تم مؤخراً تكريم الدكتور محمد بن علي الصامل من قبل طلابه ومحبيه بمناسبة حصوله على أعلى الدرجات العلمية (الأستاذية) وقد أثلج ذلك صدري وأسعدني كثيراً لما أكنه له من محبة وتقدير وإنه من باب إسداء الشكر لأهله ورداً للجميل ووفاءً لرواد المعروف وأربابه أمسكت قلمي كي أسطر بعضاً مما يجول في خاطري تجاه أستاذي القدير عبر هذه الجريدة الغالية التي عودتنا على الوفاء وشجعتنا على إحياء خصلة الشكر بيننا وسقيها بماء الوفاء وإسباغها على أهلها، وإن من أهلها دكتورنا الغالي محمد الصامل علامة البلاغة، والذي شَرُف لقب الأستاذية به كما شرفت بأن تتلمذت على يديه في جامعة الإمام العريقة إبَّان دراستي لمرحلة البكالوريوس في أروقة كلية اللغة العربية فكان نعم الأستاذ ونعم المربي ونعم الأخ.. غرس في قلوبنا محبته وترك في نفوسنا أثراً طيباً وذكرى عطرة فارضاً احترامه بتعامله الراقي وابتسامته الآسرة وكلمته الطيبة وشعوره الأخوي الصادق وتواضعه الجمّ تقابله لأول مرة فكأنه يعرفك من سنين عديدة باستقباله المتدفق محبة ونقاءً وصدقاً ووفاءً إنه قدوة في الخير وذو علمية فذة وطرح متميز وتدفق معلوماتي منقطع النظير، إذا حضرت له درساً فكأنك أمام بحر غزير تتمنى أن لو تغوص في أعماقه كيما تدرك لآلئه وتظفر بنصيب وافر من درره ومرجانه.. عرف -حفظه الله- قيمة العلم وأنه رافع لأهله مُعلٍ لقدرهم فأعطاه كل الاهتمام مع نية صادقة أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله فتسنم ذروته في علم هو من أعظم العلوم وأجلها إنه فن البلاغة والبيان. أستاذنا له بصماته الواضحة وأعماله المتميزة قد نال ثقة ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة فمثل الوطن في كثير من المؤتمرات والندوات واللجان فكان خير سفير ونعم الممثل إنه مثال للمواطن الصالح الذي يبني العقول والأخلاق ويوجه طلابه لما فيه الخير لهم ولبلادهم محذراً إياهم من الانجراف نحو دركات الفتن والانسياق وراء أرباب الأهواء ودهاقنة الضلال عرفته صاحب نفس طموحة تطاول عنان السماء فكأنه وضع نُصب عينيه حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (المؤمن القوي خير وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف) فأمدَّ المكتبة العربية بمؤلفات قيمة وكتب متميزة وألقى المحاضرات وناقش الرسائل العلمية وأشرف عليها وأعد البرامج وقدمها وله مواقفه السامية معي ومع زملائي ممن شرفوا بالتتلمذ على يديه لا يمكن أن تمحى من الذاكرة وسنظل مدينين له ما حيينا.. فمن أروع مواقفه والرائع عنده كثير كثير موقف حدثني به أحد زملائي ممن واصلوا دراستهم العليا فقال: كتبت بحثاً في المرحلة التمهيدية للماجستير في البلاغة وكان أستاذنا العلامة محمد الصامل هو المشرف عليَّ فيه فاستقى من بحثي المتواضع معلومة وضمَّنها بحثاً له تحول فيما بعد إلى كتاب مطبوع يتداول في المكتبات ولم يهضم حقي بل أشار إلى بحثي الذي استقى منه تلك المعلومة فكان ذلك مصدر شرف لي وسعادة وإكبار لهذا الشخص العظيم.. إنها المصداقية تتجلى في أبهى صورها فلله دره ما أكرم نفسه وما أكثر وأجمل نبله! وإني من خلال هذه الوسيلة الإعلامية المؤثرة جريدتنا الغالية الجزيرة لأدعو علامتنا البلاغي الكبير بتكثيف ظهوره الإعلامي والإسهام بآرائه الطيبة وعلميته الغزيرة وأفكاره النيرة وأن يحاول مشكوراً التحرر من القيود الإدارية والأعمال المكتبية خدمة للعلم وطلابه ونفعاً للمجتمع. وفي الختام يسعدني أن أهدي أستاذي محمد الصامل هذه الأبيات: من كل قلبي أزفُّ اللفظ تهنئة لصاحب الفضل والتقدير والأدب بنيل مجد هواه وهو مؤتلق وينثر السعد في مغناه بالرحب إليك دكتورنا تهفو مشاعرنا ويعذب اللفظ فيكم سيد الأُرُب مبارك من صميم القلب مبعثها تأتي إليك بلا مَنٍّ ولا كذب أبا عليٍّ سقاك الله مكرمة وزاد عزك عزاً دونما تعب فأقبل شعوري أخا الإيمان تكرمةً يرضيك مولاك في الجنات بالرتب مع الشكر الخالص لجريدة الجزيرة لإتاحتها الفرصة لقلمي لينثر حروفه عبر صفحاتها المضيئة. [email protected]