إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا مليكنا لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. وإنا لله وإنا اليه راجعون. المصاب جلل، والوقع أليم بفقد مليك أبى إلا أن يملأ القلوب بحبه فابتغى ما عند الله فأحبه الله ووضع حبه في قلوب البشر شاء من شاء وأبى من أبى.. جابت مشارق الأرض ومغاربها محاسن صنائعه وشمل بعطفه القاصي والداني مسح بيده الكريمة دمعة الحزين وفرَّج كرب المكروبين بالعون والإمداد لإغاثة الملهوفين ونجدة المنكوبين. عشرون عاماً بين رعاياه ما شعرت يوماً بأني غريب.. استظللت وعائلتي بظلال أمنه وسعة رزقه ورغد عيشه.. كأني مواطن ولست مقيماً فأصبحت منهم أفرح لفرحهم وأحزن لحزنهم ولو خيّرت لا أرتضي بغير ذلك العيش بديلاً، قضيت ريعان شبابي وترعرع أبنائي فوق هذه الأرض الطاهرة وتحت رعاية مليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله تعالى - فعشنا في أمن وأمان وطمأنينة وراحة بال عاصرنا خلالها النهضة الشاملة لجميع ميادين الحياة العلمية والصناعية والزراعية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية فكان - رحمه الله تعالى - نبراساً يُقتدى به ومثالاً يُحتذى به فمالت القلوب لحبه (ألا بحسن الصنائع تملك القلوب). أرفع أكف الضراعة إلى المولى عز وجل أن يتغمد فقيدنا الغالي الملك فهد بن عبدالعزيز بواسع رحمته ورضوانه وأن يجعل مقعده مع النبيين والصديقين والصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً، وابتهل إليه تعالى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز لاستكمال مسيرة العطاء والنماء والرقي والتقدم والرخاء لرفعة هذا الوطن الحبيب الذي به ترتقي الأمتان العربية والإسلامية جمعاء. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. عاشور صديق محمد أحد أبناء الجالية المصرية من منسوبي مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية -رحمه الله تعالى-