ظاهرة التدخين أو آفة التدخين أو آفة العصر كلها تسميات تطلق على تعاطي التبغ، هذه المادة المليئة بالنيكوتين والمسببة للسرطان الرئوي وأمراض القلب والشرايين، وهذا التعاطي له صورة مألوفة عالمياً هي تدخين السجائر، كما أن له صورة تنشر في دول الشرق الأوسط، وهي ما يسمى بالشيشة، أو (الأرجيلة) التي انتشرت مؤخراً بشكل كبير. وقد أثبتت الدراسات أن مضار التدخين ليست مقصورة على المدخنين وحدهم وإنما تمتد إلى جلسائهم فيما يعرف ب (التدخين السلبي) الذي يؤدي إلى إتلاف الحمض النووي المترتب عليه تنشيط الخلايا السرطانية والإصابة بالعقم ويسبب أيضاً الموت الفجائي للأطفال، كما أنه مسبب لسرطان الرئة وأمراض القلب والشرايين ونوبات الربو والكثير من الأمراض التي لا حصر لها. وتؤكد الأبحاث إهدار مليارات الريالات سنوياً في علاج من أصيبوا بأمراض نتيجة التدخين المباشر أو السلبي. ولقد أصبحنا في هذا العصر نرى المراهقين وصغار السن يسقط بعضهم ضمن شريحة المدخنين تحت ظروف معينة ودون إدراك ليجدوا أنفسهم فريسة التدخين وما يتبعه من الأمراض التي أثبتتها وعلى الرغم من رفض المجتمع للتدخين ومحاربة وزارة الصحة للتدخين وتحذيرات منظمة الصحة العالمية إلا أن البعض ما زال ضحية لهذه الآفة الخطيرة. ******* الحكم الشرعي للتدخين إن المراهقين هم شباب المستقبل ودليل على قوة وصحة الجيل القادم، ولا يأمر ديننا الحنيف بأمر إلا وفيه خير لنا.. ولا ينهانا عن شيء إلا وله أضرار جسيمة. ومن هذا المنطلق كان لا بد من التعرف على حكم الدين في آفة التدخين وقد أفادنا فضيلة الشيخ صالح بن سعد اللحيدان المستشار القضائي الخاص وعضو اتحاد المؤرخين العرب عن حكم التدخين بأنه محرم لما فيه من أضرار نفسية.. وعضوية.. ومادية.. والدليل من القرآن قوله تعالى: (وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ..)( 157- سورة الأعراف). وإن رائحة الدخان والشيشة خبيثة وتتأذى منها الملائكة في الصلاة. وعن كيفية تعزيز الوازع الديني ليرفض الشباب الدخول في عالم المدخنين قال فضيلته: يجب أن تكثف وسائل الإعلام التوجيه نقلاً وعقلاً على ما يترتب على الدخان والشيشة من أضار مادية وأضرار عقلية ونفسية وهذا قد ظهر لنا عند مقابلة كثير من المدخنين الذين يتناولون الشيشة. كما يجب على الأسرة مراعاة الأولاد وأصدقاء الأولاد حال الصغر، كما يجب أيضاً على وزارة التجارة وحماية المستهلك أن تراعي كل ما يرد إلى المملكة من صور على شكل حلويات أو آلات على رمز صور الدخان والشيشة. وبهذا الخصوص فإنني أوجه كلمة عامة لأصحاب العقار ألا يؤجروا المحلات التجارية لمن يبيع الدخان أو الشيشة لما في هذا من التعاون على الإثم والإضرار بالنفس والمال والبدن. ولما يشكله هذا من أضرار على البيئة ولأنه ثبت طبياً أن الدخان يؤثر على الرئتين والشعيرات الأنفية وكذلك يؤثر على عملية نبضات القلب، كذلك أتوجه إلى الدول الإسلامية والعربية لمحاولة الحد من انتشار استيراد أو بيع الدخان أو الشيشة، لأن هذا من مسؤولية الدول تجاه رعاياها والله أعلم. التدخين طريق للمخدرات وفي سؤال حول تفشي ظاهرة التدخين بين شريحة المراهقين أجابنا الأستاذ الدكتور عبدالله بن سلطان السبيعي استشاري وبروفيسور الطب النفسي بكلية الطب جامعة الملك سعود زميل الكلية الملكية للأطباء النفسيين بكندا: هذه العادة السيئة والآفة الخطيرة تبدأ عادة بتجربة بسيطة بحثاً عن الإثارة بين مجموعة من المراهقين. فالتقليد ومحاولة إثبات الذات وحب المغامرة هي المسؤولة عن التدخين في أوساط المراهقين عموماً، ولكن المؤسف أن هذا العبث قد لا ينتهي أحياناً إلا بالإدمان على النيكوتين (مادة السجائر) إن لم تتعداه إلى إدمان عقاقير مخدرة- والقاعدة الطبية تقول إن التدخين هو البوابة الكبرى إلى عالم المخدرات، مؤكداً على أن الضغوط النفسية بكل أشكالها قد تقود الشاب الحدث إلى مهاوي التدخين. ومن هذه الضغوط المشاكل الأسرية وخلافات الأصدقاء والتعثر الدراسي والمشكلات العاطفية والتفكك الأسري وانشغال الوالدين بالعمل والعلاقات الاجتماعية وغيرها. هنا يكون التدخين محاولة لإثبات القوة والتعالي على الألم النفسي أو هروباً من جحيم المعاناة مهما كان شكلها. وعند سؤالنا د. السبيعي: هل فقد احترام الذات عند المراهقين يؤدي إلى تعزيز احترام الذات بأساليب أخرى كالتدخين؟ أجابنا قائلاً: المراهق يشعر بقوته الجسدية ونضج جسمه ولكن هذا النمو الجسمي لم يواكبه نمو عقلي بعد، مما يجعل بحثه عن مكان له بين عالم الراشدين (الاحترام) يبوء بالفشل فيحاول أن يثبت لهم ولنفسه أنه كبير فعلاً بممارسة المزيد من تصرفات الكبار الخاطئة أحياناً مثل التدخين.. وهنا تأتي المشكلة..؟ الإدمان النفسي وعن مدى صحة مقولة إن من يوقف التدخين يصاب بعصبية شديدة، أفادنا بأن التوقف عن التدخين له أعراض انسحابية. ولعل هذا دليل على أن السجائر عقار مخدر يسبب الإدمان، وعندما يتوقف المدخن عن التدخين فإن أعراض انسحاب مادة النيكوتين تظهر عليه خلال أربع وعشرين ساعة، من هذه الأعراض مثلاً القلق والعصبية وسرعة الانفعال والاضطراب والنعاس مع عدم القدرة على النوم المريح وشعور بالضيق والصداع. كل هذه تكون مصحوبة برغبة شديدة في التدخين لإطفاء نار هذه الأعراض المزعجة. إذا لم يستسلم المدخن لهذه الأعراض فإنها لا تلبث أن تختفي في غضون أيام قلائل ولكن احتمالات العودة إلى التدخين لا تزال مرتفعة جداً. ويعود السبب في ذلك إلى أن هناك نوعين من الإدمان، إدمان عضوي وهذا يعتبر بسيطاً إلى حد ما، إذ بإمكان الأطباء مساعدة المدخن على تجاوز هذه المرحلة وهي ما نسميه (تأثير انسحاب النيكوتين) أما النوع الثاني من الإدمان فهو الإدمان النفسي وهو كون التدخين عادة اجتماعية لها بعض الشعائر التي تحيط بها مثل التدخين على كوب شاي أو برفقة أناس معينين، إضافة إلى طريقة الإمساك بعلبة السجائر واستخراج السيجارة منها ومن ثم وضعها في الفم بطريقة معينة ثم إشعالها واستنشاق الدخان بنفس عميق ثم إخراجه ونفخه بطريقة معينة.. وهذا الإدمان النفسي يحتاج إلى قوة إرادة للتخلص منه. وحول الإقلاع عن التدخين وعلاقة ذلك بالبدانة يفيد د. السبيعي بأن التدخين يسبب مشكلات في امتصاص الطعام واستفادة الجسم منه، لذا فالتوقف عنه يعيد هذه الأمور لوضعها الطبيعي مما يوهم بعض البدناء أن استعمال التدخين يسبب النحافة وإن التوقف عنه يسبب البدانة. كيفية الإقلاع عن التدخين وعن الأساليب النفسية التي يمكن أن نساعد بها للإقلاع عن التدخين وهو محور اهتمامنا أجابنا د. السبيعي: ليس من السهل التوقف عن التدخين ولكنه ممكن جداً ولعمل ذلك ننصح بما يلي: 1 - تحديد موعد معين للتوقف النهائي عن التدخين. 2 - التحدث مع الأهل والمقربين بالرغبة في التوقف عن التدخين لتوظيف دعمهم للمدخن وتفهم الظروف التي قد يمر بها. 3 - خلال هذه الفترة على المدخن ألا يدخن أكثر من عشر سجائر في اليوم. 4 - في اليوم المحدد للتوقف عن التدخين ننصح باستعمال لصقات النيكوتين التعويضية لتقليل الأعراض الانسحابية كالتوتر والعصبية. وهناك بعض الفنيات لمقاومة الاشتياق (الإدمان النفسي) إلى السجائر منها: - التأخير: هو أن يقول المدخن لنفسه عند الشوق للسيجارة: إنه سوف يدخن ولكن بعد نصف ساعة ليعطي فرصة لهبوط هذا الشوق. - الامتناع: وهو الامتناع المؤقت عن ارتياد بعض الأماكن أو المواقف التي تذكر المدخن بالتدخين مثل المقاهي ودور السينما وبعض الأصدقاء. - الهروب: وهو الخروج من أي موقف يشعر المدخن بالشوق إلى السيجارة. - إيجاد البدائل: وهو الانهماك في أعمال مفيدة وصحية مثل الهوايات والرياضة والسفر والعلاقات الاجتماعية لإشغال المدخن عن التفكير بالتدخين. وفي الختام أكد على قاعدة تربوية مهمة لا بد للأهل من معرفتها قائلاً ألا نجعل الطفل أو المراهق يخاف أن يقول لوالديه أي شيء. ومؤكداً على دور الوالدين المثالي هو دور السلطة المأمونة أي ليست مرعبة ولا عنيفة. هنا يمكن أن نقول إن الطفل أو المراهق لن يتردد أن يطلب المساعدة من والديه لأنه لن يخشى العقاب والحالة هذه. دور المجتمع وحول دور المجتمع وغموض العلاقة بين المراهقين المدخنين وأسرهم، والدوافع والأسباب وراء لجوئهم للتدخين يرى الإخصائي الاجتماعي الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالله الشايع مساعد مدير إدارة الخدمة الاجتماعية ببرنامج مستشفى قوى الأمن أن سبب لجوء المراهقين للتدخين يرجع لعدة أسباب: - انفصال أحد الوالدين عن الآخر يؤثر على الابن وخصوصاً في مرحلة المراهقة لأن هذا العمر يجب أن يكون الابن تحت المتابعة والاهتمام من كلا الوالدين، حيث يشكل في هذا الوقت مرحلة انتقالية خطيرة في هذا العمر. - توفر المادة (المال) بيد المراهق وعدم معرفة أوجه صرفها من قبل الأهل سوف يؤثر عليه كثيراً ويجعله يتصرف كيفما شاء من شراء كل ما يحتاجه. - مخالطة المراهق لمن هم أكبر منه سناً وتأثره بهم ومحاولة تقليدهم وإثبات رجولته واتخاذه لقراره. كما أكد على أن الفراغ أحد أسباب اللجوء للتدخين، وننصح بملء وقت الفراغ وتشجيع الأبناء والشباب على الاهتمام بالرياضة وممارسة الألعاب الرياضية المفيدة كي تبعدهم عن الفراغ الذي يؤدي إلى استعمال المواد المخدرة مثل التدخين والكحول خصوصاً أيام الإجازات الصيفية الطويلة. وقد فند الشايع مقولة إن التدخين يساعد على التركيز ويبعد الاكتئاب مشدداً على أن هذه المقولة غير صحيحة أبداً وأن التدخين لا يساعد على التركيز بل العكس صحيح، فهو يجعل المدخن مشغول الذهن ومشتتاً وغير قادر على التركيز وما يدل على ذلك وجود آثار حروق صغيرة على ثياب المدخنين ما يثبت عدم التركيز. وحول تفشي آفة التدخين بين الفتيات قال الشايع: لا يخطر على بال أي إنسان أنه توجد فتاة مدخنة أو تحاول أن تدخن، ولكن في الآونة الأخيرة كثيراً ما نشاهد السم في يد الفتاة، ونلاحظ أن أي فتاة سوف تكون عرضة للعنوسة وعزوف الشباب عن الزواج من الفتاة المدخنة، وهذا سبب كافٍ للحد من فرص زواجها. لأن الفتاة المدخنة من الجانب الصحي سوف تعرض أبناءها أثناء الحمل إلى مشاكل صحية كثيرة وسوف تندم على حمل هذه السيجارة مرة أخرى. وحتى نحمي المراهقين ونساعدهم على الإقلاع عن التدخين ومضاره أو الابتعاد عن وجود (التدخين السلبي) وكيفية تعامل الأهل مع أبنائهم تقول الإخصائية الاجتماعية بمستشفى قوى الأمن الأستاذة رائدة السعيد إذا وجد داخل الأسرة مدخن من المراهقين فعلى الأهل مساعدته في العلاج عبر مراكز مكافحة التدخين ولا يكفي فقط النصح للإقلاع عن التدخين. أنصح الوالدين بعدم منح أبنائهم المراهقين الحرية الكاملة بدون رقابة حتى لا يقع أبناؤهم أسرى عادة التدخين وما لها من أضرار جسيمة. برنامج مكافحة التدخين مضار التدخين لا تقتصر فقط على المدخن، ولكنها تؤثر تأثيراً كبيراً على الاقتصاد والدخل القومي لذا كان لا بد من وقفة جادة من الدولة للحد من انتشار هذه العادة فأنشأت عيادات لمكافحة التدخين من قبل وزارة الصحة في العديد من مدن المملكة لمساعدة المراهقين وغيرهم ممن يودون الإقلاع عن التدخين. وحول الأساليب المتبعة في هذه العيادات لمعالجة ظاهرة التدخين أفادنا الدكتور عبدالله البداح المشرف العام على برنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة انه يتم استقبال المدخن وفتح ملف خاص به وطبعاً هذه العيادات تحافظ على السرية، حيث تتم عملية إجراء الفحوصات الطبية اللازمة. ولا ننسى دور الإخصائي النفسي أو الاجتماعي الذي يبحث الأسباب التي أدت إلى التدخين ومحاولة إقناع المدخن بخطورة التدخين وعدم فائدته بحل أية مشكلات. ثم تأتي مرحلة العلاج والعلاج المتبع في عيادات الوزارة من خلال جهاز الملامس الفضي وهو جهاز يعطي ذبذبات لطيفة تساعد على التخلص أو التخفيف من العلامات الانسحابية. وباستخدام لصقات النيكوتين بعياراتها الثلاثة 30، 20، 10 التي توصف حسب كمية التدخين وقد أكد أن المريض أو المدخن لا يحتاج إلى التنويم في العيادة، بل تحدد له مواعيد للمراجعة والمتابعة، وان العلاج يقدم مجاناً في عيادات وزارة الصحة.وحول زيادة عدد المدخنين على الرغم من انتشار عيادات مكافحة التدخين أفادنا الدكتور البداح أن السبب هو الحملات الدعائية المكثفة لشركات التبغ ولو بطريقة غير مباشرة وانسياق الشباب (الذكور والإناث) وراء خداع هذه الشركات. وحول تزايد إعلان وتحذير منظمة الصحة العالمية من مخاطر التدخين السلبي والمباشر وحول صحة اعتقاد البعض من أن المدخن هو الشخص الوحيد الذي يقع عليه ضرر التدخين أفادنا الأستاذ عبدالعزيز الحديثي المدير الفني لبرنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة أن المدخن حين يتعاطى التدخين إنما يضر نفسه وحسب مقولة غير صحيحة ذلك لأنه يضر كذلك بمن حوله بسبب تعاطي هذه الآفة في الأماكن العامة أو التي يشغلها غيره من الناس وهذا ما سمي واصطلح عليه (التدخين السلبي) غير المباشر ويطلق عليه أيضاً التدخين اللا إرادي. كما تحدث عن ارتباط التدخين السلبي غير المباشر بطائفة التأثيرات الصحية السلبية الضارة بجسم الإنسان، بما في ذلك سرطان الرئة وأمراض القلب والشرايين وثبوت أن تعرض الأطفال- الذين لا خيار لهم - لدخان التبغ هو سبب رئيس للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي وأمراض الإذن الوسطى، ونوبات الربو، وظاهرة الموت المفاجئ عند الأطفال. كما أكد أن دخان التبغ مصدر مهم لتلوث الهواء داخل المباني حيث يساهم في تسميم البيئة ويعتبر من مسببات الإصابة بالتهاب العيون والحلق والسعال والصداع.وحول دور برنامج مكافحة التدخين في توعية المراهقين والشباب من أضرار التدخين أوضح لنا قائلاً: تعد المملكة من أوائل الدول التي اتخذت عدداً من الخطوات الحثيثة لمكافحة التدخين فقد صدرت الأوامر السامية الكريمة القاضية بمنع التدخين بالمكاتب الحكومية والمصالح والمؤسسات العامة، ومنع الإعلان عن السجائر في وسائل الإعلام وكذلك رفع الرسوم الجمركية على السجائر، وتقديراً لهذه الجهود فقد تم تقديم الجائزة الدولية لمنظمة الصحة العالمية في مجال مكافحة التدخين لعام 2001م لمقام خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لموافقته الكريمة على إعلان مدينتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة خاليتين من التدخين. وإيماناً بأهمية التصدي للتدخين وأضراره المدمرة على الفرد والمجتمع صحياً ونفسياً واقتصادياً واجتماعياً، وإسهاماً في الحد من انتشار هذه الظاهرة واستمراراً للجهود المباركة التي تبذلها حكومتنا الرشيدة في سبيل مكافحة التدخين حفاظاً على صحة المواطن وحمايته من أضرار هذه الآفة فقد صدرت موافقة معالي وزير الصحة بتاريخ 3-2-1423ه على قيام برنامج شامل لمكافحة التدخين وذلك لأهمية هذا الموضوع كمشكلة صحية في المملكة. ويشتمل البرنامج أيضاً على العديد من الأنشطة منها على سبيل المثال لا الحصر - البرامج الوقائية وتشتمل على المطبوعات الصحية ووسائل التوعية المختلفة - كما أن لبرنامج مكافحة التدخين حضوراً واضحاً وقوياً في جميع المناسبات الشبابية والاجتماعية والمخيمات الصيفية التي تقام في جميع أنحاء المملكة. التدخين يسبب الصلع وحول (إن التدخين في سن مبكرة يكون له أثر في الإصابة بالصلع المبكر) يرى الحديثي أن للتدخين أثراً سيئاً وضاراً على جميع أعضاء الجسم الداخلية والخارجية. وإن دخان التبغ يحتوي على آلاف المواد الكيميائية الضارة التي تستخدم في كثير من الصناعات (الأسمدة - المبيدات الحشرية - المبيدات الزراعية - الأسلحة وغيرها.. إلخ) لذلك فإن هذه المواد تؤثر على نمو الشعر وتؤذي جذوره وبالتالي تقصفه وتموت بصلة الشعر وبالنهاية الصلع، وحول مخاوف بعض المدخنين الراغبين في الإقلاع عن التدخين من الذهاب لعيادات مكافحة التدخين خوفاً من افتضاح أمرهم، فكانت نصيحته لهم أن تعترف بأنك تقوم بفعل خاطئ وتحاول الابتعاد عنه أفضل بكثير من أن تستمر في هذا العمل، وهذا الشيء يدعو للفخر وليس للخجل وانهم بذلك يصبحون قدوة لغيرهم ويكون أحد الأسباب المشجعة للآخرين ليزوروا العيادات لتلقي المساعدة من الإخصائيين لمساعدتهم في الامتناع عن التدخين. دور الإعلام الإعلام هو نقطة انطلاق صواريخ العلم والمعرفة سواء كانت المقروءة أو المسموعة أو المرئية وفي موضوعنا عن التدخين لا يخفى دور الإعلام في التوعية والتوجيه وهو سلاح ذو حدين. وقد توجهنا إلى الأستاذة نوال بخش مديرة الإدارة النسائية وبرامج الأسرة والطفل بإذاعة الرياض لمعرفة دور الإعلام في توعية المراهقين والشباب والحد أو التقليل من ظاهرة التدخين. وقد أفادت بأن للإعلام دوراً قوياً ومؤثراً لو استطعنا استخدام وسائله بذكاء لا اعتقد أنه يقوم بدوره المتوقع على المستوى المطلوب ولا أتصور المساهمة الإعلامية لمجرد يوم أو أسبوع عالمي لمحاربة التدخين والتوعية بأضراره كافية، فنحن بحاجة إلى استمرارية لتوعية مدروسة وذكية في مخاطبتها المدخنين - وليست عشوائية اجتهادية فجة ومباشرة - يستلزم تضافر الجهود في كل القطاعات والمؤسسات المعنية - حكومية وأهلية - في مجال الصحة البدنية والنفسية، والتجارة والمحافظة على البيئة من التلوث، والاقتصاد وغيرها لوضع خطط واستراتيجيات لتحقيق الهدف وذلك من خلال مشاهد وتحقيقات تليفزيونية حية ومسامع إذاعية واقعية وصور صحفية ناطقة مع كل من تضرر على سنوات التدخين وهم كثير تؤويهم المستشفيات ومتواجدون بيننا يعانون. وأضافت متعجبة: في الماضي كنا نرى أكثر المدخنين وأغلبهم من كبار السن، للأسف اليوم طال حتى الأطفال الصغار أولاداً وبنات، ليست هي السجائر فقط - إنما شيء يسمونه المعسل الذي بقطرانه يسد حويصلات الرئة بأضعاف ما تحدثه السجائر العادية.وعرجت لنا بأن الأبحاث تؤكد على أننا نهدر مليارات الريالات سنوياً في علاج أناس سعوا للمرض بإرادتهم ليصابوا بأمراض تبدأ بسرطان الفم والبلعوم والقصبة الهوائية لتنتهي بالرئتين ثم الجسم. وأوصت بوضع توعية تعتمد على مخاطبة الجانب الوجداني والنفسي لدى المدخن - على شكل فلاشات مرئية ومسموعة خلال ساعات البث مصورة مستمرة.. أيضاً إيجاد بدائل لملأ الفراغ لأطفالنا وشبابنا.. والإسراع في فتح - مراكز الحي - أو ما أسمته البيت الكبير للحي وفتح مجال الأنشطة المختلفة رياضية واجتماعية وثقافية وفكرية بأحدث الوسائل للشباب والأطفال أولاداً وبنات بإشراف الأهالي. وعن مدى تأثير لقطات التدخين في وسائل الإعلام عبر الأفلام في جذب الشباب إلى التدخين ترى الأستاذة نوال بخش أن لقطات التدخين في وسائل الإعلام والأفلام لها دور مؤثر في جذب الشباب إلى التدخين مؤكدة أن المواقف التي تعرض أمامهم محفزة محببة له تعتمد على مخاطبة رغبة الإنسان في المتعة عن طريق العقل الباطن - يعني كما هي لحظات الحزن- أو التفكير العميق أو لحظة استرخاء واستمتاع أو لحظة إبراز سمات الرجولة والبطولة عند الرجل وأنها منتهى الأنوثة والجاذبية لدى المرأة ومكمل لجمالها ومظهرها العصري.. وهكذا. وقالت إنها وسائل دعائية مدفوع لها الملايين دون أن نشعر بأنها موجهة لنا.. دعيني أقول لك حقيقة عرفتها منذ سنوات عندما كنت في أمريكا للدراسة في حلقة نقاش حول وسائل الدعاية للسجائر بأساليب وسواسية شيطانية (كان في التليفزيون) وإجابة لسؤال عن أذكى الأساليب وأنجحها، منها تصوري أنهم وأثناء عرض الدعاية عن الآيسكريم والمسليات والأفلام القادمة والحلويات وعلى نفس الشريط يدخلون - سلايدات - للدعاية عن السجائر بأسلوب خفي - يدخل إلى فكر الإنسان كوسواس الشيطان وذلك لإغراء المشاهد لها ودون وعي منه ليتجه لإشعال سيجارة هي في الواقع لا ترى بالعين المجردة على الفيلم لقصرها وسرعتها ولكن يلتقطها العقل الباطن في اللاشعور ويحرك الرغبة في وجدان المتابع للإعلان دون أن يلاحظ أن هناك من يدفعه إلى ذلك إطلاقاً ويستجيب لتلك الدعوة بالتدخين دون وعي منه إلى أن هناك من دعاه ودفعه أو ذكره بالسيجارة.. (إنه الوسواس الخناس من الجنة والناس).