ليس أقسى على الإنسان من أن يظل تائها في دروب الحيرة منتظرا شيئاً لا يعلم مدى مجيئه من عدمه.. منتظرا ذلك المجهول الذي طالما أضناه انتظار... كم رائع أن يبدي الإنسان بما في قلبه لمن هم حوله... يتقاسم معهم لذيذ الكلمات ويعايش حياتهم وأقدارهم.. ولكن من الصعب أن يبوح الإنسان بمايختلج في قلبه من مشاعر تجاه من تحمله هذه المشاعر على عرشها... إن ما يتعب حقاً هو فقدان إحساس الآخرين بك... وعدم استطاعتك إيصال مشاعرك الصادقة تجاه من تحب... فصعب جداً أن تعيش الحياة بمفردك لابد من شخص آخر يفهمك ويقدرك... ويحترمك... ولكن أخشى ألا يقدر مشاعر من أحبهم أو لا يهبوها حجمها.. أو بالأصح يفهمون تلك المشاعر عكس مضمونها... وهذا ما أخافه... فهل يا ترى أبوح بما في صدري أوألوذ بالصمت على أحاسيسي... ولك الإنسان عندما يكون يعي ماذا يريد يشعر بأن الآخرين يفهمون ما هو يريده... فهل يا ترى هذا صحيح...؟! الخوف من كل شيء آت قد ألبس بالغموض وألوان باهتة... فكم للنظرة من معنى... وللابتسامة أشمل بعثرة وتبقى للحيرة السيطرة على الموقف... ويظل ذلك الإنسان يتخبط في شرايين وأوردة من أحبهم ليعلم ماذا وراء الكواليس...؟؟!!