أعبر أزقة الذاكرة، أتعثر في حفر الأوهام أزحزح صخور الألم فتتناثر شظايا الواقع ويعلو غبار الذكريات، أتكئ على أعتاب العشرين أرقب تلاطم الصور من حولي، الليل يضخ دماءه في الشرايين، أرواح متعبة تجرها عربات الأنين هاربةً من جوف المدينة لتستوطن الشواطئ تبني قصور الرمال تحكي للبحر مسيرة ألم، أحلام ممزقة على مشانق الحقيقة، عيون تسمرت نحو الآفاق تنتظر تلويحة أمل، بيوت متناثرة أبواب متهالكة تفوح من بين الشقوق رائحة الشقاء تسري في جسدي قشعريرة الكبرياء فأنتفضُ من غفلتي تتبعثر الصور ويظل صوت الكبرياء أرفض الألم في كل شيء لكنه يأبى إلا أن يكون يحفر تجاعيده على وجنتين باليتين أبلتهما الدموع قبل أن يبليهما الزمن، أرفض أن يكون خيطاً أحيك به كل ثيابي أرفض أن يكون نقطة تشوه لوحاتي، أرفض أن يكون حرفاً يقتحم سطوري فيبعثر أحلامي.. كم من الحصون بنيت على تضاريس كياني وأدمنت الحنين إليها حتى اعتراني نسيم الأمل يحمل أوراقاً للغد وبقايا حروف وشيئاً لست أفهمه.