أعلن العماد ميشيل عون أبرز زعماء المعارضة المسيحيين المناهضين لسوريا في لبنان الذي عاد إلى البلاد بعد أن أمضى أكثر من 14 عاما في المنفى أنه يعتزم الترشح شخصيا في الانتخابات البرلمانية في لبنان. وقال عون أمس الأحد في مقابلة مع إذاعة (صوت لبنان) في بيروت رداً على سؤال حول قرار ترشحه شخصياً (نعم ستكون في جبل لبنان أكيد). وكان عون قال مرارا: إن أعضاء التيار الوطني الحر الذي يتزعمه سينافسون في الانتخابات البرلمانية. وهي المرة الأولى التي يعلن فيها نيته الترشح في جبل لبنان دون أن يوضح الدائرة التي سيترشح فيها. وأوضح عون ألا جديد حتى الآن في موضوع المفاوضات مع الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط وتيار المستقبل الذي يقوده سعد الدين الحريري نجل رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في الرابع عشر من فبراير شباط الماضي. وقال عون: (لقد أصبحنا محكومين بالساعات وليس بالأيام.. سأعلن خلال ساعات وأقل من يوم كامل تحالفي ودعوة المرشحين لكي نؤلف لوائح). وتوحدت مطالب المعارضة المؤلفة في غالبيتها من المسيحيين ووليد جنبلاط وبعض المسلمين بعد اغتيال الحريري حول الانسحاب السوري من لبنان وإقالة قادة الأجهزة الأمنية الموالية لسوريا والمطالبة بلجنة تحقيق دولية في الاغتيال وعودة العماد عون وضرورة إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها. ولكن وبعد تحقيق معظم مطالب المعارضة ومغادرة آخر جندي سوري الأراضي اللبنانية في أواخر الشهر الماضي اتسعت الفجوة بين المعارضة وبدأت الانقسامات تظهر إلى العلن مع بدء العد التنازلي للانتخابات. وتتعثر المفاوضات المستمرة بين عون من جهة وتيار المستقبل وجنبلاط من جهة أخرى حول التمثيل النيابي في دائرة بعبدا عالية نظرا لتداخل الطوائف في هذه الدائرة التي كانت قد حسمت لصالح جنبلاط في آخر انتخابات برلمانية جرت في لبنان في عام 2000م. وأوضح عون (سنكمل البحث مع تيار المستقبل حتى لو أقفل الموضوع مع السيد وليد جنبلاط الا إذا كان تيار المستقبل يعتبر نفسه متضامنا.. العقدة في بعبدا عالية). وتجرى الانتخابات البرلمانية في لبنان على أربع مراحل ابتداء من التاسع والعشرين من مايو أيار الجاري وحتى التاسع عشر من يونيو حزيران المقبل. وقبل أسبوع من بدء المرحلة الأولى من الانتخابات التي ستجري في بيروت الأحد المقبل فاز 11 مرشحا بالتزكية تسعة منهم على لائحة سعد الدين الحريري المؤلفة من 19 مرشحا في بيروت قبل الإدلاء بأي أصوات وذلك نتيجة انسحاب عدة مرشحين الأسبوع الماضي. ومن جهة أخرى جددت مصادر فرنسية متابعة للملف اللبناني تأكيدها عدم لعب أي دور وساطة بين الزعيم الدرزى النائب وليد جنبلاط ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري من جهة وبين زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون فيما يتعلق بالترشيحات للانتخابات النيابية المقبلة في لبنان وذلك بهدف تقريب وجهات النظر بين فرقاء المعارضة حرصا على وحدتها.