للتعليم دورٌ كبيرٌ في تعزيز مفهوم الانتماء الوطني وإرساء مفاهيمه.. ولا يتم ذلك إلا من خلال تطوير نظم التعليم وتربية وطنية واعدة وفعّالة ومنتظمة يتحقق من خلالها الإحساس والشعور بحب الوطن والإخلاص له وتجسيد تاريخ الوطن وحضارته والتفاني في سبيله والإقدام على التضحية من أجل استقراره وسلامته. ويمكن استثمار الأسرة والمدرسة في غرس مفاهيم الانتماء الوطني، وكذلك مادة التربية الوطنية في غرس حب الوطن والانتماء إليه والتضحية في سبيله وتهيئة الفرد ليكون عضواً نافعاً في بناء مجتمعه.. وهذه العناصر الأساسية ينبغي أن يغرسها الأب والأم والأسرة والمجتمع والمدرسة في نفوس الناشئة. ولا شك أن المدرسة هي المناخ والبيئة الخاصة لتربية النشء وإعدادهم ليعرفوا واجباتهم ويدركوا مسؤولياتهم لينشؤوا أقوياء. إن حب الاوطان جزء من التعبير عن الوفاء والإخلاص للوطن، وكذلك تنشئة أجيال مؤمنة بوطنها مقيمة على حبه.. ويترسخ حب الوطن في وجدان وضمير كل شاب منذ نشوئه صغيراً، حتى يكتمل نضجه ويدرك مسؤولياته على أحسن وجه. وينبغي أن تتضافر الجهود في سبيل خدمة الدين والأمة وخدمة الوطن ورفعته وعزته وكرامته وأمنه ورقيه وتنمية الإحساس بمشكلاته والاضطلاع بالدور الفعّال في بناء الحياة الاجتماعية وتوجيهها توجيهاً سليماً.. وكل فرد يشترك في الولاء له والذود عنه وحمايته والمحافظة عليه من أي عدو يستهدفه. ويجب تبصير الشباب بما لوطنهم من أمجاد إسلامية تليدة وحضارة إنسانية عريقة ومزايا جغرافية وطبيعية واقتصادية وما لمكانته من أهمية بين الأمم والحب له وترسيخ دعائم الوحدة والثبات؛ فهم يحملون هويته. والتربية الوطنية تنبعث من السياسة التعليمية التي تقوم وترتكز على الإسلام الذي تدين به الأمة عقيدة وعبادة وخلقاً وشريعة وحكماً ونظاماً متكاملاً للحياة، فالتربية الوطنية بمفهومها الشامل وأهدافها النبيلة هي حب الوطن والإخلاص له والاهتمام بتربية الاجيال وبناء نفوسها وصياغة وجدانها على القيم والمثل والتعاليم الإسلامية وتعزيز الروابط بين المواطنين وإرشادهم إلى استخدام هذه التقوية لبناء الوطن وخدمته في المجالات المختلفة وبناء الإنسان ورفع كفاءته ووعيه وتنمية قدرته واكسابه المهارات العقلية. وبالله التوفيق.