الحمد لله القائل {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}وقوله سبحانه {وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ} وقوله جل شأنه {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظ عَظِيمٍ} والصلاة والسلام على رسوله الصابر الأمين الذي صبر على المصائب إرضاء لربه حيث قال عليه السلام (إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا) أو كما قال عليه الصلاة والسلام. في يوم الاثنين الفائت 6-5-1426ه وبعد صلاة الفجر همس أخي الشيخ بندر الرباح في أذني خبرا مفزعا حيث قال: إن ابنكم وابن المدرسة قد اختاره الله إلى جواره الليلة البارحة بحادث دهس، فأسقط في يدي ولم أصدق في البداية ولكني استرجعت واستعذت من الشيطان وقلت آمنت بالقضاء والقدر ولله ما أخذ وله ما أعطى. أخي الحبيب أبو عبدالله.. أختي أم عبدالله: لا أدري هل أعزيكم أم أعزي نفسي.. هل أعزيكم أم أعزي مدرسته التي ترعرع فيها ونهل من علمها وحفظ الآيات فيها.. لكأني بالمدرسة وفصولها وجنباتها وفنائها تبكي حزنا على فراقه وتركه لها. إنني أقولها واثقا بالله عز وجل: أبشروا فلقد ربيتموه على حب القرآن الكريم وحفظه فدخلتم في الخيرية في قول إمامنا وسيدنا وقدوتنا (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). وإنني أرجو الله أن يكون عملكم وعفوكم خالصا لوجهه، وأن يكون شفيعا لكم يوم القيامة، وأن يخلف عليكم بخير منه، وأن يجعل الخير في إخوانه، كما أوصيكم ونفسي بتقوى الله في السر والعلن. أخي أبو عبدالله.. أختي أم عبدالله: كلماتي هذه خرجت من القلب قبل اللسان.. جعلنا الله وإياكم من المؤمنين بالقضاء والقدر، ومن الصابرين. ويسرني أن أهديكم هذه الأبيات للشيخ سلمان العودة في رثاء ابنه عبدالرحمن: وداعا حبيبي لا لقاء إلى الحشر وان كان في قلبي عليك لظى الجمر صبرت لأني لم أجد لي مخلصا إليك وما من حيلة لي سوى الصبر تراءاك عيني في السرير موشحا على وجهك المكدوم أوسمة الطهر براءة عينيك استثارت مشاعري وفاضت بأنهار من الدمع في شعري أرى فمك الحلو المعطر في فمي كما اعتدت هذا الحب من أول البر أراك جميلا رافلا في جزيرة بمعشبة فيحاء طيبة النشر فأصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي المعلمين وأبنائي الطلبة عامة وطلبة الصف الرابع خاصة أقدم أحرَّ التعازي وأصدق المواساة، وأسأل الله أن يجمعكم به في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء.. وحسن أولئك رفيقاً. وعزائي لجميع أهله وإخوانه وعائلتي الرباح والغانم. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }