ليس في حياة البشر أجمل ولا أنفع من التكافل، والتعاون بين مختلف فئات المجتمع على البر والتقوى وعمل الخير وتحقيق المصالح..ومهما وضعت التشريعات وفصلت الأنظمة، وسنت القوانين لإلزام الناس بها.. فإن آثارها ونتائجها محدودة ما لم تدعم بالعمل الجماعي وبالمبادرات الإنسانية العفوية النابعة من قيم المجتمع وأعراقه السليمة السوية.ولقد تميزت المملكة العربية السعودية منذ أن تأسست على يد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - بإدارة (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ويا له من اسم جميل وعنوان كريم.. وهل هناك أجمل وأعظم وأجل من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..لهذه الإدارة أياد بيضاء وأعمال مشرفة في دعوة الناس إلى إقامة الصلاة ونصحهم عن الفساد.. ورأينا مؤخراً مساهماتها العديدة في الكشف عن أوكار الرذيلة ومصانع الخمور.. وللهيئة دورها الرائد في ضبط أخلاق الشباب وإبعادهم عن التحرش بالفتيات المصونات. ولقد آن الأوان لأن يدعم المجتمع بكل فئاته هذه الهيئة المباركة.. وإنني أدعو قيادتنا الرشيدة التي ما تركت باباً من أبواب الخير إلا فتحته.. ولا درباً من دروب الفضيلة إلا مهدته ويسرته.. أدعوهم لتبني إنشاء لجنة أصدقاء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. تأسياً بالعديد من لجان الخير التي تأسست في بلادنا ودعمتها الدولة ورجال الأعمال ورجال الفكر وأصحاب الوجاهة.. ومنها لجنة أصدقاء الهلال الأحمر ولجنة أصدقاء المرضى ولجنة رعاية أسر السجناء، وغيرها. نحتاج لجنة أصدقاء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. لكي تدعم الإدارة بنقلة نوعية في التخطيط والأداء.. فالإدارة بحاجة ماسة إلى أفكار ووسائل وتقنيات مبتكرة لبث وتفعيل رسالتها السامية في الدعوة إلى الفضيلة والنهي عن الرذيلة..كان شارب الدخان في مجتمعنا يتخفى بفعلته.. وعدنا الآن نسمع أبناءنا وبناتنا على الهواء مباشرة، ونراهم في أشنع وأقبح القول والعمل.. ذلك أن مجتمعنا بدأ يفقد الحياء الذي هو شعبة من شعب الإيمان. هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أداة أساسية في مجتمعنا للمحافظة على مفاهيم الطهارة وترسيخ مكارم الأخلاق التي من أول مقوماتها وأركانها.. العفة.. والحياء من الله ومن الناس.