أمسيت أمام البحر.. وأمواجه تتلاطم مع خيوط القمر الفضية.. رحلة بها لم أفارق السهر... ساعات ماذا تعتقد أن يجول في خاطري.. سوى أن استولت الهواجيس على عقلي.. وحكى الهموم قلبي.. وذرفت دموع الأمل عيني... في مساء طال ليله.. وضرب الحزن أطنابه.. وما يدفعني إلى هذا الحال أنني لم أجد من ارتمي في أحضانه إلا شاطئ الأمان.. تتكالبني مرارة الأيام.. وقسوة السنين... يؤلمني شقا الماضي... وتحزنني مآسي الحاضر... ولا يقتلني إلا ذكرى المستحيل... حينها أعلم الخيال.. وأستقي الأمل من السراب... بعدها... أشعر بالكآبة.. وأحس بالغربة.. فينهمر من عيني سيل من الدموع يخفف من لوعة الألم.. وارحل بعيداً.. بعيداً على أمل العودة...