بهدفين مقابل هدف واحد انتهى اللقاء الكبير أمس بين الهلال والشباب لصالح الفريق الأول بعد مباراة أستطيع أن أقول عنها إنها تميزت بالأداء السريع.. والإثارة التي توفرت في ظل ظروف عاشتها المباراة وجعلتها تظهر بهذه الصورة. على أن ثمة حقيقة لابد ان تقرر هنا.. وهي ان النتيجة جاءت معاكسة بنسبة كبيرة لما ظهر به مستوى كل من الفريقين.. لا لأن الهلال لم يكن بمستوى الفوز أو ان الشباب كان أحق منه بذلك فكلا الفريقين كانا يلعبان.. ويمنحان من العطاء.. ما استطاعا.. عدا ان الشباب كان بالأسلوب الذي لعب به والخطط التي رسمها يفوق زميله الفريق الهلالي تماما ويجعله اكثر تهيأ لكي يحوز على النقطتين ويحقق الفرصة التي اضاعها. صحيح ان الهدف الذي تفوق به الشباب على الهلال مدة تقارب الخمسين دقيقة كان ثمرة أخطاء فاضحة من الحراسة والظهر الهلالي.. استثمره عبدالرحمن إبراهيم ليضع هدف الشباب في المرمى.. ولكن ما أضيع من أهداف وما اهدر من فرص هجومية.. كانت تنتهي إما بأقدام مدافعي الهلال أو لأن مهاجما شبابيا لم يستطع ان يحقق التمركز المطلوب كانت كافية وحدها لإخراج الشباب فائزا وبنصيب كبير من الاهداف.. وأستطيع ان أضيف إلى ذلك.. الكرات الهادئة.. والمدروسة التي تفوق فيها وسط الشباب وظهره ولم يكن الهلال بقادر على مجاراتها تمام المجاراة.. هاتان الحقيقتان في نظري تقودانني إلى القول بأن النتيجة لم تكن هي كل شيء في مباراة الأمس بقدر ما كان للمستوى العام لكلا الفريقين دور انحسر أمام النتيجة. عن المباراة تميزت مباراة الأمس خلال التسعين دقيقة التي لعبها الفريقان بدرجة عالية من القوة.. ومحاولة تقديم طبق شهي مثير.. هو بالتالي ما أمتع الجماهير وجعل القوة العالية تتحول أحياناً إلى عدد من الفاولات التي أثمرتها تلك القوة.. كما أن المباراة عموماً خلت -بشكل نسبي- ولأول مرة من طغيان التطويش والكرات الكيفمائية.. وان تميز الشباب بقلة استعماله لها.. بينما أخذ منها الهلال نصيباً أكثر.. * بدأت المباراة بداية طيبة.. فكرة استلمها محسن وفات من الظهير الأيسر وعكسها رغم ان الزاوية كانت فاتحة ذراعيها لاستقبال تهديفته وأضاعها ناجي بالآوت.. * كرة موّه بها خالد وسلمها للجمعة الذي شاتها قوية وسريعة فوق القائم.. * مر الشوط الأول كله دون أن يرفع لاعب من الجانبين كرة واحدة كضربة ركنية.. * استخدم الشبابيون التهديف المباشر على المرمى.. وأكثروا من استخدام أقدامهم في الشوط الأول.. بينما لم يفعل ذلك الهلاليون عدا ثلاث كرات واحدة شاتها محسن ضعيفة في يد الحارس والأخرى شاتها ابن عمر وذهبت فوق القائم والكرة الثالثة شاتها محسن ضعيفة في يد عبدالله. * خالد سرور في الشوط الثاني يفوت من اثنين ويرمي الكرة إلى الدرجاني الذي يمر من المبارك.. ويمررها على قدم خالد فيشوتها قوية ولكن فوق القائم.. * استثمر الشبابيون جهد الجناح الأيمن كثيراً ووضعوا ثقلهم عليهم في الشوط الثاني غير أن هدوء المبارك ويقظة مرشد قضت على كل فعالية لكراته.. * حسين العليان يأكل سعدا.. ويصل إلى خط الجير ويمررها خطرة إلى ناحية الجناح الأيمن ولكن ناجي كان متأخرا أكثر من اللازم فتضيع الفرصة.. * خالد فات من وسط الهلال.. وكاد ان يخترق من قلب الدفاع الذي أوقعه على الأرض.. وصافرة من الحكم.. وشوتة بعيدة وبجانب القائم. * الصاروخ في الشوط الثاني يضيع فرصة محققة صنعها وأبدع فيها وكانت ستثمر عن هدف التعادل. الأهداف - حقق عبدالرحمن إبراهيم هدف الشباب الوحيد إثر كرة وضعت - فاول- شاتها متوسط الدفاع.. ورغم مراقبة نبيل ومرشد.. وتفرج ضاري يحقق هدف فريقه في الزاوية اليسرى. - محسن بخيت.. كرة يستلمها ويمررها عكسية لحسين العليان الذي يسددها ببراعة في الزاوية اليمنى عن يسار ابن الشيخ. - قبل نهاية المباراة بعشر دقائق، كرة يقطعها تحسين ويمررها قصيرة فيلتقطها ابن عمر ويعترضه عبدالله ويكاد يقع ولكنه يتحكم بها مرة أخرى ويودعها في المرمى الخالي.. الفريقان الهلال.. كل منا كان يتوقع أن يقدم الهلال عطاء يفوق ما قدمه أمام اليمامة فنحن نعلم ان هذا الفريق يلعب من واقع مستوياته.. ويحول حجم مأساته.. إلى انتصار يعيد لجماهيره البسمة.. والفرحة.. ولكن الذي حدث ان الهلال.. قدم مباراة لم يكن أداؤه فيها بنفس القدر المتوقع منه على الإطلاق.. ولولا ثقل الوسط الذي فرض وجوده وتألق مرشد.. وهدوء المبارك وهدف الانقاذ الذي حققه ابن عمر لكان الهلال قد خسر النقطتين ومعهما المستوى أيضاً.. ليس هذا تقليلا من الجهد الهلالي ولكنه تقليل من الأسلوب الذي سار عليه الفريق.. وكاد يؤدي به إلى نتيجة لا يرضاها.. * فقد استمر الهجوم على جريه اللاهث دون أن يحقق الاستفادة المرجوة من الكرات التي يتسلمها.. فحسين ندر جهده إلا من هدف التعادل وعاد مرة أخرى يمارس الاستسلام بلذة لسعدا.. ومحسن كانت حسنته التمريرة القاتلة لحسين.. وان كان أكثر تحركاً مما مضى.. على أنه تسبب في فاولات عديدة بالشوط الاول.. اما ناجي فلم يظهر في هذه المباراة.. بالدرجة التي ظهر بها في المباراة الأولى وان كان قد حاول وساند الوسط كثيراً جداً. وبقي ابن عمر أكثر المجموعة التحاماً مع المدافعين.. وملاحقة للكرات ومنها هدفه الثاني.. * ويبدو أن الهجوم الهلالي رغم توفر عناصر جيدة فيه إلا انه لا زال يعتمد على أسلوب يقلل من فعاليته كثيراً.. فهو يتحرك ضمن خط مستقيم كما يستخدم تمركزه بشكل غير مدروس مما يضيع عليه الكثير من الكرات.. * ولأول مرة أرى الوسط الهلالي منذ فترة طويلة.. يفرض وجوده بشكل يفوق في بعض الفترات وسط زميله الشباب.. وكان بنفس القدر الذي يخنق فيه الهجمات العرضية ويقطع الكرات السريعة من الأقدام الشبابية يمرر كراته.. غير ان هذا التمرير أقل بكثير من درجة الإيجابية المطلوبة لاستعماله الكرات الطويلة التي يستثمرها مدافعو الشباب برؤوسهم ويحولونها هادئة إلى الوسط المقابل وقد لوحظ كيف ترك شمروخ جرحا غائرا في الوسط بعدما خرج - إذ ان غريب - بحماسه ولجوئه إلى الفاولات قلل من فعاليته كما ان مساندة ناجي التي برزت في الشوط الثاني واعطى ابن نصيب عطاء أدى إلى تألق الوسط وتزايد انتشاره وان كان كما قلت احس بنوع من الضياع في غياب اللاعب المتألق - شمروخ -. * كان مستوى تلاحم الظهر الهلالي يختلف من حين إلى آخر.. فمرة تتوفر فيه القدرة على التراجع.. والتوقيت الجيد.. والتراجع المدروس وتارة بالعكس.. على ان مرشد بقي وحده اللاعب الذي يعرف كيف يمنح عطاءه في الوقت المناسب رغم اشتراكه في هدف الشباب. ونجحت تجربة المبارك في الظهير الأيسر ولأول مرة رأينا كيف تخلص الظهر الهلالي من بعض اهتزازه ولجوئه إلى الكرات الهادئة السليمة بوجود لاعب كالمبارك، وان كنت أعيب عليه كأبي حطبة.. ضعف تمركزه وتقدمه أحياناً. * الحراسة الهلالية - ضاري - تألق في كرتين فقط كرة شاتها الصاروخ قوية وخطرة في الشوط الأول وكرة أخرى من الكورنر.. بينما أدى دوره كاملاً مع مرشد ونبيل في تحمل الهدف الشبابي.. وهنا لابد أن نصل إلى نتيجة واحدة تتعلق بالفوز الهلالي وهي ان هذا الفوز لم يحدث لأن الهلال كان الأقوى أو الأفضل أداء.. وكان لأن مرشد أجاد إحكام المراقبة والتقاط كل الكرات.. وقطع الهجمات الخطرة.. وتغطية زملائه.. * الوسط الهلالي.. بنفس القدر الذي أحمله مسؤولية تقليل هجمات فريقه وعدم التحكم فيها فهو أيضاً كان متألقاً بتحكمه في الوسط.. وتفاهمه الكبير. * ابن عمر.. بهدفه الذي جاء نتيجة عدم يأسه وملاحقته للكرة المستمرة.. الشباب كان من الطبيعي أن يتوج الأداء الشبابي بالفوز لو أن هذا الفريق عرف كيف يستفيد من نقلاته للكرة.. وسيطرته على مجرياتها.. والخطورة الكامنة في خط هجومه والتكامل إلى حد ما في خط دفاعه.. ولكنه أفلت من يده الفوز.. دون أن يتوقع أحد ذلك.. ولعل هذا عائد بالدرجة الأولى إلى أن تنقل هجماته رغم خطورتها على المرمى الهلالي تتم في مساحة واحدة تؤدي إلى القدرة على خنقها.. والتقليل من أهميتها.. كما أن خالد بإمكانه أن يكون أفضل من تحركه.. وكراته مما قدمه.. بعكس الصاروخ الذي أدى مباراته بشكل حاول فيه أن يصنع المستحيل.. ولكن دون جدوى!! ولو أتينا نستعرض الشباب أو بمعنى أكثر دقة الأسلوب الذي حدد مساره خلال المباراة كلها لوجدنا أن الوسط حظي بالدرجة الأولى بأهمية خاصة كبيرة لدى المدرب.. ففي الوقت الذي كان إبراهيم جمعة يعطي بشكل كبير.. رأينا كيف ان الدليمي يعود خلفا لمراقبة ساعد الهجوم الأيمن الهلالي مرة يكون هذا اللاعب ابن عمر ومرة يكون محسن بخيت.. كما ان عملية النزول للوسط من جانب الهجوم الشبابي كانت تتم بالتناوب.. فتارة نرى خالد يشكل اللاعب الثالث ومرة أخرى نرى الصاروخ يعكس الآية على انه هو اكثر اللاعبين نزولاً ومساندة للوسط.. بينما بقي عبدالرحمن إبراهيم لاعب المشاغلة مع الظهر المنافس.. على ان ثقل رباعي المقدمة الشبابي - إذا صحت التسمية - حيث كان أداؤه لا مركزيا يزحف بالمقدمة.. ثم ينحسر بالتناوب خلفا.. أقول على ان ثقل الرباعي كان أقل من حجمه الطبيعي وهذا مما أدى إلى وجود ثغرة سلب فيه أدت إلى تفتيت كل محاولة منه لاستثمار ما تحقق له. * الحراسة في الشباب مرة أخرى لم تختبر كثيراً ولا زال ابن الشيخ أقل لاعبي الفرق اختباراً غير انني أحمله مسؤولية الهدف الثاني لارتمائه الخاطئ عليه. * الظهر الشبابي.. كان متلاحماً في وسطه بوجود الصومالي وتحسين اللذين أجادا قطع الكرات برأسيهما.. وأحكما قطع الصلة بشكل موفق بين محسن وابن عمر.. أما راشد فقد ساعده ناجي في الشوط الثاني على أن يفرض رقابته عليه.. وسعد حاول ولم يجد الجناح الذي يعرضه لاختبار حقيقي.. * وسط الشباب وجد وسطا قويا ولكنه كان أكثر منه ايجابية في صنع كرات سهلة.. ميسرة.. وقصيرة.. وأجاد التهديف كثيراً من خارج المنطقة بعكس الوسط الهلالي الذي لم يفعل ذلك ولا مرة واحدة. * الهجوم سبق ان تحدثت عنه وقلت ان خطورته.. لم تجد من يستثمرها.. وإيجابية الانهاء انعدمت أمس. * أحكم تحسين المراقبة - الصورة الأولى - على ابن عمر ومحسن.. وقام بجهد كبير خلال المباراة بمشاركة الصومالي وكان أسلوبهما مريحاً جداً لخط الوسط كما أجادا الالتحام والاشتراك في الكرات العالية. وقبل نهاية المباراة مرر تحسين كرة خطأ أدت إلى هدف قاتل حققه عبدالله.. وقد تميز ابن عمر في مباراة الأمس بممارسة عملية متابعة الكرة في أقدام المدافعين وبين يدي الحارس - الصورة الثانية - وبعد الهدف رفع ناجي كرة من حلق المرمى.. تصدى لها ابن عمر - الصورة الثالثة - وقلب جسمه ليلعبها في المرمى ولكن كانت في الآوت. من مفكرتي * حكم المباراة حكمنا الدولي - فيفا - عبدالرحمن الدهام وساعده الحكمان خالد سمان وفهد الدهمش.. وقد قاد الدهام المباراة رغم العنف الذي ظهر بها. * مر الشوط الأول دون أن يلعب أي من الفريقين ضربة ركنية واحدة.. وفي الشوط الثاني كانت هناك أكثر من أربع ضربات ركنية.. كانت في أغلبها من نصيب الهلال ولكن مهاجميه لم يستغلوها. * تحبة إعجاب لشمروخ ومرشد والمبارك من الهلال والصاروخ والجمعة.. وتحسين من الشباب. * تحسين أحكم المباراة وكان رائعا وجاءت غلطته التي لا تغتفر بتسببه في هدف الهلال الثاني. * حضر المباراة جمهور غفير من مشاهدي اللعبة وعشاقها.. ولقد كان جمهور النصر يميل إلى الهلال في تشجيعه.. لكي يقطع الطريق على الشباب في نيل النقطتين اللتين لو حققهما قد يتجاوز لقاءاته الباقية بنجاح. * فهد بن نصيب كانت عودته موفقة جداً وأدى مباراة جيدة.. شارك شمروخ في قيادة الوسط.. وغريب أنصحه بالهدوء وعدم اللجوء إلى الفاولات التي لا داعي لها إطلاقاً. * الدرجاني حل محل المطيري ولعب جناحاً أيمن وقد كان منطلقاً لبعض الهجمات الشبابية. * شمروخ خرج في النصف الأخير من الشوط الثاني والبيشي حل محل ناجي الذي أصيب واضطر للخروج من الملعب. * كان من المفروض أن يكون الهلال أكثر سيطرة على الكرة عندما حقق هدف التعادل ولكن الذي حدث ان الفريق الهلالي أصابه الارتباك وعدم التركيز حتى كان هدف ابن عمر. * نبيل الرواف.. اختفى خلف مرشد.. ولكنه أيضاً لم يكن عبئاً على زميله. * الفريقان نزلا إلى أرض الملعب متأخرين، كما أن كثيراً من الجمهور لم يصل إلى الملعب في الوقت المعتاد بسبب تقديم وقت المباراة.