المعروف أن الجرائم الأمنية وأوكارها تكثر لدى بعض الأحياء الشعبية في أي مدينه كونها مكاناً خصباً لتلك الأفعال الشاذة والدنيئة لكثرة الأجانب الهاربين من نظام الإقامة ممن يقيمون في تلك الأحياء، ولاشك أن شيوع الجرائم المتنوعة يضعنا في حالة قلق واستغراب مما يحصل!. ونلاحظ أن تلك الحملات الأمنية الناجحة التي بدأت مؤخراً بقيادة رجال أمننا البواسل وفقهم الله أثبتت بالفعل أن بعض تلك الأحياء هي مصدر رئيسي لتلك الجرائم في كل مدينة، ويلاحظ أن مصدر بعض هذه الجرائم يكون من تلك الأحياء العشوائية والشعبية، لأنها مجمع للمتخلفين غير الملتزمين بنظام الإقامة والعمل ويشاركون بعضهم البعض في هذه الجرائم دون رقيب أو حسيب والتي من ضمنها قضايا المخدرات والسرقات وتصنيع الخمور وغيرها من القضايا الدخيلة على مجتمعنا التي باتت تهدد أمن المواطنين وأمن هذا البلد. ومسألة تنظيم تلك الأحياء الشعبية مسألة في غاية الأهمية، صحيح أن لتلك الحملات الأمنية دوراً فعالاً، ولكن إذا لم يتم تأهيل وتطوير تلك الأحياء فلن يتم القضاء على هذه المشكلة بشكل تام، ولهذه الأحياء سلبيات عديدة لأنها نظمت بشكل عشوائي وغير منظم وهي فضلاً عن ذلك تسيء إلى المظهر الحضاري العام للمدينة وتحتاج فعلياً إلى إعادة تنظيم وتأهيل من جميع النواحي التنظيمية والتنسيقية بعد الانتهاء من التمشيط الأمني لها، لأن الحملات الأمنية وحدها لا تكفي إذ سرعان ما تنتهي تلك الحملات فترجع بعض تلك الأحياء الشعبية إلى سابق عهدها في معدل الجرائم سواء عاجلاً أم آجلاً، ولكن إذا نظمت تلك الأحياء بتعاون بين كل من الأمانة ووزارة البلدية والشؤون القروية ستصبح أكثر نظاماً وأماناً بالإضافة إلى أهمية التشديد على الالتزام بأنظمة الإقامة للعامل لأن أغلب تلك المخالفات الأمنية والجرائم تأتي من هؤلاء المتخلفين الذين يجتمعون على الفساد ويتفقون فيما بينهم على كيفية استغلال بعض هذه الأحياء الشعبية في تيسير السبل المؤدية إلى ارتكاب الجرائم وتمويه رجال الأمن. لقد لاحظنا في الفترة الأخيرة أن الغالبية منهم من جنسيات الأفارقة والشرق آسيوية الذين جاءوا إلى هذه البلاد بتأشيرة حج أو عمرة واستقروا فيها بدون نظام إقامة لينشروا الفساد والعياذ بالله دون ضمير أو رادع مستغلين تأشيرة الدخول وتلك الأحياء القديمة للتخطيط لهذه العمليات الإجرامية. لقد نالت تلك الحملات الأمنية مؤخراً ارتياح العديد من المواطنين والمقيمين الذين أبدوا شعورهم وسعادتهم لتلك الحملات الجبارة في تطهير واكتشاف الأوكار الضالة واستئصالها وقد عبّروا عن تأييدهم لتلك الحملات بشدة على أمل الاستمرار بها، ولكن يبقى الدور الأهم بعد تلك الحملات التطهيرية من هؤلاء الذين لن ينالوا ولن يمسوا أمن هذا البلد، العمل على تنظيم تلك الأحياء وإعادة تأهيلها كأمر مهم جداً ليكون بلدنا بإذن الله آمنا مستقراً منعم بالرخاء والازدهار. وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يحفظ هذا البلد من كل سوء و مكروه إنه سميع مجيب الدعوات. البريد الالكتروني [email protected]