موعد مع الرحيل وأنا أتفقّدُ هذهِ الملامح أرى أخرى لا تُشبهني.. أحاول الهروب من مرآتي خوفاً من أن تعرّيني أمامي وقد حان موعدي ومشوار القلق حين لن تكون أجول الأمكنة.. هي ذاتها لم تتغيّر، الناس هم القادمون والرائحون صوب آمالهم أبعثُ بنظري تجاه السماءِ والبحر كل شيء عادي إلا أنا.. ثمّة ما فقدته فيني منذ رحيلك لم أعد أنظر للساعة كثيراً، ولا أستعجل مرور الوقت لتأتيني الصباحات بك.. الرغبة في الكلام اختفت، وحلّ مكانها الصمت الذي يُلهمني كتابة خواطري لم ينقص شيئا ً إلاك حيث فقدتْ الأرضُ رائحة المطر، وبدأتْ زخات الوداع هطولها من سحابات نوافذي نبضُ المكانِ آخذ بالإحتضار وكأننا نسافر بملءِ الإرادة نحو الفقد يا لبشاعة القيد ويا لقسوة الوداع ويا لغباوة هذا الليل الذي تبدو ملامحه سعيدة ! يأتيني صوتك باعثاً برسائل الاطمئنان:(ستكوني معي) ! أحاولُ التواطؤ مع نفسي مقنعةً إياها ألا تكتئب فيطير -رغماً عني- ما تبقّى لدي من حَمَامَات الفرح... وابكي (آآآه يمّه ودّي أرتمي بحضنك وابلل بدمعي صدرك وابكي أشتكي من ظلم عالم يمكن أهدى وتبتسم ذيك المعالم يمّه.. شفتي ذيك العيون ؟ ذبلت!! من كثر دمع من محاجرها ذرفت.. يمّه.. أنا كل ما قول بافرح أتعثر بألف صخرة واتمنى إني أسرح وسط دنيا غير هذي وسط ناس يعرفون للوفا مطرح!) ها أنا أجلس ورغبة تجتاحني للبكاء مع الذات على رحيلك القادم.. ماذا ينبغي عليَّ إذا علقت ْ الكلمات حنجرتك كطفل يتشبث بلعبته عناداً ؟ أأتمسّك بصمتي حين أحاول ألا تقرأني أكثر ؟ أألوك أحزاني وأنا أراك متأبطاً أيامك لترحل ؟ أم أبقى على انتظارٍ وقد مللته حيث صار له في داخلي وطن ؟ سئمتُك تُلوّح بكلماتك من بعيدٍ، وأخشى أن يصلني صوتك بعدها باردا لا حياة فيه وقد تلبّسته تهمة الغياب.. وأذهبُ وغايتي حلم لكن.. (أعرف إني بس أحلم أحلم.. وأحلم.. وأحلم والنتيجة أنا وهيّ وسط قلبي دوم نلتّم دمعة.. تصرخ وتجرح آآآه يمّه.. لو يعرفوني بيعرفوا إن السواد ما استوطن جفوني وإن الكذب يخجله صدق بعيوني) أيتها المشاعر المختبئة خلف صمته، اطلقي العنان فثمّة كلمات لم تُقال بعد، ولم تدلني على ما في قلبه ها قد دنتْ ساعة الرحيل، ولم تحن منكِ التفاتة تكشف دمعه.. سيرحلُ ويترك وجعاً مسترخياً، ودمعاً مندلقاً كسحابة غاضبة وسأعودُ لكتبي ومذكرتي أُكوّم ُ خيباتي فيها، وأسقيها حزن خواطري وقصائدي (يمّه.. ياظلي إنتي وغيمي ايش أسوّي لاحتمى هالحزن فيني؟؟ وين أروح.. ووين أسافر والوجع فيني م/سافر!) أُسافر نحو قيدي.. أرحل ُ إلى ذاك الصمت حيث الدمع يغسلني، ويغتال ما تبقى من أحلامي المُلوّنة بالوردي (آآآه يمّه.. لو يشوفوا كيف هالألم بجوفي قاتل وكيف جفني بايتٍ ليله يساهر وكيف الموج مثلي يكابر لِثقل عليه الهم وتمردت أطراف اليم ! وينك يمّه ؟ ودي أرتمي بحضنك وابلل بدمعي صدرك وابكي وابكي أو أهاجر)