رومانسية الأزواج.. كل زوجين في بداية حياتهما الزوجية يغرقان في أحلام الرومانسية الحالمة، ويسرفان في التحليق في فضائها ويرسمان لوحة من الأزاهير تزينها كلمات الهيام والغرام ولوعة الحرمان، ويبدأ كل طرف في بث الآخر شكواه وكأنهما في مجلس شهر زاد وشهريار، أو كأنهما هما.. يزوران أشهر مطاعم البلد ويأكلان من ألذ ما تجود به.. وبعد فترة وعندما تغرب شمس النهار ويغيب قمر الليل عن سماء العروسين يسأل الزوج عن بعض حقوقه، فلا يجد جوابا عند شهرزاد حياته إلا ما الذي غيرك؟ فعندما يطلبها أن تعد وجبة بيدها الناعمة، فترد ولماذا هذه المطاعم منتشرة ؟ فعندما يسألها أن تنفض الغبار عن جدران المنزل فترد وأين الشغالة أم أنك أحضرتني عندك خادمة ؟ فيحل الخصام بدل السلام ويختفي عسل الكلام ليحل بدلا عنه الزعل، والهجران وشيئاً فشيئاً حتى يصلا إلى مفترق الطرق واستحالة العيش بين الطرفين. ترى في ظنكم من كان السبب في ضياع حقوقه الرجل أم المرأة؟ * جفاف المشاعر: أحيانا يشكو أحدكم من تجهم فلان حين يقابله أو برودة مشاعر فلان خاصة إذا كان اللقاء بعد فترة من الزمن لم يلتقيا فيها أو غياب الابتسامة عن محيا فلان من الناس حتى أنه لم ير مبتسماً يوما، الشكوى من جفا المشاعر عند بعض الناس تثير الأسئلة عندي خاصة ونحن نعرف أن الدين جاء ليغرس في نفوسنا المحامد من الأقوال والأفعال - فالكلمة الطيبة صدقة.. وتبسمك في وجه أخيك صدقة.. وأمرنا بإفشاء السلام بيننا وأن المؤمن لا يكمل إيمانه إلا بمحبته إخوانه.. لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.. ألا أدلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم. ولأن الرسول جاء ليتمم محاسن الأخلاق فقد أوصانا بقوله.. ولا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق! أبعد هذا الكلام يعقل لأحدنا أن يبخل على الناس بكلمة طيبة ووجه بشوش وخلق كريم ؟ أيعقل ونحن أبناء دين عظيم ؟ * أبناء الشهداء: كلنا تابعنا خلال الأيام العصيبة الماضية كيف استبسل جنود الوطن البواسل في الذود عن حمى الوطن. فقدموا من أجله الغالي والرخيص وحملوا على أكفهم أرواحهم رخيصة فدكوا حصون الإرهاب واخمدوا نار الفتنة التي حاول خوارج هذا الزمان إيقادها.. وكان قدر بعض الجنود ورجال الأمن أن ينالوا كرم الشهادة لتذهب أرواحهم نقية طاهرة لخالقها وتبقى أسماؤهم وذكراهم وتضحياتهم خالدة ذكرى عطرة كلما هبت أنسام الوطن الحبيب ذكرناهم ودعونا لهم.. ولأن شهداء الوطن والواجب رحلوا وبعضهم قد ترك خلفه أبناء وأسراً فأتمنى على الجهات المعنية أن تفكر في وضع إشارة ما في هوياتهم توضح أنهم أبناء الشهيد فلان لكي يحظوا بالعناية والرعاية أينما حلوا أو رحلوا، فقد يغلب النسيان على ذاكرة البشر فيصطدم الأبناء بمعوقات وهم في أمس الحاجة للحنان والعرفان.