وصدرت (الجزيرة) يومية ولم يكن هناك مجال للرأي فقد تمت الخطوة والمجال هو مناقشة ما حدث كفكرة عن مدى حاجتنا الى هذه الخطوة التي لا شك انها كلفت الكثير من الجهد بل حشدت لها الجهود، وفي رأس القائمة لصدور الجزيرة غير قابل للنقاش، ان هذه الخطوة تقدمية والى الامام، ولكن هل كل خطوة الى الأمام مباركة هذا هو المختلف عليه فعامل الوقت والحاجة الى هذه العملية هو الذي يباركها أو يضعها في الاطار الآخر. انتهى من هذا الى حيثيات المادة المطروقة في صحيفة كالجزيرة فهي تحلل الاخبار المحلية والعالمية وتواكب الجديد من التطورات المحلية والعالمية ولها قدم في مناقشة الاحداث الاقتصادية تغنى مع الفنان في صفحة للفن وتلعب مع الرياضي في دور التربية وتتحدث الى الدارسين في مجال المعرفة الى غير ذلك من الموضوعات وان صحيفة هذه قدمها وهذا موضوعها لا شك وان صدورها متعاقب في كل يوم حاجته أملتها الضرورة الى تتبع كل هذا يوميا ولا يمكن اخذ هذا على سبيل عدد السكان أو كثرة المتعلمين فقد ترتبط الصحف بميول غير المتعلم فكم من قارئ وكم من مستمع له فيما يقرأ ميول تجذبه الى ذلك حاجة ملحة للاستفادة والمعرفة. ان العامة تقرأ الصحف والخاصة تقرأ الكتب. وخاصة الخاصة تقرأ العلوم وان صحيفة او صحيفتين يوميا لا اعتقد انها سوف تفي بالغرض او تؤدي الهدف الى مسيرة متطورة تتعاقب احداثها يوميا لا يمكن ان تقتصر الصحافة في مواكبها وتتبع احداثها بصورة متباطئة بل يجب ان تسارع في التغطية لتجدد احداثها وكم سمعنا عن التسابق الصحفي والحديث عنه بين الوراقين كثير هذا كله يعطي صورة واضحة عن مدى الاستيعاب وانه وارد بالضرورة ونتيجة حتمية لتلاحق الاحداث في أي مجال بعضها تلو الاخر فما نكاد نسمع عن حدث الا وتضطره آخر اطرى منه حديثا واشهى على مسامع القارئ بأشعتها عليه والخبر غب الخبر يعطي تناولا للموضوع من كل الجوانب. أما الحديث في الصفحة الثانية عن مادة الصحيفة فهذا متوقف على الكتاب انفسهم وهو ما يتطلب قافلة من الكتاب والمحررين لها طابعا متباينا في الموضوعات حتى تتنوع الفكرة فهل عند صدور صحيفة كل يوم بدلا من كل اسبوع هذه الامكانية ان لم يجثُ خلفها اسرة من المحررين القادة القادرين على التنويع والابداع والتطرق الى شتى المواضيع وهذا ما يتطلب اختياره صعوبة ولي ان اقول: ان حملة القلم في بلادنا كثر ولكن من يجود منها قليل فمنهم من صرت اقلامهم في المعاملات الرسمية فلم تجد الوقت ومنهم من ارتفعت اقلامهم عن الكتابة لعدم تناسب الموضوعات المنشورة مع الافكار التي يريدون. خطوة مباركة - بقية - التطرق اليها وآخر جاد بما لديه فلو نصف هؤلاء كلهم الثقافة والادب والتوعية لما كان هناك ضغط متزايد على أية مجموعة من المجموعات ولو أن حملة الاقلام زكوا حصيلتهم من المعرفة والعلم لضاقت المجالات وزخرت الصحف بكل لون شهى مشوق وانى لعلى يقين أن الخطوة التي اقدمت عليها الجزيرة سوف تتحفنا بأسرة جديدة من المحررين لهم اسلوبهم يدفعها الى هذا حاجتها والحاجة ان كانت تدفع الى الاختراع فهى هنا تدعو الى تجنيد ركب من الكتاب للمساهمة في تثبيت خطوتها - بعد هذا الاستعراض أعتقد ان القول بحاجتنا الى الصحف اليومية صاحبته كلمة نعم نقولها ل(الجزيرة) وقد اهلت يومية ونقولها للكتاب ونقولها للقراء خطوة مباركة ان شاء الله وبارك الله على الدرب خطانا.