لا تأتي فترة التقويم والقياس (الاختبارات)، للطلاب والطالبات وإلا ويعلن كل بيت حالة الطوارئ، الآباء والأمهات والمعلمون والمعلمات بل والسائقون وعاملات المنازل والكبار والأطفال.. الكل مرتبك خائف وجل منتظر مترقب متلهف. وإذا كان من بين الأولاد (بطيء التعلم) قالوا في بيتنا (لكدة)، (غبي)، (لخلخ)، (أهبل)، (معتوه)، (مأفون)، (متخلف)، إلى غير ذلك من مسميات وأوصاف بهيمية، لا داعي لذكرها، وتبدأ كل سبل ووسائل العلاج ليلة الاختبار، فيطلب الآباء والأمهات من كبار الأبناء مساعدتهم في تختيم وفهم واستيعاب أكثر من مقرر لابنهم أو بنتهم في ساعات محدودة، وتقترح بعض الأسر الدفع بهذا المخلوق إلى مدرس خصوصي ليصب ذلك المحتوى في ساعات قلائل بالمبلغ الفلاني، والبعض يقف بالخيزرانة خلف الباب ويا ويله ويا ظلام ليله لو عتَّب على الباب ليقضي حاجته أو يرمق التلفاز، فلماذا كل هذا وقد يكون هذا المخلوق محدود القدرات الاستيعابية أو من ذوي الاحتياجات الخاصة أو لديه (ذهان)، أو قصور أو مرض عقلي أو عضوي يؤثر على درجة فهمه وإدراكه؟ولماذا كل هذا ولدينا في كل إدارة تعليمية في كل محافظة وحدة للخدمات الإرشادية تابعة لقسم التوجيه والإرشاد بإمكان أي ولي أمر طالب وطالبة الاتصال بها والاسترشاد برأيها والإصغاء لنصح المختصين بها فهي أنشئت لدراسة مثل هذه الحالات وتقديم الاستشارات الواقية من الإخفاقات التعليمية والاضطرابات النفسية والانحرافات السلوكية ومساعدة الطالب وولي أمره والمعلم والمدير والمرشد في مواجهة المشكلات وقهر الصعوبات بوسائل سهلة ومريحة وممكنة عبر الإنترنت والهاتف والفاكس ولم يعد الحضور الشخصي ضرورياً ومهما كان الأمر في السابق، وهذا التواصل لا يحتاج إلى استخدام عقاقير وأدوية طبية، ولا تكاليف باهظة، ولا استنزاف لأوقات الدوام الرسمي للمتصل، وبدون روحة وجيئة وصرف وقود وتفتيش عن موقف للسيارة. وإضاعة وقت لمقابلة المسؤول، ووقت للضيافة.إن الاكتشاف المبكر والتخطيط والاحتياط السديد والاستعداد والتهيؤ الجيد وجدولة الزمن وبرمجة النفس كفيلة بمعالجة الأمور خطوة فخطوة دون الحاجة للارتباك والتشتت والضياع وإعلان حالة الطوارئ كلما أطل علينا موسم للقياس والتقويم. والله رؤوف بالعباد. [email protected]