سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
(ناجي عبدالمطلوب).. النجم الذي عشق الأهلي ولعب للربيع وتألق مع الهلال والمنتخب يتذكر عبر ( الجزيرة ):(1-2) رائد الرياضة الأول ألغى أهلاويتي ونقلني للهلال.!
ضم فريق الهلال في حقبة التسعينات الهجرية أسماء لامعة ونجوماً بارعة ستظل محفورة في الذاكرة وأخاديد الزمن.. وبالتأكيد يأتي اسم مهاجمه اللامع ناجي عبدالمطلوب الذي ذاع صيته وعلا شأنه مع الكتيبة الزرقاء في تلك الأيام الخوالي.. يأتي في مقدمة هذه الأسماء الشهيرة التي تألقت بصورة أكثر فعالية في ميدان المنافسة. فقد بدأ حياته الرياضية مع فريق الربيع، أحد أندية الدرجة الثانية بالمنطقة الغربية ثم انتقل للعب في صفوف فريق الهلال بتأثير قوي ومباشر من رائد الحركة الرياضية الأول الأمير عبدالله الفيصل ( أطال الله عمره) الذي منحه تذكرة الانتقال إلى الهلال أوائل التسعينيات. وجاءت هذه الفرصة لتمنحه مزيداً من التألق مع المجموعة الزرقاء التي نجحت في إعادة هلال الثمانينات لمسار البطولات عندما انتزع الفريق بطولة الدوري لموسم عام 1397ه بعد غياب امتد ل13 عاماً كانت بالفعل فترة صعبة لعشاق الفن الأزرق. اشتهر ناجي طوال تاريخه مع الهلال بالخلق الرفيع والعطاء المتّقد، وكان ينازع نجوم الهلال على وهج الشهرة في خط المقدمة أمثال محسن بخيت وعبدالله بن عمر. استمر في ساحة الركض حتى عام 1400ه حيث ودع الكرة بعد عشرة أعوام قضاها في الملاعب كانت مليئة بالذكريات الجميلة والإنجازات المعتبرة للفريق الأرزق. استضفناه في حلقتين - اليوم وغيره -.. الحلقة الأولى نقلت أوراق مشاركته مع فريق الربيع وقصة انضمامه للهلال وأشياء أخرى في الحوار التالي: البداية بحي الرويس تفتحت عيناي على كرة القدم في أحد الأحياء الشعبية في مدينة جدة وتحديداً في حي الرويس، حيث كنت أزاول اللعب مع أبناء الجيران ثم اشتركنا بفريق الحي سمي ب(فريق الرويس) الذي كان يضم كل الفئات السنية أذكر منهم صلاح صالح وطالب الجريبي وسعد بركي وعبدالرحمن قهوجي، منهم من اتجه للعب لفريق الاتحاد وآخرون ذهبوا للأهلي.. وذلك في النصف الثاني من عقد الثمانينات.. وطبعاً كنت صغيرا في السن، وهؤلاء كانوا يكبرونني ب4 سنوات تقريباً.. وأذكر كان يتزعم فريق الحي دخيل الله حمدان الذي كان يدعمنا ويمدنا بالكورة والملابس ومن الحارة التحقت بصفوف فريق الربيع. الميول أهلاوية كانت ميولي الرياضية في تلك الفترة أهلاوية والحقيقة أن سر هذه الميول يكمن في أن أبناء الحي كانوا أهلاوية خصوصاً وأن علاقتي بهم تأصلت بعد انتقالي للدراسة بالمرحلة المتوسطة في المعهد النموذجي بجدة الذي كان مديره آنذاك الأستاذ عبدالله القمب.. والذي ترأس الأهلي في فترة من الفترات واتذكر أن المعهد كان التسجيل فيه صعباً لأنه يضم كبار أبناء العمد وغيرهم، وبحكم موهبتي الكروية ومشاهدة الأستاذ عبدالله القمب لمستواي في المرحلة الابتدائية طلب التحاقي بمواصلة الدراسة المتوسطة في المعهد تمهيداً لضمي للنادي الأهلي وبالفعل سجلت في المعهد وشاركت في دوري المدراس وظهرت موهبتي في خط الهجوم، ووجدت الفرصة لتمثيل منتخب المدارس رغم صغر سني، وجاء نجاحي في إظهار موهبتي وقدراتي التهديفية ليدفع مدير المعهد في الإلحاح بضرورة تسجيل بالنادي الأهلي إلا أن محاولاته باءت بالفشل. أبناء الحي قادوني للربيع! سجلت في نادي الربيع برغبة تولدت في جوانحي باعتبار أن السواد الأعظم من أبناء الحارة انضموا إليه في درجة الناشئين بحكم أنه كان قريباً من الحي طبعاً كان والدي يرفض الانضمام لأندية الاتحاد أو الأهلي نظراً لبعد المسافة والصعوبة للانتقال بسهولة سجلت في الربيع شبلاً أواخر عقد الثمانينيات الهجرية وكان معي زميلي اللاعب صالح الرابغي (أبرز لاعبي الفريق آنذاك).. بلا مقابل حيث كان يقع مقر النادي آنذاك في حي الرويس وبالمناسبة ضم هذه مجموعة من لاعبي الهلال البحري، لذا كان يطلق عليه لقب فريق البحارة لوجود عدد من اللاعبين الذين انضموا بعد الدمج عام 1388ه. فشل ذريع في المعهد النموذجي تعرفت على نجوم برزت في أنديتها فيما بعد أمثال نجم الأهلي سعد الهدار ومهاجم الهلال سعد المقبل، وكنا نشكل مجموعة متجانسة مع منتخب المدارس، وأذكر أننا نجحنا في الحصول على كأس دوري المدارس على مستوى المنطقة القريبة رغم وجود مدارس تضم لاعبين كباراً بمستواهم، وأتذكر جيداً أن الهدار حاول فتح موضوع تسجيل بالنادي الأهلي بعد فشل مدير المعهد المعروف بأهلاوية، إلا أنني كنت مصر على رأيي ومتمسك بموقفي معللاً ذلك برفض الوالد هذا الموضوع جملة وتفصيلاً. سيد صنع نجوميتي!! لعبت أول مباراة رسمية أمثل بها فريق الربيع شبلاً كانت ضد فريق الهلال البحري ضمن دوري المنطقة الغربية، وانتهى اللقاء لصالحنا 3- 1 وأتذكر أنني سجلت أول أهدافي في مشواري الرياضي مع الفريق، وكان مدربنا آنذاكر السوداني سيد مصطفى الذي أعتز به ويعود له الفضل بعد الله في بروزي ودعمي فنياً في بداياتي الرياضة. نجوم الربيع في تلك الحقبة كانت هناك مجموعة بارزة كم النجوم ضمها فريق الربيع خصوصاً بعد الدمج مع الهلال البحري ورضوى والسلام في فريق واحد باسم الثغر عام 1388ه تحول ليحل اسم الربيع.. ومن الأسماء الأبرز دخيل الله حمدان وصالح الرابغي وساعد رزق وسعود أبو عوف ومحمد عودة الشهير بلقب (فصفص)، وأسماء لا تحضرني الذاكرة الآن لسردهم.. ورغم أن الفريق كان يضم أسماء بارزة ومواهب جيدة إلا أن حظه أنه كان يقع في منطقة كانت تضم قطبي الغربية هما الاتحاد والأهلي. «أبو عوف» في ذاكرتي من الشخصيات الرياضة التي قدمت الكرة بالمنطقة الغربية وتحديداً نادي الربيع رئيسه آنذاك الأستاذ محمد عيد أبو عوف الذي قدم أدواراً وضحى بجهده وماله لخدمة هذا النادي العريق رغم محدودية الإمكانات وشح الموارد إلا أنه كان ينفق من جيبه ويدعمنا كثيراً وأبو عيد سيظل في ذاكراتي لأنه صاحب مواقف جميلة معي ومع بقية زملائي اللاعبين في تلك الأيام الخوالي. ارتاح ل(دخيل الله) بلا شك كنت أرتاح باللعب مع مهندس الوسط بفريق الربيع دخيل الله حمدان الذي كان يعتبر من اللاعبين البارزين في خط الوسط على مستوى المنطقة الغربية، فقد كان يعرف تحركاتي ويقرأ الملعب بصورة جيدة خاصة وأن معظم أهدافي التي سجلتها كانت من تمريراته السحرية والمحكمة. تجربة ناجحة أعتز كثيراً بتجربتي الكروية التي قضيتها مع فريق الثغر (الربيع) حالياً رغم أنها قصرة إلا أنني استفدت كثيراً خاصة وأنها فتحت لي آفاقاً للانضمام لمنتخب الناشئين ثم المنتخب الأول في دورة الخليج الثالثة بالكويت، فضلاً عن تشرفي بالانضمام لنادٍ عريق وكبير كنادي الهلال الذي مثلته قرابة تسع سنوات. الانضمام للهلال انضمامي للهلال جاء عن طريق الأمير عبدالله الفيصل - أطال الله عمره - ولهذا الانضمام قصة، فبعدما فشلت محاولات مدير المعهد النموذجي الأهلاوي عبدالله القمب كما أشرت آنفاً في إقناعي بالتسجيل في ناديه.. بلغ الخبر للأمير عبدالله الفيصل عن طريق بعض لاعبي الأهلي ومنهم عبدالرحمن بفلح وهشام بكر حيث أرسل سموه مندوباً في سيارة كاديلاك إلى الحي الذي أقطن فيه، وقابل مندوب الأمير عمدة الحي وبدوره اتجه لمنزلي برفقة مندوب الأمير وذهبت قصر سموه، وكان معي لاعب الأهلي بفلح وأتذكر عندما دخلت عليه - حفظه الله - بادرني بسؤال عن رغبة الأهلي في ضمي وأخبرته أن الأهلي نادٍ أتشرف باللعب فيه ولكنه يضم 3 فرق من زحمة النجوم والأسماء ومن الصعب أن أجد فرصتي في تمثيله.. وأكدت لسموه أنني أحب الأهلي كنادٍ جماهيري وصاحب تاريخ كبير.. فسألني قائلاً: هل ميولك اتحادية.. قلت: طال عمرك لا.. أنا أهلاوي، ولدي رغبة في اللعب في نادٍ كبير.. ولكن الوالد رفض هذه الفكرة لبعد موقع النادي عن البيت، قال: (بتجيك سيارة تأخذك للنادي وترجعك بعد نهاية التمارين وبنعطيك دباب).. طبعاً حاولت أن أجد مبرراً لأنني أدرك أن فرصة تمثيل اللعب صعبة وطلبت من سموه قبول اعتذاري عن هذا الطلب بحجة أنني أبحث عن فرصة اللعب لنادٍ خارج المنطقة بحثاً عن عملٍ عن طريق أحد الأندية التي سأنضم إليها. دعم رائد الرياضة وبالفعل طلب سموه نقلي للهلال بعدما أخبرته أنني أبحث عن عمل واللعب أيضاً لأحد الأندية الكبيرة خارج المنطقة خصوصاً وأن ظروفي الاجتماعية كانت تحتم عليّ البحث عن عمل بعد وفاة والدتي، فأنا ابنها الوحيد، ووالدي كان متزوجاً بأربع نساء.. والحقيقة أن الأمير عبدالله الفيصل - حفظه الله - قدّر ظروفي وأخبرني بأن هلال الرياض يريد ضمي، فقد كان هناك اتصال بين سموه الكريم والشيخ عبدالرحمن بن سعيد حول موضوع نقلي لناديه. طبعاً كان الانضمام لهلال الرياض حلماً كان يراودني باعتبار أنه صاحب بطولات وتاريخ ونجوم فضلاً عن قاعدته الجماهيرية العريضة على مستوى المنطقة الوسطى.. وأتذكر أن سموه الكريم عندما وافقت على الانتقال للهلال وشرطي بأن يؤمن لي وظيفة ويؤمن لي تذاكر السفر للرياض ومنحني مبلغ (5 آلاف ريال) وأذكر أنه قال أنت موهبة أتوقع بروزك ونجاحك مع الهلال ولا أنسى دعمه لي استمر حتى بعد انتقالي للهلال حيث كان الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (مؤسس الهلال) يخبرني بأن سموه كان دائم السؤال عني لذا سأظل أدين لرائد الرياضة السعودية الأول بالشيء الكثير والكثير في حياتي الرياضية. الهلاليون أكرموني أتذكر جيداً عندما سافرت لأول مرة للرياض عن طريق الأمير عبدالله الفيصل - أطال الله عمره وكساه ثوب الصحة والعافية - حيث سافرت عصراً بالطائرة واستقبلني في المطار رجال الهلال الأمير هذلول بن عبدالعزيز - حفظه الله - والأمير مقرن بن سعود ومؤسس النادي الشيخ عبدالرحمن بن سعيد، حيث اصطحبوني إلى مقر النادي بشارع العصارات.. وأذكر أن النادي كان تقام فيه مباراة نهائي كرة السلة بين الهلال والشباب.. والشباب معروف بشهرته في هذه اللعبة التي يقودها الأسطورة سعد خيرالله - رحمه الله - وكسب الهلال النهائي فكان فأل خير على الهلايون هذا الإنجاز طبعاً تكفل الأمير هذلول بمتابعة مصاريف السكن، وابن سعيد كان يتلقى الاتصالات ما بين الفينة والأخرى من رائد الرياضة الذي كان حريصاً على متابعتي.. والحقيقة إن انتقالي للهلال عن طريقه - حفظه الله - يجسد أهتمامه بأبنائه اللاعبين وحرصه على بروز المواهب وتهيئة سبل النجاح حتى لو كان النادي غير الذي ينتمي له سموه الكريم، أيضاً يؤكد تعمق العلاقة التي كانت تربطه - أطال الله عمره - بشيخ الرياضيين، ولا غرابة من ذلك فابن سعيد له أفضال في تاريخ النادي الأهلي والكل يعرف ما قدمه أبو مساعد لهذه المسيرة في سنة من السنوات بعدما كاد أن ينحل الأهلي لولا الله ثم جهوده.. ومن هذا المنطلق تبلورت العلاقة في إطار جيد يهدف لخدمة الحركة الرياضية بغض النظر عن الميول. ***** الأسبوع القادم ويواصل نجم هلال التسعينيات ناجي عبدالمطلوب دفة حديثه عن ذكرياته في دورة الخليج الثالثة بالكويت.. ويكشف سر عودة الأزرق للبطولات بعد غياب طويل امتد ل13 عاماً من الحرمان.. كما يتناول قصة التنافس بين قطبي الوسطى الهلال والنصر الذي بلغ بذورته في تلك الحقبة وأشياء وأشياء يتحدث عنها الضيف مدعمة بالصورة التاريخية القديمة. **** السيرة الذاتية للضيف * الاسم: ناجي عبدالمطلوب أمان بن ساعد. * تاريخ الميلاد: من مواليد السبعينيات الهجرية. * الحالة الاجتماعية: متزوج وأب لكلٍّ من: نواق (22 عاماً) ومون (17 عاماً) ومبارك (15 عاماً) و(بنتين). * المهنة: موظف في المستشفى العسكري بالرياض. **** تأثرت «بالغراب» وشدني «البكر» * تأثرت في بداياتي الرياتضة بأسطورة الثمانينيات النجم الفذ سعيد غراب الذي كان أشبه بالظاهرة الكروية في زمانه، فهذا اللاعب كان يجمع مقومات وأدوات البروز والنجاح في ميدان الكرة من مهارة وقوة التصويب وذكائه الحاد داخل المنطقة الجزائية.. ولا أنسى أيضاً نجم الاتحاد في خط وسطه عبدالله بكر الذي كان يملك مفاتيح تفوق الغراب من خلال قدرته الفائقة على تمرير الكرات بمهارة لسعيد وبراعته في قراءات تحركات المهاجمين.. وتمنيت في الحقيقة اللعب بجانبه لأنه نجم يصعب تكراره.. أما الغراب فمن حسن حظي أنني لعبت بجانبه في دوري الخليج الثالثة بالكويت عام 1394ه.. واعتز بذلك كثيراً. ***** هززت أركان الوحدة بخماسية * مكثت في صفوف الربيع سنتين وأتذكر آخر مباراة لعبتها مع الفريق كان لقاءً وديّاً أمام فريق الوحدة عام 1390ه في ملعب ساحة إسلام، حيث تقررت إقامة لقاء حبي جمع فرق المنطقة الغربية الأهلي والاتحاد والربيع ضد أحد الفرق الزائرة وحرصاً من إدارة رعاية الشباب على المشاركة المشرفة للربيع تمت الاستعانة باثنين من لاعبي الاتحاد أحدهما علي عسيري فلعبنا أمام الوحدة استعداداً للقاء أمام الفريق الزائر وكسبنا فرسان مكة ب5 أهداف سجلت (4) منها.. طبعاً الوحداويون لعبوا بكامل نجومهم يتقدمهم الجعيد وأبناء لبان سعيد ولطفي واسعد ردنة وبقية الأسماء الرنانة التي كانت تزخر بهم الخارطة الحمراء في تلك الحقبة.. والحقيقة أعتز بهذه المباراة كثيراً التي فتحت أنظار الأندية الكبيرة لضمي ومنها النادي الأهلي بالطبع. ***** شباك «أحمد عيد» استقبلت أجمل أهدافي * من المباريات التي لا أنساها مع فريق الربيع لقاء جمعه بالأهلي عام 89 - 1390ه على مستوى الفريق الأول ضمن لقاءات دوري المنطقة الغربية حيث تقدم الأهلي علينا بهدف وأدركنا التعادل في الشوط الثاني، حيث نجحت في هز شباك حارسه العملاق أحمد عيد بهدف من مسافة بعيدة لم يشاهدهالخارس الأهلاوي إلا والكرة تستقر في المقص العلوي ومن قوة التسديدة ارتدت الكرة من داخل الباب إلى منتصف الملعب الأهلاوي.. وأذكر أن لاعبي الأهلي احتجوا كثيراً على الهدف معللين ذلك أن الكرة لم تلج المرمى أنما اصطدمت بالعارضة غير أن الحكم احتسب الهدف، كان أجمل أهدافي خصوصاً وأنه جاء في شباك حارس كبير وعملاق كأحمد عيد.