* المدينةالمنورة - مروان عمر قصاص - تصوير بندر الأحمدي: تشهد أسواقنا هذه الأيام حركة كبيرة لاستقبال منتجات النخيل حيث تشتهر العديد من مناطق المملكة بزراعة النخيل ويقال: إن أصل النخيل يرجع إلى منطقة البحرين وشبه الجزيرة، كما كان يُزرع على شواطىء نهري دجلة والفرات في العراق منذ حوالي أربعة آلاف سنة، وتعتبر العراق والسعودية والبحرين والإمارات ومصر والسودان وتونس والجزائر وكاليفورنيا بالولايات المتحدةالأمريكية من المناطق الشهيرة بزراعة النخيل وإنتاج التمور. وارتبط التمر بوجدان المسلمين، خصوصاً في رمضان حيث يحرصون على الاقتداء بسنة المصطفى- صلى الله عليه وسلم- في إفطاره على التمر ولهذا فإن زراعة التمور وصناعتها تعتبر جزءاً مهماً من النشاط الاقتصادي في المملكة الذي حظي بدعم من الدولة التي تقدم القروض والإعانات لمزارعي النخيل. وتذكر الإحصائيات أن الإنتاج العالمي للتمور يبلغ ثلاثة ملايين ومائتين وتسعة عشر ألف طن سنوياً، نصيب المملكة خمسمائة وثمانية وستون ألف طن تمثل 17.6% من الإنتاج العالمي. ويوجد بالمملكة - حسب تقديرات وزارة الزراعة والمياه قبل سنوات (18.2) مليون نخلة . وقد قامت على منتجات التمور صناعة متطورة حيث يتم تصنيع التمور وحفظها بعدة طرق ويبلغ عدد مصانع التمور المرخصة بالمملكة قرابة الخمسين مصنعا غالبيتها تقوم بأعمال التعبئة مفردة أو مكبوسة أو منزوعة النوى أو محشوة باللوز أو مغطاة بالسمسم، وهناك منتجات فاخرة منها التمر المحشو باللوزيات وعجينة التمر وشيكولاتة التمر وعسل التمر (الدبس) والسكر السائل وإنتاج خميرة الخبز ومسحوق التمر سريع الذوبان والحلوى البكتينية والحلوى الجيلاتينية وأصابع حلوى التمر. ويقول المزارع - ضيف الله العلوي أن الإقبال على التمور في العصر الحالي أصبح للتذوق بعد أن كان التمر غذاء للجميع حيث تمتلئ أسواقنا بالعديد من أنواع الفواكه التي تنافس التمر وأصبح الباحثون عن التمر يبحثون عن النوعيات الفاخرة وهو ما أدى الى اجتثاث النوعيات الرديئة حيث يحرص المزارعون على زراعة النوعيات المميزة والمطلوبة، ومنها في المدينةالمنورة العنبرة والعجوة والبيض والشلبي وغيرها التي تساهم في رفع قيمة المزرعة وقيمة بيع صيفها. ويرى العلوي أن الإقبال يتدنى على التمر مقارنة بالعقود الماضية حيث كان التمر غذاء رئيسيا مشيرا إلى تقارير علمية تؤكد تراجع معدلات استهلاك الفرد للتمر في المملكة إلا أن معدل الاستهلاك بالريف يبقى أعلى نسبياً من المدن. وتشتهر المدينةالمنورة بنوعيات من التمور والرطب منها العجوة التي تتميز بكونها الأقل في السعرات الحرارية والعنبره والصفاوي والحلوة والبيض والبرني إضافة إلى أجود أنواع الرطب ومنه الروثانة والحلية. وتتميز منطقة القصيم بتمور السكري الجيدة تتميز لصنف وينتشر إنتاج تمور الخلاص في محافظات الإحساء وساجر ووادي الدواسر ونجران، وتؤكد العديد من التقارير الطبية العلمية الفوائد العديدة للتمر حيث يصفه الكثيرون كعلاج لمرض نقص البوتاسيوم لاحتوائه على كميات كبيرة من البوتاسيوم، كما يستخدم التمر كغذاء مفيد للحوامل وكعنصر يساهم في تسهيل عملية وغير ذلك من الفوائد، كما يتميز التمر بقيمة غذائية عالية حيث يعتبر من الأغذية المثالية لاحتوائه على العديد من المواد المفيدة، ومنها الألياف والسكريات والبروتينات كما يحتوي على مجموعة من الفيتامينات خصوصاً فيتامين (أ) و (ج) وشيء من فيتامينات (ب) ويحتوي كذلك على جملة من المعادن . وخلال هذه الفترة شهدت أسواق التمور والرطب بالمدينةالمنورة بدء نزول منتجاتها من الرطب إلى الأسواق حيث تشهد المدينةالمنورة عقد صفقات مالية كبيرة تسمى ( بيع الصيوف ) جمع صيف وهو كناية عن بيع مزارع النخيل خلال فترة الصيف بما بها من ثمار النخيل التي تشتهر بها المدينةالمنورة وترتفع أسعار بعض المزارع إلى ما بين 50 و100 ألف ريال، وتصل أحيانا إلى المليون، وربما تتجاوز ذلك وفقا لمساحاتها وعدد نخيلها وجودة ثمرتها وهو ما يعرفه أهل الخبرة من التجار الذين يعرفون ماهية المزارع وجودتها بل إن العديد من المزارع القديمة لها زبائنها الدائمون منذ سنوات وعادة ما يكون الباحثون عن شراء الصيوف هم من تجار التمور المعروفين بالمدينة ويقدمون على شراء المزارع التي بها نخيل يثمر تمرا مميزا مثل العجوة والشلبي والمبروم والبرني والبيض. وبدأت أسواق الرطب بالمدينةالمنورة في استقبال البشائر لموسم هذا العام من الرطب وهي نوعيات عرفت بسرعة نزولها إلى الأسواق، ومنها لون مساعد والربيعة وبرني العيص وغيرها وعادة ما يتم بيعها في بداية الموسم بأسعار مرتفعة نسبيا تصل إلى 20 ريالا للعبوة سعة اثنين كيلو، ولكن أسعارها تتدنى إلى مستويات قياسية مع نزول الرطب المميز مثل الروثانة والبيض والبرني حيث يصل سعرها إلى ريال واحد. وتوقع الأستاذ - غازي العوفي أحد المزارعين في المنطقة ومن المهتمين بتجارة التمور أن تسجل الصيوف هذا العام أسعارا مرتفعة قياسا على العام الماضي تصل إلى ما بين 40% إلى 60 وأرجع العوفي ذلك إلى ارتفاع أسعار التمور الجيدة بسبب كثافة قدوم المعتمرين الذين يشترون كميات كبيرة من التمور الجيدة كهدايا عند عودتهم إلى أوطانهم وتتراوح أسعار التمور الجيدة إلى 70 ريالا للكيلو من العجوة وما بين 35- 45 ريالا للكيلو من العنبرة و15 ريالا للكيلو من الصفاوي. وتتميز أسواق الرطب بالمدينةالمنورة بطول فترة تشغيلها حيث تبدأ باستقبال منتجات التمور من القرى التابعة لمنطقة المدينةالمنورة ومنها اليتمة ووادي الصفراء والعيص التي تنضج منتجاتها من التمور بحكم ارتفاع درجات حرارتها قبل منتجات المدينةالمنورة وقبل انتهاء موسم الرطب المدينةالمنورة تبدأ أسواقها باستقبال منتجات تمور القصيم السكري والخلاص وغيرها التي تنزل في نهاية موسم الرطب في المدينةالمنورة، كما أن تمور خيبر وتيماء تواكب هذه الفترات وهو ما يساهم في إطالة عمر سوق التمور بالمدينة والتي تمتد إلى عدة شهور.