساعات. استمرت الطائرة الكونكورد تحلق بين فرنساوبريطانياوالولاياتالمتحدة حتى اضطرت إير فرانس وبريتش إيروايز إلى وقف استخدامها عام 2003 لأسباب اقتصادية وفنية عديدة.