بدأت الحركة الرياضية في المنطقة الوسطى في عقد الستينات الهجرية من القرن الماضي وكان ذلك عبر فريق (الموظفين) (أول جيل مارس كرة القدم بالمنطقة الوسطى) في تلك الأيام الخوالي حيث شكل (الموظفين) بداية انطلاق الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى الذي تزعمه الراحلان محمد الصايغ وحمزة جعلي - رحمهما الله - وبمرور الأيام حدثت أول عملية انقسام بين فريق (الموظفين) مع الشيخ عبدالرحمن بن سعيد عندما أسس فريق شباب الرياض البلدي (الشباب حالياً) عام 1367ه وتزعمه عشرة أعوام متتالية.. ومع تأسيس شيخ الأندية تراجع (الموظفين) وتوارى حتى اندثر.. وبقي الشباب وحيداً يرتع في الساحة الرياضية. وتكرر السيناريو بانفصال (شيخ الرياضيين) مع مجموعة من اللاعبين ليشكل فريقاً آخر أسماه (الأولمبي) وتحول للهلال بأمر من جلالة الملك سعود - طيب الله ثراه - فبدأ تنافس (الشقيقان) منذ تلك الحادثة حتى يومنا هذا. (الجزيرة) وكعادتها.. تحرص دائماً أن تكون مع الحدث وبمناسبة نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين الذي يجمع فريقي الشباب والهلال نستعرض جانباً من تاريخ هذين الناديين العريقين نتناولها عبر الأحداث التالية.. البداية في الستينيات * انطلقت الرياضة في المنطقة الوسطى في حقبة الستينيات الهجرية من القرن الفائت.. عبر فريق الموظفين الذي كان يعد أول فريق رياضي يمارس كرة القدم بمنطقة الرياض وقد ضم هذا الفريق عدداً من موظفي الدولة ومنهم محمد الصايغ وحمزة جعلي - رحمهما الله - ويوسف عابد وعبدالله أخضر وأحمد صايغ ومحمد أمين وغيرهم من الموظفين الذين كانوا يشبعون رغباتهم الرياضية عصر كل يوم جمعة في أرض تم تجهيزها وتخطيطها لتصبح ملعباً للموظفين بجوار شركة الكهرباء بحي الملز. * تزعم الفريق كل من الشيخ حمزة جعلي ومحمد عبدالله الصايغ.. ثم بعد ذلك انضم إليهما الشيخ عبدالرحمن بن سعيد وعبدالله بن أحمد وصالح ظفران وأصبح (الموظفين) يضم عدداً كبيراً من اللاعبين وظل يمارس اللعب كل يوم جمعة وبمرور الأيام أصبح يضم عدداً ضخماً من اللاعبين. وفي أحد الأيام حصل خلاف بين حمزة جعلي وفؤاد صايغ أدى ذلك لحدوث عملية الانفصال الأول عام 1367ه ليعلن ولادة فريق شباب الرياض البلدي وترأسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد الذي يعتبر مؤسسه الأول وباني قواعده. (الموظفون) دعموا الشباب * انضم مع مؤسس الشباب (أبو مساعد) عدد من الموظفين نظراً للكثافة العددية لهذا الفريق وجاءت عملية الانفصال الأولى فرصة سانحة لمن لم يجد فرصة في اللعب مع الموظفين فقد انضم معه كل من عبدالله بن أحمد وصالح ظفران ومحمد إبراهيم مكي وعبدالحميد مشخص ومحمد أحمد صايغ وهكذا نجح ابن سعيد في بناء فريق دعمه بكل قوة وحماس حتى انه بدأ التنافس يبلغ درجة من التعصب بين فريقي (الموظفين وشباب الرياض) شيئاً فشيئاً حتى خرج عن إطاره المألوف فصدر قرار بمنع مزاولة الرياضة بالمنطقة الوسطى، فتفكك فريق (الموظفين) وتشتت لاعبوه فقد انضم بعضهم لشيخ الأندية وآخرون تركوا الكرة نهائياً فانحل (الموظفين) وبقي شباب الرياض صلداً وشامخاً في الساحة وحيداً حتى تأسس فريق أهلي الرياض (الرياض عام 1373ه) فدخل مع شيخ الأندية في حلبة الصراع والتنافس المثير باعتبار أنهما الوحيدان في الساحة آنذاك. الريادة «لابن سعيد» * لعب الشيخ عبدالرحمن بن سعيد دوراً ريادياً في دعم الفريق الشبابي في بداياته التأسيسية وتجلى ذلك في توفير كافة المستلزمات المطلوبة للفريق وللاعبين من ملابس وأحذية ومبالغ للصرف لمسح أرضية الملعب وتخطيطه ورشه بالماء فضلاً عن توفير الشاي والقهوة والتموين الغذائي من تمور وغيرها في صورة كشفت وبجلاء إخلاص وتضحيات أبو مساعد لخدمة الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى. كأس السكة شبابية * أما أول مباراة كسب فيها الشباب أول كأس فكان عام 1372ه عندما طلب فريق السكة الحديدية إقامة مباراة مع فريق شباب الرياض على كأس رمزي قدمته (السكة) وفاز الشباب ب 7- 0 وإزاء ذلك ظفر شيخ الأندية بأول كأس في أول مباراة له وأصبح اسم الشباب مشهوراً في منطقة الرياض. الانقسام الثاني * وفي المقابل حصل الانقسام الثاني عام 1377ه الذي أعلن فيه ولادة فريق الأولمبي (الهلال حالياً) على يد رائد الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى عبدالرحمن بن سعيد. وجاء هذا الانقسام بسبب 3 لاعبين هم مهدي بن علي وسيد سالم ودحمان سلوم اختلف حولهم ابن سعيد وابن أحمد في الوقت الذي كان فيه أبو مساعد يعزم على تأسيس نادٍ آخر على غرار الشباب، فشكلت هذه الحادثة نقطة تحول لصالح رياضة الوسطى عندما تم تأسيس الأولمبي على يد ابن سعيد، وقد تحول بأمر من جلالة الملك سعود - طيب الله ثراه - ليحمل اسم الهلال بشعاره الحالي الأزرق والأبيض ومن أشهر اللاعبين الذين انضموا مع (المؤسس) مبارك العبد الكريم وناصر بن موزان وصالح أمان وزرنكي ومهدي بن علي.وعند انتقال ابن سعيد ليتزعم فريقه الجديد (الأولمبي) فقد الشباب أبرز داعميه خصوصاً وأنه كان يقوم بدفع قيمة إيجار مقره بجوار مقبرة شلقا في حوطة خالد. ابن أحمد خلف المؤسس * تزعم ابن أحمد رئاسة الشباب خلفاً للمؤسس وقد تحمل أعباء ومصاريف النادي بجهوده الذاتية، ولقد كان (أبو فهد) يحول مرتبه الشهري لصندوق الشباب وكان يبلغ آنذاك (409 ريالات) ونفس الكلام للعم صالح ظفران الذي كان يطلق عليه لقب (الخزينة الشبابية)، كذلك الشيخ عبدالله التويجري حيث كانوا يتكفلون برواتب اللاعبين السودانيين وأبرزهم جربان - ويوسف دينمو - السر سالم - حمزة دينمو، وهؤلاء استعان بهم ابن أحمد من المنطقة الغربية محترفين ومتفرغين وبخاصة جربان الذي يعد أول مدرب أجنبي يشرف على تدريب الشباب. «أبو مساعد» تزعم أول مجلس إدارة * في البداية التأسيسية للحركة الشبابية لم يكن هناك تشكيل رسمي لمجلس الإدارة.. على اعتبار أن الأندية لم تكن مصنفة رسمياً أو مدرجة تحت إشراف جهة تدعم حركة الأندية آنذاك، وإزاء ذلك بدأ أول مجلس إدارة لنادي الشباب مكوناً من المؤسس عبدالرحمن بن سعيد وعبدالله أحمد ومحمد أحمد صايغ وصالح ظفران ومحمد إبراهيم مكي.. ثم انضم عبدالله بن أحمد الذي كان مساعداً لشيخ الرياضيين وكان ابن أحمد يقول: رئاسة الشباب في حال سفر الرئيس للمنطقة الغربية لظروف عمله ما بين الحين والآخر.. ثم عبدالحميد مشخص وعبدالله التويجري وإبراهيم مديني وخضر خطيب وعبدالعزيز بن حسين وهم من كبار موظفي وزارة الزراعة آنذاك. القرعة حسمت اسم الشباب * عندما انفصل فريق شباب الرياض البلدي عن فريق (الموظفين) اجتمع مجموعة من اللاعبين بقيادة أبو مساعد وناقشوا فكرة اختيار اسم الفريق الجديد ودارت بعض الاحتجاجات داخل الكراج الذي كان يشرف عليه محمد إبراهيم مكي، وكان مسؤولاً عن كراج سمو الأميرة العنود بنت عبدالعزيز ويعمل سائقاً لسيارة (بوكس) يحمل بداخلها اللاعبين من البلد إلى الملعب الواقع بحي الملز وتحول كراج الأميرة العنود إلى مكان دائم لاجتماع اللاعبين المنفصلين عن (الموظفين) (فرقة ابن سعيد) وقد انحصرت الآراء بين (4) أسماء (شباب الرياض - الاتحاد - الأهلي - الوحدة)، ولحرص ابن سعيد على اختيار اسم جديد شهد الاجتماع جدلاً حول اختيار اسم، فقد اقترح أبناء المنطقة الغربية محمد أحمد صايغ وحامد نزهت اختيار اسم الاتحاد أو الأهلي أو الوحدة تيمناً بفرق الغربية، بيد أن القرعة حسمت هذا الجدل باختيار اسم شباب الرياض البلدي. «ظفران »اختار أول شعار للشباب * أما قصة الشعار الشبابي فقد كان بطل شعاره الأول الشيخ صالح ظفران -رحمه الله- رجل الحركة التأسيسية الثالث لشيخ الأندية الذي اقترح اختيار الشعار المكون من اللونين الأخضر والأبيض - الذي كان يمثل شعار الوطن فقد اتفق الجميع برئاسة الشيخ عبدالرحمن بن سعيد في الاجتماع الذي عقد في كراج سيارات صاحبة السمو الملكي الأميرة العنود بنت عبدالعزيز واستمر الشباب بهذا الشعار حتى عام 1388ه حيث تم دمجه مع نجمه الرياض وحمل الشعار الأزرق والبرتقالي وتحول لشعاره الحالي الأسود والأبيض في النصف الأول من عقد التسعينات في عهد رئاسة الأمير الراحل فهد بن ناصر - رحمه الله -. الأولمبي تحول للهلال بأمر ملكي! * أما حكاية تغيير اسم الأولمبي ليصبح (الهلال) فقد كانت في منتصف عام 1377ه حيث أقيمت أول مباراة ثنائية جمعت ثنائي الأولمبي والشباب ضد ثنائي أهلي الرياض والكوكب في مباراة سأل الملك سعود - رحمه الله - عن أسماء الفرق المتبارية فعرف أسماءها وعندما جاء اسم الأولمبي تساءل - رحمه الله - لماذا لا يغير هذا الاسم إلى اسم عربي فأمر محمد الصايغ بضرورة إبلاغ إدارة النادي لتغييره ورفع لجلالته 3 أسماء هي (اليمامة - الوحدة - الهلال) فشطب على الاسمين الأوليين وأبقى الاسم الثالث الهلال. أول دوري * التقى الشباب والهلال في أول نهائي (كأس بطولة المنطقة الوسطى) حينما نظمت اللجنة الرياضية بوزارة المعارف عام 1380ه أول دوري رسمي يقام بالمنطقة الوسطى حيث تقابل الفريقان على ملعب الصايغ بالرياض كأول مواجهة رسمية تجمع الشقيقين الشباب والهلال في تاريخهما، حيث شهدت هذه المواجهة التاريخية كثافة جماهيرية حتى إن التذاكر نفدت لأول مرة وكسب الشباب المباراة ب 3- صفر وحقق بطولة الوسطى وسلم معالي الأستاذ عبدالوهاب عبدالواسع الكأس لشيخ الأندية - إذ كان يشغل آنذاك منصب وكيل وزارة المعارف. أسماء في الذاكرة * ضم شيخ الأندية في صفوفه نجوماً وأسماء لامعة، ففي السبعينات الهجرية برز اسم صالح أمان ومبارك العبدالكريم ومهدي بن علي (اللذين انتقلا للهلال) كما برز اسم صالح عدني وأحمد حريري وعزيز مفتي ومساعد حيثيمي ومحمد جمعة الحربي وفي الثمانينات تجلى اسم نادر العيد ونادر الحسن وصالح العميل وفيصل بكر، وفي الحقبة التسعينية برز اسم الصاروخ وتحسين وخالد سرور والصومالي وعبدالله آل الشيخ في حين ضم (الزعيم) في الخارطة الزرقاء أسماء فذة يتقدمهم الأسطورة مبارك العبدالكريم وسلطان بن مناحي وعبدالله سواء وابن موزان وفي الثمانينات تألق الكبش وزين العابدين والجمعان وابن نصيب «فهد»وفي التسعينات ظهر كل من سمير سلطان وسلطان بن نصيب وإبراهيم اليوسف وناجي عبدالمطلوب ومحسن بخيت وعبدالله بن عمرو والنعيمة وأسماء وأسماء تلألأت في سماء النجومية حين علا الشقيقان الشباب والهلال اللذان أثبتا بالفعل أنهما معين لا ينضب من النجوم وهذا ما اعتاده الفريقان على تقديم المواهب والأسماء المتميزة في كل عام في عصرنا الحالي. 81 ه (الهلال) فاز بأول كأس * ففي عام 1381ه دخلت أندية الرياض في دوري كرة القدم لأول مرة بعدما كان الدوري مقتصراً على أندية المنطقة الغربية في السبعينيات الهجرية، فنجح الهلال في الحصول على بطولة الوسطى ثم تأهل لنهائي الكأس ليلاقي بطل الغربية فريق الوحدة العملاق صاحب الخبرة الكبيرة والنجوم الفذة يتقدمهم الأسطورة عبدالرحمن الجعيد - رحمه الله - ودوش وحسن باز وسليمان مطر وسليمان وتمكن من الظفر بأول لقب في تاريخه على مستوى المملكة عندما كسب الوحدة في ملعب الصايغ 3-2 سجلها نجمه الراحل رجب خميس - رحمه الله - الأزرق أغلى لقب في تاريخه وقد مثل الهلال في هذه المباراة التاريخية كل من مهدي ناصر الموزان وصالح أمان ومحمود زرد وعبدالرحمن الأحمد (الدينمو) ومهدي بن علي والكوش والدبل وسلطان بن مناحي وحامد عباس ومبارك العبدالكريم كان يعد أول كابتن هلالي يرفع كأس الذهب في المسيرة الزرقاء.