قال الله تعالى:(ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين. الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون). مهما بلغ الانسان من عمر مديد.. ومال وفير.. وصحة متكاملة.. وجاه وتكبر.. فلابد له من الانتقال من دار الفناء الى دار البقاء.. مخلفا وراءه كل ملذات الحياة. وزخارف الدنيا. ورغد العيش. والأهل والأولاد.. وهذه سنة الله في خلقه ولا يبقى إلا وجه ربك ذو الجلال والإكرام.. ما أصعب الفراق عندما يغيب الوالد عن أسرته.. والحبيب عن حبيبته.. والرجل عن شريكة حياته.. والزوجة عن زوجها وأولادها.. في رحلة من تلك الرحلات الدنيوية لفترة لا تتجاوز الأيام أو الأشهر.. ولكن ما بالك إذا طالت تلك الغربة ولم يعد الأمل في عودة ذلك المسافر.. عندئذ هانت المصيبة إذا عُلم ان هذه إرادة الله وأنه قضاؤه الذي كتبه على بني البشر وغيرهم من سائر ذوي النفوس التي تسعى على ظهر هذه الأرض.. تحقيقا لقوله تعالى:(كل نفس ذائقة الموت..) الآية. وما قدره الله وقضاه على الفقيدة النزيهة الشريفة.. وماعانته من مرض خلال حياتها فصبرت وصابرت محتسبة ذلك الأجر عند الله.. لكأني بها تقول.. يا نفس اصبري.. متذكرة لقوله عليه الصلاة والسلام. . لا خير في بدن لا يمرض.. ولا في مال لا يصاب.. ولقوله.. أنين المريض تسبيح.. وحنينه تهليل.. ولقوله صلى الله عليه وسلم.. ما أصاب المسلم شيء إلا كان كفارة له.. وقد أخبر الله عباده.. أن الدنيا بلاء وانه مبتليهم فيها وأمرهم بالصبر ووعد الصابرين بقوله سبحانه وتعالى:(أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون). نحن في هذه الدنيا.. كنائم استظل تحت شجرة ثم راح وتركها.. فليس لأي مخلوق على وجه هذه البسيطة الا وسيأتي يومه الموعود.. وأجله المحدود الذي لا يتقدم عنه ولا يتأخر.. يقول الله تعالى:(إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون). إنني وعبر هذه الأسطر.. أشاطرك أخي عبدالله بن عبدالرحمن الجاسر وأولادك وكافة أسرتك وأسرة الفقيدة الحزن والأسى على ما قدره الله وقضاه برحيل حرمكم أم عبدالرحمن.. فالمصيبة عظيمة.. والخطب جلل.. ولكن ما الحيلة والأمر اليه سبحانه من قبل ومن بعد بقوله:(كل من عليها فان). فعظم الله أجر الجميع.. وأحسن العزاء.. وجبر المصيبة.. إني أعزيكم لا أني على ثقة من الحياة ولكن سنة الدين فلا المعزي بباق بعد تعزية ولا المعزى ولو عاشا الى حين وقيل أيضا: هو الدهر قد جربته وعرفته فصبراً على مكروهه وتجلدا وما الناس الا سابق ثم لاحق وآبق موت سوف يلحقه غدا ودعاؤنا الى الله العلي القدير.. ان يتغمد الفقيدة الراحلة.. (البندري).. بواسع رحمته.. ويمطر على قبرها شآبيب رحمته.. ويلهمكم وأسرتها الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. أخوك عبدالعزيز بن عبدالله السليمان الحميد