أشعر بنقص دائم يلاحقني ... أين يكمن هذا النقص ؟ لا أدري !! أنا ناقص عن الخلق بأشياء كثيرة لا أدري ما هي !! ربما بالراحة النفسية التي أفتقدها كثيرا .. مشتت الفكر، فاقد للتركيز، أشعر دائما بحاجة ماسة للبكاء !! أشعر أن كل إنسان يقابلني هو أفضل مني بكثير وأنني أفتقر إلى أدنى المقومات التي يملكها ذلك الشخص .. ماهي تلك المقومات ؟ لا ادري !! أشعر بضياع، غربة بين أهلي، كأنهم ليسوا مني و لا أنا منهم . وشعور الغربة هذا يعيش معي دائما في المناسبات، في الحفلات، في أي تجمع كان، لا تظن مع هذا أنني أجلس صامتا لا أتكلم .. بل أنني أتكلم كثيرا وفي أمور متفرقة، وهم يسعدون بوجودي، ولكنني أنا غير سعيد معهم، أبحث عن عالم لا أعرف كيف هو للعيش فيه، ربما عالم أراه مثلي أشعر أن في الناس من المميزات ما يقدمهم علي ... لذلك لا أجرؤ على انتقاد أحد .. لأني أراه الأفضل ولو كان خطؤه واضحا كل الوضوح . أسمع كلمات إطراء كثيرة جدا .. على علمي و أدبي و أخلاقي ... ومع ذلك لا أستشعر فيها الصدق .. أراها مجرد مجاملات و أنهم لا يريدون جرح مشاعري .. أشعر أن كلي عيوب من رأسي وحتى قدماي لا أرى لي حسنة واحدة .. أفتقد الثقة كثيراً في نفسي ... فرصاً كثيرة جداً أضعتها بسبب افتقادي لهذه الثقة !! أعمل كثيراً ولكنني لا أظهر عملي لأحد، لخشيتي من أن يصدمني وأن يكون عملي كله خطأ من غير علمي !! و إن قدمته ذات مرة فإنه يلقى مدحا كبيرا ممن قدمته له، و هذا لا يعطيني سوى جرعه تفاؤل تتبدد بسرعة كبيرة . فهل من حل لمشكلتي؟ هذه الرسالة وصلتني من أحد القراء، والتي يتضح منها أنه يعاني اضطراباً في الشخصية وبالتحديد الشخصية التجنبية المتحاشية التي تجتمع فيها صفات الحساسية المفرطة والشعور بالدونية بر حدود، واستحقار ما يملك والشعور بأنها غير مقبولة و مرفوضة من الآخرين . وأقول لصاحب هذه الرسالة أجدك أبدعت أيما إبداع في وصف معاناتك بشكل دقيق كفاني مؤونة الإسهاب في وصف معاناة أمثالك . أرى أنك تحتاج مساعدة المعالج النفسي بل وضرورة ذلك، ربما ساهمت العقاقير الطبية النفسية في تخفيف معاناتك لكن الأهم هو الجلسات النفسية العلاجية التي يسعى المعالج من خلالها إلى تغيير أسلوب تفكيرك في الحياة . دعواتي لك بالشفاء .... سعاد الدباسي /أختصاصية العلاج النفسي الإكلينيكي