تقع بلدة التويم في وسط منطقة سدير على خط طول 85 إلى 45 شرقاً وعلى خط عرض 11 إلى 25 شمالاً، ويمر بها الطريق العام القديم الذي يربط الرياض- سدير- القصيم، على بعد 170كم من الناحية الشمالية الغربية عن مدينة الرياض وكذلك يمر بالقرب منها وعلى مسافة 9كم الطريق السريع الذي يربط أيضاً الرياض- سدير- القصيم. نشأته: التويم في تأسيسها من أقدم بلدان سدير حيث تم عمارتها عام 700ه من قبل مدلج بن حسين الوايلي وبنيه وعشيرته بعد رحيلهم من وشيقر حسبما هو موثق بالتواريخ النجدية القديمة ومنها تاريخ حمد بن لعبون - وتاريخ ابن بشر - والفاخري - وابن عيسى وغيرهم من المؤرخين القدماء، ومن ذرية مدلج بن حسين الباقية ببلدة التويم هي: أسرة آل مفيز وأسرة آل زامل وآل حزيمي وآل رخيص وآل لعبون. ومن بلدة التويم نزحت أسر كثيرة قامت بتأسيس بلدان عديدة كما هو موثق في تاريخ ابن عيسى: أ) بلدة حرمه أسسها عام 770ه إبراهيم بن حسين بن مدلج بعد رحيله من التويم. صفحة (31). ب) بلدة المجمعة أسسها عام 820ه عبدالله الشمري وزير حسين بن مدلج في التويم وذلك بعد رحيله من التويم صفحة (32). ج) بلدة الحريق بناه وغرسه عام 1040ه رشيد بن مسعود الهزاني الوايلي صفحة (51). د) بلدة حريملاء بناها عام 1045ه علي بن سليمان آل حمد وأسرته بعد رحيلهم من التويم صفحة (52). ومن الأسر المشهورة التي انتقلت من التويم التواجر والسديس والشويهي والقصارى والحصيني والزغيبي والقريشي وآل نصر الله والعدوان وأسر كثيرة إلى الزبير والكويت وتعتبر أحداث التويم وأخباره الأكثر ذكرا في التواريخ النجدية القديمة الآنفة ذكرها. باحث في التريخ والأنساب وأنتهز هذه الفرصة لأورد بعض ما كتبه الرحالة (بلجريف) عن بلدة التويم: هي مدينة كبيرة تضم السكان ما بين 12 إلى 15 ألف ساكن طبقاً للتعداد المستخدم هنا، والذي سوف أتبعه لعدم وجود ما هو أفضل منه، وهي تعتبر أقل تميزاً، في موقعها من حيث الري، من المجمعة، كما أنها أكثر برودة في طقسها، لأنها تقع على علو شاهق في ارتفاعها، ليس من السهل الأول، وإنما من الثاني، كما أنها محاطة بأكوام غير منتظمة من السلسلة الثالثة والأكثر ارتفاعاً، رغم أنها تبعد عنها بمسافة قليلة، لم يكن الحاكم الفعلي الذي قد نسيت اسمه، قد أظهر ميلاً طيب المعشر بأي حال، وقد تجولت أنا وأبو عيسى جيئة وذهاباً عبر شوارع المدينة الضيقة بحثا عن أحد التابعين لكي يبلغ معاليه بوصولنا، دون أن نعثر على أحد، وعندما كانت الرسالة قد بلغت إليه أخيراً، كان ترحيبه بطيئا في وصوله، وقد ظل باب القصر مغلقاً، مما يؤكد بأن الحاكم كان نافرا أو مشمئزا من استقبالنا في الداخل، وسواء كان يخشى مشاهدتنا لافتقاره أو وفرته، فهذا ما لا أستطيع تحديده، وفي نهاية المطاف قام بتوزيعها للإقامة وسط المساكن المخصصة لتابعيه، وقد تم وضع النائب ومرافقيه في أحد تلك الخواءات أو القهوات المحلقة، ونحن في آخر، والمكاويين في ثالث، وكان أبو عيسى يغدو جيئة وذهاباً بينها، كان مضيفنا بالوكالة رجلاً مسلماً ذا طبيعة خشنة، ويتمتع بروح مرحة، وقد عاملنا بصورة جيدة، إلا أن الزقاق الذي كان منزله واقعاً عليه كان مغلقاً وضيقاً، وكان الهواء خانقاً، وعليه، فبعد تناول القهوة وأكل القليل من التمر من النوع الأصفر الطويل الذي يعتبر غريباً على نجد تقريباً، تسللنا أنا وبركات خارجين لرؤية المدينة. وكانت المنازل بلدة هنا مشيدة بصورة متلاصقة، من طابقين في الغالب الأعم، وأحياناً ثلاثة، وقد كان ارتفاع الغرف السفلى يبلغ أحياناً خمس عشرة أو ست عشرة قدماً، والعلوية عشر أو اثنتي عشرة قدما، بينما كان السطح نفسه محاطاً في أغلب الأحيان بجدار مصمت يبلغ ارتفاعه ست أقدام أو أكثر، إلى أن يبلغ في مجمله ارتفاعاً يكون مساوياً لارتفاع العديد من مساكن (لندن)، ولا يكون في مجمله مفتقراً إلى المهابة، رغم ذلك فلم يبذل إلا القليل أو لا شيء من المحاولة فيما يتعلق بالزينة الداخلية، بالكاد لم تتم مراعاة أي تناسق بين المنزل والآخر، عدا ما يمكن أن تكون مجرد ظروف المصادفة قد حددته، كانت الشوارع ضيقة ومتعرجة مجرد أزقة في الغالب، ولم تكن إقامة جمعية لتهوية المدينة من الأمور الضارة، ولست بحاجة لأن أقول إن الشوارع، في مثل هذا الطقس غير الممطر، نادراً ما كانت مرصوفة، ولا هي بحاجة إلى ذلك بالتأكيد، عدا في بعض الحالات المحددة، كانت باحة السوق في التويم واسعة كالعادة، كانت ميداناً كبيراً للغاية، وكانت من خلال ترتيب نادر الحدوث واقعة على مقربة من الجانب الداخلي من أسوار المدينة، وليست في وسط المدينة، كان هناك العديد من المتاجر والمستودعات، إضافة إلى مسجد ضخم، لكن كان انعدام المآذن والقباب يحرم المنشآت الدينية في نجد من المميزات الخارجية المتعلقة بالمظهر الذي تمتلكه في أماكن أخرى كان مسجد التويم (ويعني حرفياً مكان السجود) يشبه محطة ضخمة للسكك الحديدية أكثر من أي شيء آخر، إلا أنه كان يختلف عن الأخيرة في أنه لم يكن يضم غرفة منعشات، عدا المبنى الجانبي المخصص للماء البارد، وهو اللقب الذي يستحق أن يطلق على ماء الوضوء، كانت بوابات المدينة منيعة بالنسبة للبلدة، ويتم حراستها نهاراً وإغلاقها ليلاً، وكانت الأسوار في حالة جيدة ومعقولة من الصيانة، ومحاطة بخندق خارجي عميق، خالٍ من المياه، عند اقتراب الشمس من الغروب خرجنا من المدينة لإلقاء نظرة على الحقول والبساتين، كانت التربة في المنطقة المجاورة جيدة إلا أن المياه كانت شحيحة، ورغم ذلك فقد كانت التمور ممتازة، بينما كنا نجلس فوق رابية صغيرة تطل على الطريق أبيحت لنا فرصة واسعة للتحدث مع العديد من المارة، إلى داخل وخارج المدينة، حيث كانت هناك تجمعات كثيفة من القرى على كل الأطراف، وبالتالي كانت البلدة تعتبر، طبقاً للمقاييس العربية، كثيفة السكان، استفدنا من الفصاحة المحلية واللهجة التقليدية للسكان، خاصة أبناء المدينة، وبذلنا أقصى ما بوسعنا لإبراز ميولهم ونزعاتهم الحقيقية، وكانوا في حقيقة الأمر وهابيين أصليين، ومخلصين لفيصل ويقصد (الإمام فيصل بن تركي) وأسرته قلباً وروحاً، وأحب أن أوضح أن أميرها في ذلك الوقت هو الأمير عثمان بن محمد المفيز تعقيبا على ما أورده الرحالة (بلجريف) بأنه نسى اسمه. ومن هذه البلدة برز أعلام تاريخ وشعر ومن أعلام التاريخ المؤرخ حمد بن محمد اللعبون الذي كان إمام وخطيب مسجد جامع التويم آن ذاك في عهد الأمير فوزان بن محمد بن مفيز وابنه الشيخ زامل والمؤرخ محمد الفاخري والشيخ فوزان الحزيمي وابنه سعود والشيخ عبدالعزيز العيبان المشهور بالرقية الشرعية وغيرهم من مشايخ فضلاء لا يسع المقام لذكرهم، ومن الشعراء الشاعر المشهور إبراهيم بن جعيثن الذي قال قصيدة تعتبر من أروع قصائد النصح وهي: يا سامع مني وصية ناصح أظن بعض الناس ما دريو بها الأوله صر مجهدٍ بالطاعة تفرح إلى جاحد وزن ذنوبها والثانية هدي الرسول اعمل به تستر نفسك في لقا محبوبها والثالثة احذر اجروح لسانك ترا جروحه ما تسر طبوبها الرابعة احذرك عرض الغافل واعرض على نفسك جميع اعيوبها والخامسه لياك توذي جارك ولا توقف للنساء بدروبها السادسة لياك تجفى ضيفك اعط الرجال حقوقها وما جوبها السابعة احلم على اللي جاهل ولا تكثر للصديق اعيوبها الثامنة صر للقريب متواضع صر له ذلول عن اطبوع اصعوبها التاسعة احذر جاهل أو عالم إلا إلى وردت عليك اخطوبها العاشرة صر للرجال أملازم يبين لك من ما ترا تجروبها هذي وصاتي للرجال احفظها واسمع اوصات البيض يا مثيوب وله قصيدة أخرى يفتخر فيها بمكانته عند أشراف القوم في منطقته: أنا بين ماضي وصاحبه عزيز والأحرار فيها نادر ولزيز قلته وأنا من فضل أبالجود منتزح بذوروة سنام آل مفيز ويعني ذلك مكانته عند آل مفيز وأصحابهم آل ماضي بروضة سدير. وتعتبر بلدة التويم من أوائل بلدان سدير التي بايعت جلالة الملك عبدالعزيز يرحمه الله وكان أميرها في ذلك الوقت عبدالعزيز بن محمد بن ملحم المفيز. وأحب أن أنوه في نهاية المطاف أن من لديه وثائق أو مخطوطات تختص بهذه البلدة العريقة أن يزودني بها وعنواني موجود لدى جريدة الجزيرة وفي الختام تقبلوا تحياتي. للتواصل: فاكس 0123466627