يحكى أن مجموعة من الجياد السوداء كانت تعيش سعيدة في وادٍ أخضر، تحب بعضها وتمرح معاً في سعادة. في الصيف والربيع تجري وتتسابق في المروج، وفي الشتاء تتلاصق وتتجمع بحثاً عن الدفء والأمان. وفي يوم من الأيام، ولد وسط هذه الجياد السوداء مهر أبيض! فرحت الجياد السوداء بالمهر الأبيض، وأخذت ترعاه وتدلله، فقد كانت سعيدة بلونه المختلف عن لونها، لكن المهر كان يفكر بطريقة أخرى. كان المهر الأبيض يتصور أن اختلاف لونه عن باقي مجموعته، يعطيه الحق في أن يتمتع بمعاملة خاصة، وأن يكون متكبراً مغروراً. لم تعد الجياد السوداء تحب المهر الأبيض، وأصبح هو يفضل الوحدة بعيداً عن الآخرين، فقد توهم أنهم يغارون من لونه وفي ذات صباح ترك المهر أهله ورحل. في وادٍ جديد، قابل المهر الأبيض مجموعة من الجياد، كانت جميعها بيضاء اللون مثله ماعدا مهراً صغيراً، كان لونه أسود. قضى المهر الأبيض ليلته بين الجياد البيضاء، وفي الصباح وجد الجياد تتحدث عن خبر جديد؛ فقد اكتشفوا رحيل المهر الأسود الصغير، الذي كان الجميع يحبونه لقد كان المهر الأسود الصغير. مغروراً- هو الآخر- بلونه المختلف، وكان يشعر بأن ذلك يميزه عن باقي مجموعته. اندهش المهر الأبيض، وترك الجياد البيضاء، ليبحث عن المهر الأسود، وليسمع منه قصته. تقابل المهران: الأبيض والأسود في سهل بعيد وحكى كل منهما حكايته للآخر. دهش كل مهر لحكاية زميله، واكتشف كل منهما أن اللون المختلف لا يمنح صاحبه أي ميزة على الآخرين وقرر كل مهر منهما أن يعود إلى جماعته، ليعيش بينها، في حب ووئام.