يبدو لي أنني في فَهْم الأسهم مثل فَهْم صديقي (هلمجرا) في الثقافة!!؛ فصديقي المذكور أطال الله بقاءه من أوفى الأصدقاء في هذا الزمن و(أنظفهم) قلباً وأنصعهم طوية.. صادقته في الزمن الرمادي، حيث خاب الظن بالكثير من الأصحاب، وكنت أصطحبه معي أينما ذهبتُ.. وأكثر ما كنت أذهب إلى أصدقائي المثقفين الذين ليس هو منهم بالقطع؛ لأنه شبه أُميّ ولا يعرف في الدنيا سوى (المرجله) والوفاء. وذات يوم كنت أركب معه في السيارة متجهاً إلى جلسة تحوي نخبةً من المثقفين، وفي لحظة صمت قطعها بالسؤال الحاد التالي: يا ابا سامي ماذا تعني كلمة (هلمجرا)؟! وحينما ضحكت من صيغة السؤال أردفت: ولكن لماذا تسأل عنها بالذات؟ وهنا ضحك وقال: لكي استعملها الليلة في حديثي مع (ربعك) المثقفين!!. وأنا اليوم سأكون مثل صديقي العتيد وسأتحدث عن (السهوم)، عفواً الأسهم حتى لو كنت لا أعرف عنها شيئاً. ولكن بما أن الجميع يتحدث عنها فلِمَ لا أتحدث أنا عنها (مثلي مثل غيري)؟.. فالأسهم أطال الله عمركم وفي طفرتها الهائلة هذه الأيام التي جعلت من صديقي القديم (ابن ظلهاب) يبيع إبله ويدخل (للمضاربة)، وكذلك العمة ام عايض التي باعت (معيزها) المبجل ل(تحوس السوم).. أقول ان سوق الأسهم في طفرته جعل من الكل يدخل اللعبة، وهذه اللعبة اعتبرها افضل من الكسل او البطالة او الفقر او بيع المخدرات او ممارسة السرقة او الجنوح الى العنف؛ لأن الكل يسعى خلف رزقه فقط و(يمد رجليه على قد لحافه). ومن هنا أتساءل: لماذا يحددون الحدّ الأدنى من الأسهم؟ ولِمَ لا يتركون صاحب السهم يركض خلف سهمه؟. كما أنني أتساءل ايضاً: لماذا يمنعون بيع الأسماء للذين لا يستطيعون شروى نقير أو شروى الأسهم ما دام الأمر ينفع الجميع؟! والنافع منفوع.