لا بدّ لمن يريد تناول اللاعب عبد الرحمن القباع من أن يتذكر المسار الطويل الذي قطعه هذا اللاعب لكي يصل إلى هذه المرحلة.. ويقف في النقطة التي يرتكز عليها في الوقت الحاضر. لقد مرّ القباع بظروف كادت تقف في طريقه وتضع حاجزاً عالمي البناء بينه وبين الكرة.. وتصرفه عن التفكير فيها. لعل أبرز هذه الظروف تلك التجربة التي مر به كلاعب وسط لم ينجح.. وكمهاجم لم يصادف القدرة على التألق، ومع ذلك ظل فترة طويلة يرقب الكوة الصغيرة وينتظر الأمل الذي يجعله يحقق تطلعاته.ما زلت أتذكر تلك اللقاءات التي يلعبها فريقه فيوضع في قائمة الفريق ثم لا يلبث المشرفون على الفريق إلا أن يخرجوه بعد فترة تمرّ على اللقاء قد لا تكون طويلة جداً، وقد يكون البديل ولكنه أيضاً لا يستطيع الأداء الذي يعطي فكرة مكتملة عنه.وأتت الفرصة التي طالت على الناس وإن كانت لم تطل على القباع الذي أكد أكثر من مرة قدرته على الصبر والاحتمال وكان في داخله شيء يدفعه إلى القناعة بالنجاح. أتت الفرصة هذا العام ليجد أن الفريق النصراوي يعاني من فراغ لا يمكن تعويضه في قلب الدفاع، وجيء بالقباع ليكون لاعب التجربة..وبالتأكيد كل نصراوي وضع كفه على قلبه ليرى مدى قدرة هذا اللاعب على ملء المركز. وكنت واحداً من الخائفين على أن تكون هذه الفرصة هي الأخيرة بالنسبة له.. ومركز الدفاع أيا كان مركز حساس. ولكن القباع فجأة يقلب كل التوقعات ويبرز كمدافع يستفيد من كل ذرة من تجاربه ويخزنها ثم يفجرها في مركزه.. قد لا يكون هذا التفجير متكاملا.. وقد لا يكون هذا التخزين متكاملاً أيضا، ولكنها استفادة حققها القباع.. واستطاع أن يوجدها لنفسها.ومن أبرز مميزات هذا اللاعب ما يلي: - مخ نظيف يحمله القباع، هذا المخ أعني به الكروي فقط ولكن العقلية التي تميزه كمستوى دراسي وكفرد يقدر انتماؤه لناديه.. أهلته لأن يبقى كل هذه الشهور والمواسم لينتظر الفرصة حتى أتت. - استفادته من تنقله في المراكز كلاعب وسط وكمهاجم أدت به إلى حالة من الهدوء.. والمخ الكروي النظيف قد لا يتوافر لكل مدافع. - إضافة إلى قدراته الفنية الأخرى لا نستطيع أن نقول عنها إنها متكاملة ولكنها على أي حال متوسطة تؤهله للعب في خانة كخانته. على أن ثمة عيوباً منها: انعدام الصلابة في ألعابه، وضعف تمركزه واعتماده كثيراً على اللاعب الذي إلى جانبه، وهي عيوب أعتقد أن هذا اللاعب سيلغيها في الفترة المقبلة التي سنراه فيها.