الشعر -كما جربته- ومضة من ومضات الفؤاد التي يحركها الدفق الشعوري، ينبض فيندلق بلا استئذان. الشعر هو الخطرات والكوامن التي في النفس يحركها موقف معين فيطلقها. الشعر كيان هامس يهمس للروح فتطلقه المشاعر من بوابة اللسان، فينثر ذلك الإبداع. الشعر- كما جربته- لصاحبه إحساس مرهف يتأثر لأدنى شيء يداعب الكلمة فتداعبه، ثم يطلقها لهيباً، عارماً، مصحوباً بخيال طائر يرفرف فيعزف سيمفونية مشاعره بحسه، بأدبه، بمشاعره، برصانة لغته، بكلماته الرنانة، فيصور ويرسم ما يعتلج في صدره. الشعر لوحة يرسم بها المبدع أجمل الصور يرسم بها حشاشته ومافيها، فيلونها بالكلمات، والظلال البلاغية، وفنون القول، حتى تكتمل وتخرج لنا صورة طبق الأصل لما في الضمير. الشعر بأنواعه وشتى توجهاته بجديده، وقديمه، تفعيليته، وعموديته هو ما يصور روح الشاعر والمحيط به، الشعر لا دخل للمستمعين به بل لا دخل للشاعر به باختيار متى يكتب؟ وماذا يكتب؟ ولكنه حتماً يعبر عن مبدئه الذي يؤمن به. الشعر- كما جربته- تخدير نسبي للعقل بسبب انفعال ما يجعل الشاعر يهذي بإبداعه وعندما يصحو من سكرة المشاعر يتعجب من أين جاء بهذه الكلمات؟. الشعر بكل اختصار هو الشعور عندما يقفز فيحدث البديع من القول. ياسر بن صالح الدوسري