عبر وطن ومواطن نورد هنا كثيراً من آمالنا وطموحاتنا، ولعل صدر (الجزيرة) المتسع لهمومنا، هو ما يشجعنا على الكتابة دائماً. حظيت عقلة الصقور قبل سنوات قليلة بافتتاح كلية المجتمع التي يتهافت عليها الكثير من بنات المنطقة أملهن إكمال دراستهن، ثم البحث عن فرص عمل مناسبة تتناسب مع طموحات الفتاة السعودية. كان يحدوهن الأمل أن يخدمن في مدارس قطاع عقلة الصقور.. تلك المنطقة المترامية الأطراف، التي يصعب على غير سكانها التردد إليها من مسافات بعيدة. ولعل تجربة المنطقة في تردد المعلمات من مسافات بعيدة كانت وما زالت تجربة مريرة، كان ضحيتها الكثير من المدارس في عدم وصول المعلمات بشكل يومي للمدارس، إضافة إلى عدم الإنتاجية المطلوبة بسبب الإرهاق والتعب من السفر. كل هذه العوامل السابقة جعلت من الضروري افتتاح كلية تخدم تلك المدارس في التعيينات، ثم جاءت كلية المجتمع لتسد المكان كمسمى كلية، دون أن تخدم القطاع بما كان المأمول.. فقد خرَّجت الدفعة الأولى قبل عام، وأعادتهن للبيوت كغيرهن ممن لم يواصلن قطار التعليم.. وكانت الحجة في عدم التعيين بأن هذه الكلية غير تربوية، وأن خريجاتها يخدمن في وظائف أخرى غير التعليم. وهنا تأتي الحاجة الملحة لأن تتحوَّل هذه الكلية إلى كلية تربية، لتكون مصدر إشعاع وخدمة لمدارس البنات في هذا القطاع، الذي هو في أمسّ حاجة عن غيره بسب بُعده عن المدن الرئيسة في المنطقة. والجميع هنا يؤكد أن المدارس لن تستقر إلا حال قيام بنات المنطقة بالتدريس فيها، وهذا ليس قصوراً في المعلمات اللاتي يترددن من أماكن بعيدة.. لكنه الواقع الذي نعيشه، الذي يصعب معه التردد من بعيد، وبنات المنطقة لن يقمن بالتدريس طبعاً، دون تحويل هذه الكلية إلى كلية تربية، وأملنا عبر (الجزيرة) في المسؤولين أن ينظروا لهذه المنطقة بروية، لنواكب هذا التّطور التعليمي الذي يعيشه بلدنا المبارك في ظل هذه الحكومة المباركة.. وتقبلوا فائق التحية. صالح بن محمد الحربي /عقلة الصقور