في صحيفة الجزيرة.. تطل كاتبة مبدعة.. متألقة في أفكارها.. توقظ همم البعض حينما تخرج زاويتها (نهارات) أجاد قلمها العزف على أوتار القرطاس.. تكتب برؤاها الواضحة.. فنهتف لهذا الوعي المتجذِّر في ثنايا عقلها. في عدد مضى كتبت رأيها عن (متنزهات عنيزة).. هاجمها (البعض) من منطلق فكرٍ بسيط لا يسعى رحباً في النقد ويرى أنه ليس بالإمكان أفضل من الحال لاعتيادهم على (المدح المتتالي البليد) وعبارات الثناء البالية. ليس هذا فقط... بل هنالك الأسوار التي نسعى إلى قفزها... ليس تمرداً على حالنا وإنما رفض لتلك الأزقة الضيقة وجدران منازلها الطينية المتداعية التي تعطي إشارات واضحة بكآبة المكان... ورتابة الوقت.. *** فلم ينسجم هؤلاء فكراً مع كل جديد يطرح.. وأي رأي يعرض.. فلمجرد أن تعرض. رأيك تهاجمك أقلامهم.. ويخصونك ذماً بحديثهم.. فأراها أسواراً شائكة تعيقني في قفزها.. وتلك أرض طينية تتعثَّر فيها الخطى فتضحى رهينة لفكرٍ بسيط.. وتكاد تكون الذات حائرة.. وأنفاسها ثائرة.. وهي حبيسة في مساحة ضيقة!!! *** ** فكرٌ تقليدي يفرض طوقاً عريضاً على خصوصية اجتماعية لها طبيعتها وضرورتها. ** يخالجك شعور غريب حينما تقترب من لوحة عتيقة تمنع على مرتادي ذاك (المنتزه) خصوصية الذاتية بالرغم من وجود مجتمع نسائي مماثل ومستقل!!!. ** طرحت (بطاقة المرأة) فاستهجنها هؤلاء وظنوا أنها بداية للانهيار الأخلاقي بالرغم من كونها ضرورة شخصية تحمي حاملتها كحق تنطلق منه في الممارسة الاجتماعية اليومية. ** وأقرأ حيناً بعض الآراء التي تنادي بحق قيادة المرأة للسيارة وأخرى تمنع هذا بشدة... بالرغم من كونها ضرورة اجتماعية تلبي حاجات المرأة الموظفة.. وصاحبة العائلة وفق عمر معين!!. وحين نطلق آراءنا بغرض التجديد ليس هذا يعني تمرداً على القيم الإسلامية النبيلة.. وإنما هو سعي حثيث وصياغة أفضل للواقع الاجتماعي. ** والحاجة ملحة لبث الوعي بين أفراد المجتمع لتكون لديه القدرة على الانسجام مع تغيُّر المرحلة وأنماطها. ** فواقع الحال بكل صراحة لا يسر من وقائع نشهدها كحالات التجني على النظام المروري.. وعدم احترام أنظمة الطريق.. كأسلوب متطبع في أخلاقيات البعض ولا ريب أن هذا يعزى لفشل المنزل ويمثله الأب في توجيهه والأم في عدم وعيها وأعتقد أن إفرازات تربية كهذه يدفعها (المجتمع).. *** فرائع أن تجد مجتمعاً مدنياً واعياً... متفهماً لمعطيات الحضارة والتعامل معها بهدوء.... ومنذ وقت مضى كنت أرى في مركز ابن صالح الثقافي مرتعاً خصباً لهوايات رواده واهتماماتهم ولست أدري هل هذا الوهج يومض دائماً في وقتنا وإن كان كذلك فآمل أن تشمل أنشطته النصف الآخر من المجتمع وذلك بإيجاد نادٍ خاص للنساء يمارسن فيه هواياتهن وأنشطتهن كإضافة جديدة لتنويع الاهتمامات.. وهذا برأيي يقضي على حياة الرتابة التي تجعل المرأة رهينة للفراغ... ** تلك رؤاي أحببت نسج مدادها على خيوط الورق.. وهي تُعَبِّر عن رؤية شخصية لحالٍ تتكرر أحداثه.. وتداعياته.. ** حينما يدفعك المرور بجانب ميدان الساعة في عنيزة.. لا تملك حيال هذه اللحظة سوى أن تقول فلتذهب الحلول (الترقيعية) والأعمال العشوائية تحت أطباق الثرى ولا يبق سوى الأفكار العملية التي يبثها المخلصون لهذه المحافظة.. فالتحية.. تلو التحية لرئيس البلدية (أبو أيمن). ** لمن حصل على مقعد في المجلس البلدي في عنيزة.. آمل أن تتجاوز الطموحات أماني البسطاء وتوافق آمال النبلاء.. لنصل بهذا إلى هاجس يهاتف أحلام الأجيال التي تحتضنها منازل مستأجرة خصصت في الأصل لسكن عجوز ومُسِن... لا نريد أن تكون مخرجاتنا هزيلة.. وأعمالنا بالية.. وبرامجنا متخلّفة... أرجو الأفضل منكم دائماً... آمل الأصلح من أفكاركم.. ورؤاكم وللجميع التحية.