إلى الله نشكو قسوة في قلوبنا وفي كل يوم واعظ الموت يندب ونبني القصور المشمخرات في الهواء وفي علمنا أنا نموت وتخرب هذه بعض من الأبيات التي رثاها الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في رفيق دربه الشيخ عبدالله بن أحمد العجيري - رحمه الله - وفي يوم الأحد 8-3-1426ه انتقل إلى رحمة الله تعالى حفيد الشيخ عبدالله العجيري الشيخ محمد بن عبدالعزيز العجيري - رحمه الله -.لا أعرف ماذا أكتب عن هذا الرجل؟ وبماذا أبدأ؟ هل أبدأ عندما أتذكر ابتسامته لي وللجميع؟ أم أبدأ عندما اسمع من حولي يتكلم فيه فرداً فرداً؟ ويتحدثون عن ماذا يا ترى؟ إنهم يتحدثون عن تواضعه ودماثة خلقه وصلة رحمه لكل من يعرف، وبشاشته وعلو همته وعن اشياء كثيرة وبصفات يتحلى بها جمع من الرجال تجدها في هذا الرجل.مازالت الأيام تحفظ الآلام في نفسي، هذه الذكرى الأليمة، ولا أرى بمرورها سوى توثيق المعانات.اترون بحق ان أشرككم بمصابي ذلك الذي تمضي عليه الأيام ومازال يتجدد في نفسي ومن حولي!إن مصابي ما كنت أكتب عنه لأني أعلم يقينا ان الحروف لن تستطيع احتواء ما بداخلي، ولأني أشعر أحياناً أن اليوم أقسى من الجرح المكتوم بالداخل.هل أقول فقدت خالي لوالدي؟ أم أقول فقدت عمي لوالدتي؟ نعم إنه بمثابة والدي بما أوجد من حنانه وعطفه ورحمته وابتسامته عندما أقابله، فعندما أستعيد شريط مواقفه ابتسم وتدمع عيناي في نفس الوقت واهز رأسي وأردد هل يوجد عوض له؟ فبعض الأشياء عندما نفقدها لا نشعر بقيمتها فحسب بل نتألم لأجل القيمة التي خسرناها والتي لن تعود. كيف أيها الفقيد أن أمنع عيناي أن تدمع كلما هز مسامعي ذكراك؟ وتلك الأعمال الرجولية والمواقف الرائعة من كرمك وحسن خلقك ورحابة صدرك وصلة رحمك وحرصك على الغير وابتسامتك الحنون لمن تستقبله أو تودعه. لا أقدر أن أمنع صدري من التأوه! لقد زرعت بصماتك لكل فرد وكل بصمة تسجل لك في هذه الحياة أنك إنسان عظيم، أتمنى أن تكون دروسك الراسخة مطبوعة في قلوب الجميع. أدعو الله جلت قدرته أن يجمعنا في الفردوس الأعلى في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر وأن يغفر لك ويسكنك فسيح جناته إنه ولي ذلك والقادر عليه.اللهم استجب يا كريم آمين يارب العالمين.